حسين سرمك حسن : كيف تصنع القصة القصيرة جدا حياة طويلة ؟

hussein sarmakتمهيد :
——–
الآن أكملت قراءة مجموعة قصص قصيرة جدا للقاص عامر هشام الصفار عنوانها “قارع الطبول” ، قراءة تأتي بعد سلسلة قراءات طويلة ومتعددة في هذا اللون من القص ، فأجد أن من الضروري أن أحدد المفهوم الأساسي لهذه الدراسة قبل أن أتناول بالتحليل النتاج الذي يقوم على أساسه . ما هي القصة القصيرة جداً (ق ق ج) ؟ وما هي شروطها ؟
ويبدو لي أن هذا التحديد ضروري حيث صرنا نلاحظ اختلاط مقاييسها بمقاييس قصيدة النثر من جانب، واختلال مقاييس هذا الجنس الحكائي نفسه عند الكثير ممن يكتبونه من جانب آخر . وصرنا نقرأ نصوصا كثيرة جدّاً توصف بأنها قصص قصيرة جدا في حين أنها تقع في حقل الومضات الشعريّة التي تخصصت بها قصيدة النثر أو الأخبار المصوغة بتعبيرات شعريّة أو الخواطر أو حتى الإعلان الحديث الذي يستغل فيه الشعر والصورة .
القصة القصيرة جدا لها تسميات عديدة مثل القصّة القصيرة القصيرة والقصة السريعة والوامضة والمفاجئة والمجهرية والبرقية وقصّة كارت البريد . والصينيون لديهم تسمية طريفة هي قصة السيجارة أي القصة التي تستغرق قراءتها بقدر تدخين سيجارة .
أما من ناحية طولها فهناك اختلاف كبير بين النقاد والكتّاب في تحديده ، ولكن بصورة عامة ينبغي أن لا تقل القصة الفصيرة جدا عن 300 كلمة ولا تزيد على الألف . ولكن هناك من يرى إمكانية أن تقل عن 75 كلمة ، وهناك قصص كتبها همنغواي في مجموعته القصصية “في زمننا” تقل عن 300 كلمة ، وهناك أيضاً قصة له تقل عن ست كلمات مثل هذه : “For Sale, Baby Shoes, Never Worn”
“للبيع، أحذية أطفال، لم تلبس أبداً”
amer1هذا ما اعتبره النقاد ومؤرخو الأدب الغربيون ق ق ج ، ولكني لا أوافق على هذا الرأي أبداً لأسباب ستبدو قريباً .
وقد بدأ استخدام هذا المصطلح في  الولايات المتحدة في بداية التسعينات ثم شاع استعماله في بقاع كثيرة من العالم . في بريطانيا هناك يوم وطني للقصة القصيرة جدا هو 22 حزيران من كل عام . وفي هذا اليوم يتواصل هواة ق ق ج من جميع أنحاء العالم ليكتبوا ويقرؤا ويحتفوا بهذا الجنس الأدبي.
وبالرغم من أنها قصيرة جداً فإنها طويلة في عمقها ، ويجب أن تلدغ مثل الشعر الجيّد . وتلعب اللغة فيها دوراً اساسياً ، صادمة مدهشة مقتضبة تجعل قلب القاريء يدق بقوّة . يجب أن تكون بدايتها مثل نهايتها مكثّفة ومباغتة. ومثل القصيدة يجب أن تكون كل كلمة فيها تستحق مكانها ، إنها تكشف موسيقى النثر ، ولا يوجد فيها مكان للزخارف اللغوية ولا للوصف المعتاد في القصة والرواية مهما كان وجيزا . لا مجال للإرتجاعات ولا للزمن الماضي ، فكل شيء يجب أن يكون هنا ، والآن . إنها محطة للتلميح والغموض والإيحاءات البارقة ، وهي تستوعب اللمحات السريالية والإنعطافات الحادة المذهلة .
إنها فن البدايات الصادمة والنهايات الخانقة التي تحبس الأنفاس ، وهي مثل شقيقها الشعر تتحمل إعادة القراءة بصورة جيدة جدا .
وعلى الرغم من أن هذا الشكل – بالتعريف – يعني أنه قصير جدا ، فإنه لا يعني التسامح مع قصة مفككة ومتناثرة أبداً . إنه يحمل التحدّي للكاتب كي يكتب قصة كاملة بكلمات قليلة تكون فيه كل كلمة ضرورية للغاية ، بعيدة عن الرتوش والتزويقات اللغوية ، إنها فن الحذف فعلاً .. أن تكشط كل الطبقات الخارجية لكي لا تبقى أخيرا مع أي شيء غير جوهر الحكاية  الصلب النظيف اللامع .
إن على من يريد كتابة ق ق ج أن لا يقع في وهم أنها ومضة شعرية سريعة أو حبكة إخبارية مكثفة أو وقفة سردية موجزة . إن ق ق ج تحمل كل مواصفات البنية الدرامية للقصة القصيرة من بداية أو عرض وشخصيات وحبكة وذروة وحل. لكن – وهنا تظهر صعوبة هذا الجنس وإرباكاته – على الكاتب أن يدغم ويلحم ويضحي أحيانا ببعض أجزاء هذه البنية ويكثفها لتوفير العمق على حساب الطول.
نحن نحتاج القصص لأنها تخرجنا مؤقتا من حيواتنا المشوشة والمؤلمة . وحتى لو اعتقدنا أن حياتنا لطيفة وغير مملوءة بالقلق فنحن بحاجة إلى محطات استراحة فيها . وإذا لم نحصل على ذلك فإننا سوف نستهلك أرواحنا ونضيع داخل أنفسنا . القصص هي التي تمنحنا محطات الإستراحة هذه . وهي مؤثرة جدا ليس لأنها تعلّق حيواتنا وقتيا ، ولكن لأنها تمنحنا حيوات جديدة ننغمس فيها بدون الجهد الفعلي المطلوب لخلقها وعيشها ، وحيث يمكننا تصميم كل جانب من جوانب هذه الحيوات الجديدة من خلال خيار ما قرأناه .
رواية من 80000 كلمة و قصة من 5000 كلمة بالنسبة للكثيرين منّا أطول من أن يتحملها نظام حياتنا اليومي المزدحم بالمشاغل . نعم نحن نستطيع قراءتها خلال أيام أو أسابيع ولكننا نحتاج في بعض الأحيان إلى “تناولها” في جلسة واحدة . ونظفر بأكثر من عيش تلك الحيوات المتخيلة الجديدة بدون انقطاعات . الصراع يجب أن يُحل بسرعة . وبخلافه سنحمله معنا وقد ينهكنا .
لدينا اليوم ق ق ج تحتوي على كل العناصر الضرورية للقصة “الطويلة” كالحبكة والشخصيات والذروة والحل والحوار والسرد، والفارق هو أننا نقرؤها خلال دقائق . والجمال يكمن في أننا لا نخسر شيئا في القصر والإختصار والإيجاز. نحن يمكن أن نرفع من حياتنا ونعيش في واحدة جديدة من صنعنا نعيشها ونحن نركب الحافلة أو نراقب طفلنا وهو يلعب في الحديقة أو ننتظر موعدنا مع الطبيب . وإمكانية الإكمال ، وعيش حياة من البداية إلى النهاية تكون بدرجة أكبر في الـ ق ق ج.
kh amer hoshamعندما سئل بعض الكتاب عن تعريفهم للـ ق ق ج قال أحدهم إنها نوع فريد من القص يشذّب فيه الكاتب الحكاية إلى أن يصل جوهرها، ومع ذك تبقى قصة كاملة بحبكة وسرد وشخصية أو شخصيات وصراع وحلول.
ووفق ما قدمناه ، هل من الممكن أن نعتبر القصة التي كتبها همنغواي ، وعدّها النقّاد الغربيون ق ق ج من هذا الجنس بشروطه الفنية التي ذكرناها ؟
من وجهة نظري كلا ، هي صيغة إعلانية توضع على واجهة محل تجاري لبيع السلع القديمة المستعملة، وليست قصة، برغم أن الكثير من النقاد يقولون أنها تتضمن – بمعنى ما – بداية ووسط ونهاية .
تحليل :
——-
الآن دعونا نمضي مع نصوص مجموعة القاص عامر هشام الصفار “قارع الطبول” (2) ، لنتأملها ونحللها ونستبر أعماقها ونحاكم شروطها وفق الرؤية والآليات التي طرحناها سابقاً.
في النص الأول “حلبة صراع” :
(اشتركتْ قبل ثلاثة أسابيع في نادي الرياضة القريب على بيتها. موظفة هي في دائرة الصحة. مديرها المزعج يتعدى حدوده أحيانا، وهي تضرب كيس الملاكمة في نادي الرياضة بلكمات قاسيات.. قاسيات جدا!)
هنا ، يقع القاص في مصيدة “التفسير” التي يقع فيها الكثيرون من الكتّاب حين يحفزهم الشعور بالقدرة الكلية – omnipotence على كشف أعماق السلوكيات البشرية كحالة معرفية أو كأوالية دفاع ذاتي لاشعوري ، أو عكسها ما دمنا نؤمن بكثرة المحدّدات في السلوك الإنساني عموما والإبداعي خصوصاً ممثلاً في ما أسمّيه رهاب الإكتمال والقلق من انكشاف فقر الأدوات المُتخيّل ، فقد اشتركتْ هذه الموظّفة في نادٍ للرياضة لتمارس الملاكمة ، وصار على القاص أن “يفسّر” لنا سبب اختيارها لهذا النوع من الرياضة لتحقيق الثأر من المدير المتجبّر من خلال “إزاحة” العدوان من الهدف الأصلي إلى “كبش فداء” . وبهذا أضعف سمة المفاجأة التي هي من شروط ق ق ج . لكن اللغة انتفضت لتعويض هذا الخلل من خلال التكرار والتأكيد للتشديد على الطبيعة القاسية لللكمات (قاسيات .. قاسيات جداً). ويشمل الميل للتفسير أيضاً إعادة التأكيد على أن الموظفة كانت تضرب كيس الملاكمة في “نادي الرياضة” الذي عرفنا في السطر الأول أنها اشتركت فيه. من ناحية أخرى لم تضف المعلومة المتعلقة بطبيعة عمل الشخصية “موظّفة في دائرة الصحة” شيئاً إلى بناء القصة أو إلى حبكتها ، فما الذي سيختل لو كانت موظّفة في دائرة أخرى ؟ ومن الناحية اللغوية فنحن لا نقول “قريب على بيتها” بل “قريب من بيتها”. قال تعالى (إنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ) (الأعراف – الآية 56).
أمّا النص الثاني “المعتوه” :
(يتجمع الناس قرب حوض السمك الكبير في مول دبي. الحسناء وحدها واقفة تضحك، ترشرش العطور على أكف العابرين. يشير طفلي الى غوّاص راح يداعب سمكة مشوهة كأنها ولدت من بيوض فاسدة. فجأة توقفت الحسناء عن الضحك في حين راح شخص معتوه يدعو الناس للسباحة معه داخل حوض صغير لأسماك القرش!).
.. فهو نصّ يتمتّع بالرشاقة اللغويّة من خلال الجمل القصيرة والمتوسّطة التي هي أكثر مناسبة للـ ق ق ج ، والمكان المحدّد ، والتنامي الدرامي الذي أُجهض في اللحظة الأخيرة التي لو اختيرت ذروة مغايرة ترتبط بإشارة الطفل إلى السمكة المشوّهة أو حركة الحسناء التي ترشّ العطور على أكفّ العابرين لأصبح لها تأثير بارز في نفس المتلقي . أنا شخصيّاً لم استطع تخيّل رابطٍ يجمع الحركات الأساسية الثلاث في النص : حركة الحسناء ، وإشارة الطفل إلى السمكة المشوّهة ، ودعوة المعتوه الناسَ للسباحة في حوض أسماك القرش . لحظة الختام في ق ق ج يجب أن تكون جماع كل الأفكار والإنفعالات والحركات السابقة في النص لتأتي ذروة صادمة بارقة . ومن الناحية اللغوية تقول العرب رشّ (رشش) الشيء ، أما رشرش فهو لازم بمعنى سال ، ورشرش البعير برك ثم فحص بصدره في الأرض ليتمكن .
في النصّ الثالث “المفتاح” :
(ظنّت أنها قد أقفلت على قلبها منذ زمن. وحده الذي مسح دموعها ووقف معها وقت الضيق قد أمتلك المفتاح الى قلبها الذي بدأ يرقص من جديد) .
نتعامل مع “ذكرى” وانفعال أكثر مما نتعامل مع حدث يتنامى ويتصاعد. والمواقف هنا تتسلسل محكومة بعلاقة العلة والمعلول التي ينبغي تكسير أواصرها في ق ق ج المحكمة ، فمن الطبيعي أن قلب هذه المرأة يرقص لهذا الشخص الذي كان أكثر وفاء وتعاطفاً معها في محنتها . وكان من الممكن أن تكون القصة أكثر تركيزا ورشاقة لو قلنا :
(ظنّت أنها أقفلت قلبها منذ زمن. وحده الذي مسح دموعها وقت الضيق امتلك مفتاح قلبها الذي بدأ يرقص من جديد)
أمّا النص الرابع “سيناريو للفرح وآخر للحزن” :
(هم تسعة من دورة تخرّج واحدة في جامعة. يتواجدون في خيمة ذات طراز حديث نصبت في مبنى فندق يطل على حديقة غنّاء. التسعة يطربون لصوت فنان مغمور في حين راح أحدهم –يبدو عليه الجدية والحكمة- يحضّر شرائح وضعت على جهاز يستعرض فيها أسماء زملاء لهم أستشهدوا قبل ثلاثة عقود من الزمن في حرب ضروس. موّال بغدادي في خلفية المشهد يتقاطع مع نشيج لسيدة تبدو وحيدة في المكان) .
.. فتجتمع فيه شروط ق ق ج النموذجية ، بلا زخارف ولا استطالات وصفية ولا ترهّلات استعاديّة من الناحية اللغوية ، الحدث راهن محتدم متنامٍ يجري أمام أعيننا مفعماً بالحركة والإنفعالات الصاخبة المكتومة . ولاحظ ما الذي يفعله حضور الموت حين يلوب في أحشاء الحياة . فوسط الجو الرخي وصوت المطرب المغمور وأجواء الفندق المطل على الحديقة الغنّاء هناك حركة رهيبة صموت للموت تبعث الرهبة في النفس .. بل تمزّقها . كل النصوص الثلاثة السابقة جاءت ومضت دون أن تعلق بالذاكرة بقوّة وترتطم بصندوقها الأسود بعنف كالنصّ الثالث الذي يتحدث عن موضوعة أحسّت بها “فاتن حمامة” مئات المرّات . أستطيع القول أنني أقيس عظمة اي نص بقدرته على تقطيع قلب المتلقي العراقي المتصخّر والمتفحّم . ما الذي فعلته بنا يا عامر هشام ؟!
هذه هي الحيوات الجديدة التي تحدّثنا عنها في التمهيد ، والتي شعر بها القاص أيضاً فعبر عنها في نص آخر هو “روتين” حين عانى من رتابة إيقاع حياته الخانق :
(سيبدأ صباحي بشكل روتيني. فستجلب الممرضة قهوة بلا طعم تضعها على منضدتي، وسأقرأ رسائل مدير المستشفى، وسيدخل الطبيب الشاب طالبا نصيحة..فجأة تمردت نفسي على روتينها اليومي وراحت تكتب قصة قصيرة جدا!) .
هذه هي الحيوات البديلة التي يخلقها الإبداع للإنسان المقهور المُحاصر بالخيبات والخسارات والحروب التي ابتلعت غولتها زملاء الشخص الذي يشتغل على شرائح أسماء زملائه الشهداء بصمت دوّى في أعماقنا ، في حين تحيط به مظاهر الحياة البليدة التي لولا هذه الحركة لصارت حياة مبتذلة باهتة يحياها زملاؤه الثمانية الآخرون. الموت هو الذي يفرك الصدأ عن وجه الحياة ، ويزيح عن جسدها أتربة العادة ، ويعيد إليها ألقها البهيّ . وموضوع الموت والخراب والإنثكال ليس موضوعاً محلّياً مكروراً مستنفداً ، إنّه موضوع كل إبداع مقتدر ، ومحنة النفس البشرية السرمدية في كل مكان وزمان . لهذا حين يُترجم هذا النص إلى لغة أخرى لن يفقد بريقه ، وسيشعل التعاطف الآسي المنكسر في روح أي متلقٍ في أي ركن من أركان المعمورة المهدّدة المهانة .
ثم لاحظ هذه المتضادات التي تأتي كتضاد الحياة والموت ، والنماء والخراب ، والأمل واليأس، حيث طراز الخيمة الحديث والحديقة الغنّاء يتضاد – بصورة مستترة – مع “خيمة” النسيان التي تظلّل حضور المطرب “المغمور” ، وحيث التسعة الحاضرين الطربين لصوت المطرب صورة للحضور الكلّي المؤكّد ، والغائبين الذين حملهم قطار النسيان السريع بلا رحمة وبصورة مؤكّدة ، غائبون مازالوا “زملاء” حاضرين لكن في صندوق الذاكرة الأسود الذي تخصص بفتحه الزميل التاسع . صخب وانفعال تفرضه الحياة المراهقة اللعوب على الثمانية ، وحكمة وجدّية يفرضها الموت المهيب الوقور على التاسع الوحيد . والتسعة تخرّجوا معاً من جامعة ما ، ولكن زملاءهم الشهداء “أُخرجوا” من الحياة نهائياً وإلى الأبد .
ثم تأتي الذروة التي بلا حلّ كما يحصل في البناء التقليدي للقصّة ، ذروة ماحقة تتوّج انفعال الموت والخراب ، وتسحق وجدان المتلقي حيث يلتقطها القاص بعين “سينمائية” تقدّم لقطة قاطعة يمور خلفها صوت الذكريات الغائرة البعيدة والرحم الأمومي الذي حُرم من فردوسه الجميع راحلون وحاضرون ، تأتي لحظة الختام كنقطة في نهاية النص ، لكنها نقطة على شكل طلقة كما قال مايكوفسكي ليلة انتحاره : (موّال بغدادي في خلفية المشهد يتقاطع مع نشيج لسيدة تبدو وحيدة في المكان) . ثم يتركك القاص الماكر معلّقاً في فضاء خيمة اليأس والرعب .
هكذا تُكتب القصة القصيرة جدا ، وهكذا تُشذّب بسكين الرؤيا ، وتُكشط طبقاتها حتى نصل جوهرها الصلب حيث الموت ، الحي الذي لا يموت .
ومثل هذا المستوى في أحيان قليلة جدا ، وقريباً منه في أحيان كثيرة تطالعه في بعض النصوص التي أنصحك سيّدي القارىء – حسب ذائقتي الشخصية – أن تقرأها وهي إحدى وعشرون من اثنتين وثلاثين ومائة ق ق ج : بتر ، هيروين ، التمساح ، الفارس ، الوردة الحمراء ، الإسكندر ، زورق البندقية ، صالح العراقي ، اللعبة ، زجاجيات ، النصب ، السلّم ، قارع الطبول ، تراتيل عراقية ، روتين ، ورقة ، كاتب ، لحية تولستوي ، جبرا ، كيف ترسم أفعى ؟ ، عطرها .
وبعد أن أوضحنا مفهوم وشروط القصة القصيرة جداً، وقدّمنا جوانب مهمة من الدليل التطبيقي التفصيلي الذي نرى أن من الضروري أن نسير على اسسه في تحليل نصوص القصص القصيرة جدا ، نرى بأن بإمكان السيّد القارىء المضيّ في قراءة وتأمّل وتقييم النصوص الباقية في هذه المجموعة.
هوامش :
———–
(1)    قارع الطبول – مجموعة قصص قصيرة جدا – عامر هشام الصفار – دار أقلام للنشر – كارديف – ويلز- المملكة المتحدة – الطبعة الأولى – 2013.
(2)    اعتمد الكاتب في هذا التمهيد على المواقع والمصادر التالية :
Flash fiction – Wikipedia, the free encyclopedia#
Flash What? A Quick Look at Flash Fiction #
by Jason Gurley
Flash Fiction: What’s It All About?#
By Becky Tuch
#What is Flash Fiction; Learn about the essence of the short, short story.
Oxford Dictionaries Definition of flash fiction in English-#
Stories in your pocket: how to write flash fiction – The Guardian

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. صادق المخزومي  : قصيدة الرصيف للشاعر صباح أمين – قراءة أنثروبولوجية.

مقدمة من مضمار مشروعنا ” انثروبولوجيا الأدب الشعبي في النجف: وجوه وأصوات في عوالم التراجيديا” …

| خالد جواد شبيل  : وقفة من داخل “إرسي” سلام إبراهيم.

منذ أن أسقط الدكتاتور وتنفس الشعب العراقي الصعداء، حدث أن اكتسح سيل من الروايات المكتبات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *