يُظهر هسون تسو ميله وتركيزه ضمن فلسفته على الطابع الإنساني فرغم اعتقاده بالطبيعة الشريرة التي جبل عليها الجنس البشري لكنه يؤمن بفضيلة الأخلاق والتهذيب والتي من شأنها أن تمد الإنسان بسلطة الخير
وتقوده نحو الإصلاح والمعرفة
وأنه يرى أن باستطاعة الإنسان امتلاك قدرات التحول والكشف عن مخبوء الحكمة والإطلاع على ماقدمه الحكماء الأوائل،
ويرى بأنه يمكن الارتفاع بالفضائل والإبقاء على درجة ما من الترنسندنتالية لأن الإنسان يمكن له من بلوغ البصيرة وتكوين حكمته ،
لقد أعجب تسو بتعاليم الكونفوشسية بما في ذلك ماورد عن الطبيعة الخيرة والطبيعة الشريرة التي شغلت البعض من الفلاسفة الكونفوشيسيون وذلك ضمن مفهوم تحقيق الخير الذي يرتبط بكيفية معرفة الذات وكيفية تهذيب النفس
لذلك اعتبرت التسونية العقل المُرتكز الأساس للأفعالوأن العقل مركز الكون وهو القادر على إدارة أفعال بني البشر باتجاه الحكمة والموضوعية دون الإخلال بالظواهر العلمية المدركة
وأنطلق في فلسفته إلى مجال أوسع ورأى وبجدية صارمة أن بعض الممارسات الدينية هي ممارسات خاطئة بل هي نوعا من الهلوسة يرقى الى الخرافات الدائمة ومنها الصلاة لجلب المطر ومحاربة المرض والآفات عن طريق الرُقى والتعاويذ أو قراءة الطالع من خلال قسمات الوجه ،إن فكرة هسون تسو عن الكون وصراع الإنسان فيه تتخلص بالفهم الدقيق للطبيعة ومعرفتها بإدراكها مماتحتوية وما تشكله ظواهرها من تأثير في مجريات الحياة الإنسانية وبذلك وحسب رائه يستطيع الإنسان من السيطرة على الطبيعة وأداء دوره فيها بغرض أوسع وبفائدة أكبر ورسم صورة مستقبله من خلال هذه المعرفة ،
لقد طرح هسون تسو ماراه من الإجابات السياسية إزاء مشكلات دولة المدينة
ولاشك بأن إجاباته تلك كانت قد استندت على مجاميع من الوثائق التاريخية
وهو قد نظّرَ ماأعتقدَ به تنظيرا منهجيا شبيها بما نظر له كونفشيوس ولعل إعجابه بالأقدمين أصحاب الحكمة جعلته ينظر الى الموروث كحالة مقدسة
لايجوز التطاول عليها بل وحتى محاولة البحث عن تجديد لها وقد يكون سبب ذلك في رأي هسو وكذلك هو رأي كونفشيوس
أن الأقدمين سلكوا طريق السماء
وهم نفذوا الأوامر السماوية
فهم قد فهموا وأدركوا ماتهبه السماء من القوى الخفية ومن أبواب للإصلاح ومن فضائل ومن نور يقهر القوى الشريرة وتبقى في نظر هسو أن كل تلك القوى بحاجة الى التهذيب لذلك كان قوي الحجة أمام معارضيه من الفلاسفة الذين نهجوا نهجا أخر عن أفكاره الفلسفية ،
أن التقدم الذي حفلت به الكونفوشسية ربما يعود للمفاهيم التي طرحها هذا الفيلسوف الذي وجد أن الإصلاح يجب أن يشمل الدراسة والبحث وبذلك عزز من مفهوم الرأي الأخر والمجادلة ورأى
أن في البشر الحالي
المواهب الأساسية للحكمة وأنهم أي بني البشر الحالي لايختلفون عن حكماء الماضي ،
annmola@yahoo.com