شبكة لإصطياد المطر …
بلقيس خالد..والتمرد على سلطة النمذجة
في..( بقية شمعة.. قمري )
الى ..أثير رحيم
-1-
تنسج بلقيس خالد..شبكة شعرية تنسجها..بذوب شمعة !! كم تحتاج إستجابتنا من قوة دافعة لتشغيل المخيال في هذا الصدد..*؟! .حين نعي أن المخيلة ليست بالضرورة ملكة خلق صور،بل لها قدرة على إدراك علاقات وهكذا تتحرر المخيلة حتى من تسميتها وتصير(مجرى تفكير) حسب غاستون باشالار.وبتوقيت حساسية إمرأة عراقية..أيقظها الوعي ألأجتماعي ..وغذى لديها وعيا شعريا(آمن بخصوصية إلأختيار المعرفي والجمالي وبقدرة هذا الوعي بتبني مقولة تغيير الواقع وتطويره أو على ألأقل،خرقه وتجاوزه الى حيث إنشاء فعل إبداعي على غير مثال سابق/154)عبر المران والخبرة والوعي إلأجتما- ثقافي ..يتحول الرهف الشعرى ،لدى بلقيس خالد ..مغناطيسية شعرية،لها فاعلية عالية في استقطاب(برادة التفاصيل وذرات الدلالات )..
وعبر الخرق والتجاوزلنموذج فني بمواصفات فنية ذكورية في ألأساس..من هنا يكون جدل القصيدة لديها مزدوج القيمة:جدل الخلق وجدل العنونة ألأجناسية ،من الجدلين :يتأثل جدل الكينونة ،بتميزها الشعري وتفردها عبر المختلف.فالقصيدة لدى بلقيس عبر حمولاتها الدلالية وألإنسانية..تطالب بالبديل المغيب..هنا تكون للقصيدة وظيفة تحقيق الذات وبث نجومٍ خضر تخفف من كثافة ليل كثير يوسقنا منذ أمد لايستهان ..وفي نصوصها ..يفتح الوعي عينه على التماهي والتوحد فالكتابة الشعرية عملية شخصنة ،تصطاد الشاعرة من خلالها ذاتها..وعلى مرآة القصيدة: تعرضها…
-2-
. تنسج بلقيس ..ثم ترمي شبكتها وشمسنا العراقية في يوم غائم…وتكرر محاولاتها بإصرار عراقي… ومن خلال شبكة نصوصها المنسوجة من هذه اللحظة وكيفية توظيف العناصر البنائية الخاص بنصوصها ..تصطاد لنا ثراء كالمطر وقمرا يعدنا بشروق شمس عراقية حانية
ويكون ذلك حين نقرأ مفردة(بقية) ونكشطها..عبر قراءة متأنية..وهنا تستوقفني كقارىء الترابطات التالية:إذا كانت رؤية الشاعرة للعالم تترابط إتصاليا مع رؤيتها الفنية ،فأن معنى النص مزدوج التحديد،فهو محدد من طرف الرؤية وكذلك هو محدد بالسياق التركيبي الدلالي للنص..علما بأن السياق ذاته محدد بدوره من قبل الرؤية الفنية ومن خلال اللغة وعناصر بنائية أخرى مفضية الى إبراز حساسية شعرية أنثوية نلمسها من خلال وعي الشاعرة وطريقة تأملها ألأنساني ألأنثوي المرتبط بالخصوصية الوجودية للذات ألأنثوية المرتبطة بسياقها التاريخي إلأجتماعي..وإذا كان لكل بنية من بنى النص الشعري نسقها الذي تنتضد فيه عناصر النص
فأن الدلالة لاتنهض .. إلا.من شبكة العلاقات الرابطة بين هذه العناصر وغلبة عنصر أوأكثر
على عناصر أخر ضمن النسق الشعري وما يحكم العلاقات فيما بينها..وسوف تحيلنا الدلالات
على رؤية النص الشعري المتصلة بذاتية الشاعرة ..المؤثلة من خلال رؤيتها عناصر البنية.
لكن الطرف الذاتي ليس طرفا في ذاته ،فالذات محكومة بشرطها الإجتماعي بنسقه البنيوي الثلاثي:الإقتصادي السياسي/الثقافي…وفي رؤية منتجة نصا .بصفتي قارئا منتجا أبحث عن نسبة إختراق النص للنمط المألوف بحثا عن الضرورة الثورية في إلأبداع ..على الحافة الثانية أن النص الإبداعي مأسسته تقوم على نظام تتوازن فيه عناصر مكونة للبنيةبسيرورتها وإتصالياتها وهذه البنية لاتمتلك هوية جنسية لها لأن عناصر النص تنماز بالحيادوأهمها : اللغة ..وعلى ذمة العالم السويسري دو سوسير هي نظام واحد من العلامات..
والعنف اللغوي الذكوري هو الذي صنع عنف البلاغة وبلاغة العنف وإذا كان النص ألأدبي
(تمثالا لغويا في جوهره) حسب جان بولهان..فهل نحن من خلال هذا التمثال اللغوي،نتكلم لغتنا
أم ندع اللغة تتكلمنا؟ وإذا أمتشقنا سؤال نيتشة (من المتكلم ؟) كبوصلة لإكتشاف المعنى سيجيبنا مالارمية : المتكلم هي الكلمة..في وحدتها ،في تذبذبها الهش وحتى في عدمها ذاته لامعنى الكلمة بل كيانها اللغزي العابر- حسب ميشال فوكو في (الكلمات وألأشياء) وعلى مستوى آخر نؤكد ان الفارق بين كتابة شعرية وأخرى هي كيفيةتشغيل الشروط الفنية المولدة لرؤية معينة وهذه يعيدنا الى لاهوية جنسية للبنية *..إذن لاوجود لبنية نسوية محض متشققة من فطرة تخرج هذه البنية من ديالكتيك التأريخ وتعلقها في معراج الروح..وكلامنا هذا لايمحق عذوبة خصوصية المرأة المبدعة وهي تكتب عن حساسية مفارقة
للحساسية الرجل من جراء نسبة القهر إلأجتماعي المركب التي تكابده المرأة وماتزال…
لذا تسعى المرأة لأختراق (الحريم اللغوي)* وهي تصرخ متسائلة (هل العنف إفتخار ذكوري)*
من هذا المنطلق تسعى المرأة المبدعة(الى تغيير منظومة المفاهيم الثقافية وإجلاء مواطن إلأجحاف وجذور الظلم الواقعة على إلأنسان بعامة والمرأة بخاصة)
مشيدات النص..
-3-
تحاول قرائتنا تثبيت مفردات مشيدتها..ثم إلأشتغال عليها:
*العنونة بشقيها الجمالي/ التفسيري
*إلأهداء
*المقدمة
*عنونة المفصلين
*مقتبسان /مفصلان
*عنونة الفصول
*ثنائيات السيرورة
*تعريق الهايكو
-4-
*ثنائيات إلأشتغال:
*ثنائية العنوان ..
..إن ألأفق الذي تفتحه العنونة..يخلق جهازا له قدرات على كشف طاقة النص الكامنة
فالعنوان الرئيسي حسب جيرار جينيت هو نصر ضروري للوجود المادي للنص أو الوجود
ألأجتماعي للكتاب./ص270- آمنة بلعلي*.وإذا كان أختيار العنوان من قبل الشاعرة (نوعا من تركيب الشفرة،فأن قراءة المتلقي له تعني فك الشفرة ،بأعادة العنوان الى إطاره المرجعي
والشروع بإنتاج دلالته/ص 31/ محمودعبد الوهاب/ ثريا النص)
لدينا عنوانان ..العنوان ألأول ، يتكون من جملة أسمية) بقية شمعة ..قمري )وهو عنوان تأويلي ، وحين نقرأ المجموعة سنعرفه نوعيا فهو من العناوين إلأشتقاقية.
يبث العنوان ألأول أكثر من تأويل: كقارىء أراني أمام ضوئين..مختلفين في النوع :
*ضوء مصنّع من لدن الأنسان: شمعة
*ضوء هو آية الليل: القمر
لكن الوعي الشعري..يقوم بتطبيع الصناعي..(بقية شمعة ..قمري)..
والبقية هنا توحي أن مالدى الشاعرة هو المحاق : ذلك القمر الوليد النحيل
وإذا كان ألأمر كذلك فأن الذات الشاعرة (تدخل دورتها إستعدادا للبزوغ
بعد أن تتلقى في نوع من إلأستسرار الذاتي أسرار وجودها وحكمة تجربتها ليسهل عبورها
في هذا العالم)..ومن خلال العنوانات الفرعية في القرطين الشعريين: سنرى الجلي والمتواري
في تمثيلات الذات والمرآة والجسد والنص والقمر بوصفها رمزيات شعرية تعاملت مع الذات
والجسد والنص لتمثل تجربة العبور في جسد الكون خاصة إذا ما نظرنا الى القمر بوصفه رمزا
للأنبعاث المستمر وهو رمز أنثوي بأمتياز حسب فراس السواح كما أنه رمز لكثير من طرائق
تكرار خلق العالم طقسيا ،حسب مرسيا إلياد
*العنوان الثاني/ عنوان تفسيري..تراتبيا يكون العنوان التالي..وظيفته توضيح أجناسية النص
الشعري..والعنوان الثاني:هايكو عراقي ،يجعل(القارىء يتنبأ ولو بالجو العام الذي يكون عليه المضمون الذي يستجيب لما تفتحه هذه ألألفاظ من آفاق إنتظارات تدفعه الى التأويل، لأنها
ألفاظ خطابية تحيل على موضوع النص/267/ آمنة بلعلي)
ولاتخلو المفردات من تضاد: هايكو /عراقي..فالهايكو جنس شعري له اصول يابانية
فكيف يكون: هايكو/ عراقي؟! سنحصل على ما يعالج إستغرابنا حين نقرأ المقدمة
(قنديل ملون)…
*ثنائية إلأهداء…
يتكررإلأهداء ذاته المثبت في كتاب الشاعرة ألأول، مع زيادة (أيضا) (أيضا الى رحيم جمعة حيدر )وللأهداء فاعلية التواصل مع الشخص الغائب ذاته وإذا كان المهدى إليه ..هو المخاطب في بعض نصوص (إمرأة من رمل) ..فهل يقتصر،حضوره هنا في إطار تكرار إلأهداء..أم من خلال نصوص تفعل التواصل الشعري مع الغائب المستحضر شعريا…؟ أليس (إلأهداءرسالة برقية في عتبة الديوان ،تقتضي منا إلأنتباه إليها وإلى تسريباتها في تضاعيفه )وإلإهداء هنا إستعادة الغائب إسميا من خلال تثبيت إسمه الثلاثي ويسمح لنا التثبيت التسموي الثلاثي..من تأويل ذلك لعدة مسببات ذات مؤثرات موجبة..إن التسمية مناداة والمناداة إستدعاء
وحين نلفظ إسما نراه ماثلا امامنا فالتسمية حضور فكيف إذا ميزناه ثلاثيا.؟! المهدى إليه :الزوج قسيمها في المودة والرحمة ومنهما أنبثقت غصون ثلاثة وإستحالت الغصون أشجارا باسقات مثمرات ..وقسيمها في الكتاب ومربي ألأمل في كتاباتها…الزوج /ألأب ..الذي تشظت فيه الحرب ..هذا الغائب/المستحضرشعريا
يذكرني بهذه الوحدة السردية الصغرى المبثوثة في (مدن فاضلة) للروائي زهير الجزائري:
(ترك أسمه على كل ألأشياء التي مسها خلال مسيرته الصعبة..وقد أمتلك ألأشياء لمجرد أنه مسها/ زهير الجزائري)والشاعرة /الزوجة/ ألأم /ألأرملة..من خلال تثبيت ألأسم الثلاثي للزوج الذي غيبتهالحرب وعبر الفعل الشعري تسعى لأعادة إتصال بتلك الكينونة المغيبة وبالطريقة هذه يستعيد المغيب الزوج حضوره كقسيم مع الزوجة في كتابيها ألأول والثاني..وأليست (التسمية رداء من نوع ما)..وحين تكون التسمية رداء ألا يحيلنا ذلك علاماتيا ضمن منظومة الموروث الشعبي الى الستر/التحصن/ الحماية .
*إتصالية العنوان/ النص:
إذا كان (هايكو عراقي) يشغل وظيفة العنوان الثاني..فأن المسطور تحت عنوان(قنديل ملون)..يشكل نصا ..وظيفته حصريا بتبرير الثريا(هايكو عراقي)..في المقدمة المعنونة(قنديل ملون)..نكتشف..في الوان قنديلها
أن الشاعرة بلقيس تؤمن بالتعايش السلمي بين ألأنواع الشعرية (محبتي للشعر لاضفاف لها ولاتعصب فيها لنوع معين من الشعر)..والتعامل غيرالمشروط أو المنحاز لسوى السمة الجماليةأوصلها الى الهايكو الياباني المترجم للعربية…ثم أخذت تلاحق هذا النوع من الوجيز الشعريوتتوقف عنده بذائقة متفردة فأكتشفت ثمة. مجاورة بين الهايكو الياباني والدارمي العراقي..وعبر رهافة حساسيتها الشعرية رأت أن الفضاء المعرفي يتسع بالتجديد لا بألأستنساخ أو بمحاكاة المنجز الشعري(فقد أجترحت لنفسي طريقة لاأحاول ..تكرار كتابة الهايكو بالشروط اليابانية)حسب قولها..والشاعرة تعي جيدا أن محاولتها هذه(مثل أي خطوة أولى لاتخلو من تعثر،لكنها
جادة في كدحها الشعري،لكتابة هايكو بنفس عراقي)..شخصيا ترى قراءتنا هنا تكمن اهمية
المحاولة..أعني ان أستفادتنا من منجز آلآخر..لاتشترط محاكاته ،الحافر على الحافر،بقدر
ما تحفزنا على التكيف الإجرائي..الذي يمنحنا حق مأسسة أو المساهمة في مأسسة منحى
آخر ينبع من ألأصل ويغايره لأسباب مشروطة بشروط إلأبداع ..والتمرد على النمذجة
ويكشف تمردها عن وعي متأت من تجربة قراءات متنوعة وليس محض ردة فعل تقوم به
الشاعر تجاه محفزات جوانية ..ان التمرد هنا تلبية شعرية ضرورية متفاعلة مع محيطها
الشاعرة هنا تقوم بصاهرة نوعين شعريين إستجابة لأشتراكهما في: الرقة/ الإيجاز/ الإيماءة/كثافة الصورة الشعرية..لذا(سعيت لتفعيل أستفادتي من المنجزين الشعريين: الهايكووالدارمي،لكتابة هايكو عراقي،أعني(هايكومي): هايكو+ دارمي..أترصد فيها لحظة شعري)
حسب قول الشاعرة التي تعي جيدا ثنائية محاولتها :
*إجتراح طريقة مغايرة للهايكو
*خطوة لاتخلو من تعثر لكنها جادة في كدحها
شخصيا ارى العاطل: وحده الذي لايخطىء .. فكيف اذا كان العمل هنا مغامرة ابداعية
وحراثة في أرض بكر؟! حقا أن التعارض الأدبي الأول يتشقق من الوعي الشعري ويشهد الحراك الشعري العراقي على ذلك كوعي مبادر ريادي ف(الوعي الشعري كان إنبثاقا من هذا التعارض الصراعي المتوتر وتفجيرا له أو الوصول بلحظة التعارض الى فعل إعتراض ومجابهة/154)..
بهجة المغامرة الشعرية..لم تحدث لدى الشاعرة إضطرابا هرمونيا يدفعها الى إلزامنا بقراءة
مقررة علينا بأمر إداري من قبلها ..وظيفة القنديل المّلون إضاءة طريق القراءة فقط..
(ومن يستفزه هذا القنديل،له حرية أختيار الباب الذي يدخل منه الى النصوص، حرية
تتسق مع ذائقته ولاتلزم غيره بتقليده )..مابين القوسين يطبق بندا من بنود أخلاقيات
القراءة ،وأرى أن حرية الإختيار لاتخلو من كسر افق توقع المؤلفة..فهي أثلت كتابها
الشعري ك(هايكو عراقي) وتطمح ان تفعل القراءة .هذه العنونة/الشعرية
.لكن في حالة رفض إستجابة المتلقي لهذا التفعيل فهي لاتقسره عليها بل تترك له حرية
أختيار القراءة الموائمة له..؟!هل في ذلك تنازل؟ ام هي عملية كسب قارئة أو قارىء ولوخارج السياق؟ هل اعني القارئة الباحثة في الكلمة عن لذة نغمية؟أم القارىء المريض بالغرض إلأجتماعي للقصيدة.؟في هذه الحالة سيكون (معنى الكتاب مرتبط بممارسات القراءة بشأنه )ربما سيعود القارىء ذاته الى المجموعة ذاتها..بعد أن حفزته القراءة ألأولى الى قراءات في الهايكو الياباني/المترجم من قبل عدنان بغجاتي والروائي محمد ألأسعد والقاص نجاح الجبيلي وغيرهم…شخصيا ترى إستجابتي ان قصائد بلقيس خالد في
(بقية شمعة قمري): كتابة تقرأ ..لاصوت يسمع…والقراءة لاتكتفي بالبصر بل تستدعي
البصيرة..حيث يتم تنشيط مدارات الخيال ..وأنزياحات الدلالة..هل تثبت بلقيس خالد ذاتها من خلال إلغائها؟
هل تقرأ نصها بنفسها..؟متحولة من ذاتها الى موضوعها؟إذا كان السؤال عريا؟فأن الستر الوحيد لأسئلتي هو تكرار إنتاجي لنصوصها من خلال قراءة تحاول تصنيع كتابتها..
*قنديل ملون أو المقدمة كوظيفة..
*ليست هناك من تواطئ بين مرسل ومتلق فالمرسلة الشاعرة لاتفرض آليات منجزها الشعري فرضا على المتلقي بل تعتمد .. التفاعل الكامن داخل نصوصها بأعتبارها نصوص مؤولة لواقع معين وليست ممثلة له.
*للمقدمة وظيفة تفسيرية للعنوان الإجناسي(هايكو عراقي)،لذا تسعى الشاعرة بلقيس من خلال مسرودة قنديل ملون..توزيع ما لديها من عناصر مواجهة لتسخين التواصل مع أفق التلقي وإنتقاء انواعا منّوعة من القراء والقارئات ،عبر إستراتيجيات القراءة هذه، ربما يتسع أفق التلقي بتنوعاته
*للمقدمة وظيفة إتصالية..فهي الخارج الذي من خلاله تومض شرارة التعايش مع الداخل/النصوص..فهي وحدها التي تمتهن إقامة إلأتصال حسب مالينوفسكي وبالطريقة يسهم (قنديل ملون)..في البنية النصية والدلالية..
وحدها المقدمة بقنديلها الملون من تضع القارىء في(حالة من اللياقة الكاملة للتلقي/235/ شاكر النابلسي)
*مقتبسان /مفصلان:
ضمن أهداب النص ،يستقبلنا المقتبس ألأول ( لتشرق ألأقمار..ألا من … لشطح مياه الليل؟)في الصفحة التالية لعنوان الكتاب :
.(1)..كقارىء اصنفه مقتبسا ذاتيا ،فهو غير موقع بأسم كاتب معين أو كاتبة..
(2) صوغ المقتبس المنتهي بعلامة إستفهام ..يستفزنا لنتوقف عنده..
*كان يمكن ان يكتفي المقتبس ب(لتشرق ألأقمار..)ويكون مقتبسا كامل المعنى فمن خلال لام التعليل والفعل والفاعل : تكتمل لدينا جملة..(لتشرق ألأقمار)لكنها جملة .. بنمطيتها..ولاتفعل إستجابة لدي كقارىء!!..لكن التساؤل الذي يلي ذلك(ألا من…لشطح مياه الليل؟)…يجعلني ابحث عن الرابط بين الجملتين من ناحية
المعنى..سأجده في ضرورة إضاءة الظلام :
*على المستوى الحقيقي من خلال: شروق ألأقمار
*على المستوى المجاز عبر تحريك الساكن: مياه الليل
ويشتغل المجاز على الكتابة بممحاة البلاغة(ألا..من….) مابعد ذلك يومىء الى الممحو
(لشطح مياه الليل) وهل يكون الشطح ..من دون حصاة نقذفها أفقيا فوق بشرة شط العرب مثلا لتخدشها الحصاة من خلال دوائر ترسمها وهي تمرق..؟! ألايمكن والمقتبس يستفز طفولتها ألايمكن آلآن ونحن نعدوا بأعمارنا أو هي تعدو ولافرق فالخسارة في كلا العدوتين : حصتنا وحصاننا الخاسر وحصاتنا..ألا ان نرى في شطحات الحصاة على ماء الليل:أقمارا؟!..شخصيا تحيلني ألأقمار الى (كل شمرة حافر كمرية/ أشكثر أكمار اتموت أكبالك/مظفر النواب/قصيدة مامش مايل)
*أهداب القرط ألأول ..
*قرط 1
*مقتبس
*عنوان مفصلي
*عنوانات فرعية
يتكون الكتاب الشعري من مفصلين..إتساقا مع المحمول الشعري،أختارت الشاعرة مفردة مغايرة للمفردة النمطية أعني الفصل ألأول فثبت مفردة تشير علاماتيا لبنات جنسها(قرط) ورقمتها ب -1- وفي المفصل الثاني ستثبت المفردة ذاتها مع -2-…
يلي المقتبس ألأول،عنوان المفصل ألأول ،أعني القرط ألأول..)غصون يبللها القمر)
وهي سبعة غصون خضلة مورقة بوجيز القول الشعري المشحونة بشعرية الإيماءة الوامضة وكل غصن يستضيىء بعنوانه:
غصون يبللها القمر
*أوتار بكماء
*لقاء
*رماد بارد: ليل
*جهاتي ألأربع
*أحلام
*رذاذ
*زقزقة.
*…القرط الثاني..
يتكون من:
*ثريا…
*مقتبس
*عناقيد..
الثريا: عناقيد مطر
المقتبس: المطر..يذكر القبور بالحياة
العناقيد: تتدلى بعنواناتها التالية:
*حقائب
*مظلات
*العصا
*جدار
*نافذة
*رياح
*أشجار
*جسر فارونيش
*مرايا
*منديل
*قميص
*وسادة وشرشف
*قلق
*قصيدتي
*كوميديا صاخبة
إتصالية العنونة/ ..الأصل – الفروع
إذا كانت المقدمة ،قنديلا ملونا،فأن العنوانات الفرعية : مصابيح يدوية ،منبثقة ،من ضرورة
داخلية،تتدلى منها عناقيد الهايكو وكل عنقود معّلم بتسمية مشتقة من حباتة الشعرية*
العلاقة بين العنوان ألأصل والعنوانات الفرعية ..هي إتصالية الجزئيات بالكلي،
..حين يتوقف القارىء بأمعان امام العنوانات الفرعية سيتصل الى تعميق دلالة العنوان الرئيس(بقية شمعة..قمري) فهي تنشّط أفق تلقيه وتخلق إتصالابين أفق التلقي وأفق النص وتعينه في خصوبة تأويل للعنوان الرئيس(بقية….) وبالطريقة هذه تؤسس علاقة جديدة منبثة من أفق النص،لامن ذاكرة القارىء المعرفية..التي ربما حين تكتفي بالعنوان الرئيس (تبني تصورات تجعلها تؤدي وظائف قد تتجاوز النص)،في حالة الإكتفاء بقراءة عنوان الكتاب فقط..رغم إن هذا إلأكتفاء عاطل عن إنتاج الوظيفة ألأساسية للعنواوالمرتبطة بفضاء مضمون النص.
*الرابط الإتصالي بين القرطين
يتوزع المشترك الإتصالي عبر المستويين التاليين
*العنونة
*المقتبس
عنوان القرط ألأول: (غصون يبللها القمر)..لو كانت الجملة: غصون يضيئها القمر..فهي جملة ذات وظيفة توصيلية للمعنى المراد .أما حين تكون كما جاءت في العنونة فالأستعارة تحيل الضوء :ماءً….من خلال البلل(يبللها) والفعل المضارع يؤكد ان الغصون ماتزال مبلولة..
والمقتبس مغمور ب(مياه الليل): لتشرق ألأقمار..ألا من…لشطح مياه الليل؟
*عنوان القرط الثاني: (عناقيد مطر)..والفائض عن الكتابة هنا مفردة غصون .كيف تتماسك
حبات عنقود العنب من دون غصون فرعية ؟!.
*المقتبس : في المقتبس :المطر ذاكرة القبور ومن خلال هذه الذاكرة المائية تستعيد القبور حياة أفلت..عبر الزمن النفسي؟! كم تحتاج إستجابتي كقارىء الى تنشيط مخيلتي هنا..؟!
في القرطين ومن خلال حمولتهما الشعرية ،تنكشط القشرة /النمط عن ذات لأنثى ثم تقوم بتبخير هذا النمط من خلال النموذج البديل للأنثى المساهمة في الحراك الإجتماعي..من خلال إختيار المواجهة لا المواربة لذا لم تقوم بلقيس خالد بتسريب ذاتها عبر أقنعة كثيفة من المجاز..وفي ذات الوقت لم ترسم ذاتها عبر لافتة سياسية.
وهي لم تسد أفق النص..بل ضفرت هدوئها جدلا شعريا شفيفا تجادل ألأنا/آلآخر/الواقع/ الوقائع/ الحلم/ القصيدة….ويمكن إعتبار هذا الجدل الشعري بمثابة إنخراط في الصيرورة والإنتقال من رهن المألوف القار إلى الإندماج في المتغير الشعري..من الإحتمال والكمون الى الإمكان والتحقق….
*الليل ..تبئير فضاء النص..أو فهرست الثريا
نحاول قيام بخطوة إحصائية لمفردات الليل أو ما يوحي بها،إذا ماينبغي تأكيده في إنتاج الدلالة ..تتبع إشارات العنوان ،داخل النص الكبير والحفر على سطح الكلام – حسب جوليا كريستفيا
*العنوان الرئيس: بقية شمعة..قمري——– : القمر آية الليل.
*المقتبس ألأول: ألأقمار —————- مياه الليل
*عنوان المقدمة:قنديل ملون ————-:يوحي الى بنية السواد:نصوص المجموعة
*عنوان القرط ألأول: غصون يبللها القمر.
من خلال معاينة مفردة الليل في هذه المفاصل ،نلاحظ ثمة كشط للسواد من خلال إضاءته
ب: الشمعة التي تكون لها وظيفة القمر
الحجر الذي له وظيفة تشظية أقمار
القنديل …وهو ينير بنية السواد
القمر الحقيقي وهو يخلص الغصون من العتمة عبر ضوئه الندي..وبالطريقة هذه تتم تخفيف الليل من كثافته..ولايتوقف عند هذه العتبات النصية ،سنحاول أن نحصي الهايكوات التي تتسق في ذات الفضاء: ألأسود/ المضاء:
*وحشتي …
من قادت الظلمة
ل سراجك/ من فصل أوتار بكماء
نلاحظ أن الظلمة ليست بالحالة القارة ،أذ بقوة دافعة من الوحشة تنقل الظلمة الى الضديد ..الى بصيرة السراج
*لست شمعة
لكنني..
أحب
السيل
تحت اللهب/ من فصل لقاء
المعلن عنه هنا الضوء المصنع : ضوء الشمعة والمحذوف بقوة الشمعة هي مفردة (ظلام)..والحركة يشير لها
أسم (السيل)..
*يوهمنا الظلام بالنوم
نسير
الليل كله
ل
ملاقاة حقيقتنا في الشمس ./فصل رماد بارد :الليل
السواد هنا طبيعي..ويقوم بفاعلية التجسير(جسر) ،وهو موصل جيد الى نقيضه :الحقيقة بأزدواجها القيمي
الذات / الموضوع: حقيق(تنا)/ الشمس.
*متشابهان بالقنوط
:البوم
وذلك الليل ./
اختزالية الهايكو ..شحنت..مفردة القنوط ببلاغة مكتملة..
*حجر أسود :ليلي
أي معجزة
: تقدسه ؟
كثافة الليل هنا..ذات شحنة إستعارية / صوفيه ..حولت الزمان الى مكان قدسي الصفاتوالمكان هنا : يبث فينا إطاعة دائرية حوله..في ظاهرها وفي باطنها هي حركة عمودية.وهي ضمن رياضات الصوفية إتصالية خفاء وتجلي…والزمان بتحوله الى مكان..هو بوصلة وسلم طقوس عبادة…و بالطريقة هذه يعمل المكان في مقصوراته المغلقة التي لاحصر لها على أحتواء الزمان مكثفا وتلك وظيفته كما يتصور باشالار لتبدو العلاقة بين المكان والزمان علاقة آلة القول بالقول نفسه / ص11/ لؤي حمزة عباس /المكان العرافي )
*بوم أخرس
:قمر هذه الليلة
البوم في الهايكو السابق..إشارة الى ذكرى كئيبة / زمن آفل(البوم..وذلك الليل)..وثمة برزخ بين ذلك الزمن وزمن الكتابة الشعرية للهايكو..هنا لابرزخ..هذا الهايكو يلتقط صورة فوتو ماتونية للحظة(هذه اللحظة)..وهذه اللحظة مسلوبة التعبير رغم رداءة الصوت(بوم أخرس)..من جانب آخر ..نلاحظ أن الهايكو أعتمد المسمع لا المشهد..مما اعطى النص/ بلاغة أختلاف عما هو مألوف أن الوعي الشعري لدى بلقيس خالد(يتمرد على موضوعه وعلى طرائقه التي أعتادها في إدراك الموضوع/ص292)
*قالوا
:أنكسر المصباح
من يقنع عيني
إنها على مايرام؟/ من فصل ..جهاتي ألأربع..
هذا الهايكو يحيلني الى بيت الحسن بن هانيء/أبي نؤاس(خذ ماترى ودع شيئا سمعت به
في طلعة البدر ما يغنيك عن زحل)
هم قالوا…لكن قولهم احدث خلخلة في يقين الذات،فصوغته تساؤلا(من يقنع عيني…؟)..يمكن أن نرى في(اللاأدرية المصاحبة لغياب اليقين ثمرة إنكسار الحلم؟ /ص292) لكن المفرح أن هذا الإنكسار يشحن الذات بقوة رافعة (تغدو فيها ألأنا معلقة في الفضاء) ومن هذه اللحظة ستؤثل الشاعرة بلقيس تلك الأسئلة الثريا فهي لحظة(لامجال فيها سوى السؤال الذي يولد السؤال،السؤال الذي يمزق الوعي بين الطرفين المتناقضين لهذه اللحظة المدمرة) ونحن هنا امام نسق ثنائي: خبر يصل إلأذن من كثرة(قالوا…إنكسر المصباح) وذات مرهفة ترى في القول..تلطفا..لأن عين هذه الذات لاتقتنع بقول الكثرة بل ببصر عينها.وهنا يتحول عطل الصناعي
(المصباح) الى عطل في عين الرائية / الرائي(من يقنع عيني إنها على مايرام؟)..أن هذا التضاد الإتصالي بين قول الكثرة/ قناعة العين برؤيتها..يفعل توصيل الأثر الدلالي .
*زورق فضي نحيل
يتهادى
ما أن
يتوسط ماء الليل
يغدو يونس / من فصل..رذاذ
هنا يتجسد إشتغال الشعري على إلأستعارة بتفرد لذيذ..وإذا كانت وظيفة إلأستعارة هي بث الدهشة في أفق المتلقي،فأن هذا الهايكو بلغ اعالى الغايات ..وحسب عبد القاهر الجرجاني في(دلائل إلأعجاز) :أن إلأستعارة
إدعاء معنى ألأسم للشيء،لانقل إلأسم الى الشيء..وقد إنحاز الهايكو ل إداعاء معنى ألأسم : فالهلال زورق فضي،والليل ماء يتوسطه حوت،سيلتقم الهلال كما ألتقم النبي يونس عليه السلام..قوة إلأستعارة هي أرضنة الأعلى،فالقمر: زورق..والليل ماء وخسوف القمر..يكون له ازدواج قيمي: مرجعية دينية : إشارة الى النبي يونس، والقيمة الثانية هي المرجعية الميثالوجيا التي تذكرنا بأصوات طفولتنا(ياحوتة..هدي..هدي..هذا عور
شل جبي) ولاتخلو هذه الترنيمة من تقليل شأن القمر فهو قمر أعور ،لكي تزهد به حوت السماء وتتركه
يضيىء لنا..وإلأتصالية النصية بين الهايكو والنص الديني/ الميثالوجي ..تحيلني كمنتج قراءة الى جيرار جينيت
حيث تم انتاج الهايكو ،عبر ترشيق موضوعاتي وأسلوبي للنصين :الديني/ الميثالوجي
*في ظلمة البحر
البواخر
طيارات ورقية
تجرها..
خيوط الفنار..
الصورة في هذا النص ليست فوتوغرافية..انها لقطة سينمية لاتكف عن الحركة..الليل في الصورة كثير..ليل بحري..واللقطة ذات شحنة إيحائية فالليل على كثرته لكن… الذي يستقطب البواخر ..هو الفنار..على قراءتي أن تتوقف..داعية فطنة القارئة والقارىء للمشاركة…
*بحاسة السمع:
أتلمس النهار،عمياء الشمس
لولا العصافير./ مفصل زقزقة
هنا تكون الرؤية بألإذن..يبدأ النص مجرورا (بحاسة السمع) لشد إستجابة القارىء..لو كان النص هكذا
(عمياء الشمس / لولا العصافير) لتحّول الغموض إغما ضا….لكن النص كما هو مثبت بأنزياحه
يمنحنا صورة شعرية إيحائية / مركبة ..ف(عمياء الشمس لولا العصافير) ..ثمة محذوف هنا
والمحذوف مثبّت كعنوان فرعي للمفصل ،أعني كلمة (زقزقة)..هنا حولت الشاعرة برهافتها اليومي
الى شعري آسر ،كلنا سمعنا ونسمع ..واحيانا نستيقظ على زقزقة العصافير،والسجناء يعرفون
النهار ،صوتيا ..من خلال زقزقة أشجار المعتقل ،أقول ذلك من تجربتي المتواضعة .
ما فعلته بلقيس خالد هنا: منحت اليومي ،من خلال الشعر، حصريا قيمة إضافية ،عبر كيفية شعريا
في التقاط اليومي وتشغيله شعريا.
*ليل بلا نجوم
من دسه في حقيبتي؟/…حقائب
يشترك هذا الهايكو مع(بوم اخرس/ قمر تلك الليلة) و(متشابهان بالقنوط / البوم وذلك الليل)
وإتصالية إلأشتراك هي : السيادة المطلقة السالبة للظلام .
*غمامة
لامظلة
تلك التي حجبتك عن الشمس/…مظلات
*أجمل المظلات
من تأرجحت بهلال العيد
هلال العيد ،يحيلني الى الثريا: بقية شمعة..قمري..
*تيبل لامب: حفيدتي
تحت
مظلتها/…..مظلات
الحفيدة: تيبل لامب ،الجدة /الشاعرة : بقية شمعة..قمري
*الليل: جدار
ي
ت
س
ل
قه
النهار./….جدار
على وفق عبد القاهر الجرجاني، ان إلأستعارة هنا هي إستعارة المعنى وأستعماله في غير موضعه
تحول الزمن /الليل الى مكان عمودي / مستقر/ عازل..الى جدار وتحول النهار الى كائن متحرك
يجتاز جدار الليل عبر تسلقه..لدينا لقطة سينمية ثرة بأيحائها الشعري.
*أعطني عينيك
لأراني
عمى المرآة
ضيعني /…مرايا
*مناديل/حلوى/شموع/ حنة
كانت بداية
حياة،
ختمت بمنديل
يقال عنه: علم عراقي./…منديل
*قميص: أظلم الدنيا وأنارها/…قميص
*يتأملني في مرآة الليل
ويداه منشغلتان
بنسج حرير الشراشف/ وسادة وشرشف
*يكتمل القمر
في سماء الشراشف
بأنتظار الحوت
*المجلات : وسادتي
شراشفي الصحف
وبقية شمعة: ..قمري.
*لاصبح
لقلق
لايبصر
*الشمس تحرق ليلها
ل يتدفأ القلق
*قصيدتي: ثلاث مرات
تصيح القصيدة
قبل صياح الديك
*خيط الفجر
والقصيدة: طائرتي الورقية
*كل فجر حين تبكي
القصيدة..
أتلمسني..
أطمئن..
*ثبت..
بلقيس خالد / بقية شمعة ..قمري / دمشق /دار الينابيع /2011
*د.مالك يوسف المطلبي/ وهم الحدس /الشعر في عصر العلم /الموسوعة الصغيرة / ع-472- بغداد – 2003
*د.عبد الرحمن عبد السلام محمود/ القصيدة وتأنيث الخطاب /ص133/مجلة عالم الفكر /ع 38/ يوليو – سبتمبر / 2009
*يسرى مقدم /الحريم اللغوي /ط1/2010/ شركة المطبوعات للتوزيع والنشر ..
يراجع في هذا المجال (أنثى اللغة ) أوراق في الخطاب والجنس / زليخة أبو ريشة / دار نينوى /ط1/ 2009
*بخصوص لاهوية جنسية للبنية ،يرى أستاذنا محمود عبد الوهاب (غالبا مايثير مصطلح (البنية) في ذهن القارىء إنطباعا خاطئا يرتبط بكيان مادي يحمله على التوهم بالقدرة على إدراكه إدراكا حسيا،غير أن البنية ليست كذلك،فهي ليست كيانا ماديا أو حسيا يمكن التعرف عليه في ظاهر النص ،حتى بعد تحديد عناصرها التركيبية،بل مفهوما عقليا هو أقرب الى التجريد منه الى التعيين،وإنها ما نعقله أو نصوغه من علاقات ألأشياء ،لا ألأشياء ذاتها – ص9/ محمود عبد الوهاب /ثريا النص – مدخل لدراسة العنوان القصصي/ الموسوعة الصغيرة /ع 396/ بغداد /دار الشؤون الثقافية /1996
*رفيف صيداوي/ الكاتبة وخطاب الذات / ط1/2005/المركز الثقافي العربي /بيروت
*إتصالية العنونة../ ألأصل – الفروع ،..يرى إستاذنا محمود عبد الوهاب ،أن العنوان (يمر عبر أحدى عمليتين أطلقنا عليهما(إكتشاف العنوان )و (إختيار العنوان) ،ولكل منهما أشتراطات وخواص تتصل بزمن الكتابة ونوع العامل المثير للعنوان وطبيعة ألأنساق اللغوية لعبارته في قرارها ..ولم يعد العنوان بريئا ،فقد شرّع يمنح قارئه قاعدة (للتأويل )،بعد أن كان يضع في يده المعنى جاهزا،إنه يعمل على خلق إستجابة القارىء نحوه كما يفعل نصه الكبير،لذا لم تعمد القراءة التقليدية صالحة لقراءة النص الحديث، فالعنوان التأويلي بدأ يزيح العنوان الجمالي ويحل محله.
*حول إتصالية العنونة بين العنوان الأصل/ ثريا المجموعة والعنوانات الفرعية،ترى الباحثة الجزائرية آمنة بلعلي (لاتختلف العناوين الداخلية في وظيفتها عن العنوان الرئيس،فهي برازخ نصية ،تحيل كلها الى العنوان،وتسهم بطريقة أو بأخرى في توضيح عناصر الموضوع،وتوجه القارىء إليها،وقد تؤسس معه علاقة أكبر من تلك التي يؤسسها عنوان الكتاب ،تقوم على توضيح مارمز اليه وتوضيح ما غمض في العنوان / ص269/ آمنة بلعلي/ تحليل الخطاب الصوفي – في ضوء المناهج النقدية / منشورات إلأختلاف /الجزائر /ط1/ 2010..
*تنسج بلقيس خالد،شبكة شعرية بذوب شمعة..كم تحتاج إستجابتنا من قوة دافعة لتشغيل مخيلتنا../بهذا الصدد ..يرى والاس مارتن لم يعد التخييل يهدد المعرفة أوالمواطنة الجديدة ويرى المنظرون النقديون ..كيف يمكن للتخييل أن يكون ذا قيمة ،وكيف يبنى،وكيف يعمل في علاقته بالمؤسسات إلأجتماعية ألأخرى..ويصنف ل.ب.سيبك مقاربات تحليل التخييل الى معرفية وجمالية وقائمةعلى إلأكتشاف الذاتي،ويقسمها ج.س.برادو إلى منطقية جمالية وأخلاقية ..ونتيجة معرفتنا بأن علينا بأن علينا أن نغير ناقل الحركة
Geyrعند إنتقالنا من نوع الكلام إلى آخر فقد يكون ألأفضل أن نذهب مثل سقراط ونسأل لاماهي الحقيقة وهو موضوع يختلف حوله ولكن ماهو التخييل ؟/ص240/والاس مارتن / نظريات السرد الحديثة.
*بخصوص حرية القارىء في قراءة (بقية شمعة…)في هذا الصدد ..يرى ..(بلايش وهولاند) أن التفسير هو المرة ألأخيرة في عملية القراءة ويلمح كلاهما الى مراحل سابقة ،يحول خلالها القراء الكلمات الى رموز أو يهدئون آلية الدفاع..والقارىء، بعد أن يكون قرأ..حر في أن يفسر فيما يتعلق بفكرة هوية شخصيته أوأي شىء آخر..ولكن الحرية الممارسة أثناء القراءة هي نوع آخر..يستطيع القراء أن يختاروا عدم فتح كتاب أو غلقه حين يسرهم ذلك ..ويجب على الكاتب بعد أن عرف بذلك أن يجتذب إنتباهم على نحو مستمر ،إقرارا بحريتهم في التوقف عن القراءة .ولكن طالما أستمروا في القراءة ..فأنهم يدخلون على نحو طوعي في معاهدة غير ملزمة مع الكاتب الذي لايفرض عليهم أراء أو أهدافا شخصية..ويطلب منهم مقابل ذلك ،أن يضعوا جانبا أهدافهم
العملية من أجل يظهروا للوجود عالما خياليا..وعلى الرغم من أن الكاتب قد يرغب في أن يجعل مسرودة ما منفتحة لأي قارىءمحتمل فأن تصورا ما للجمهور يقود بالضرورة أفرادا الى الشعور بأنهم من تتوجه اليهم تلك المسرودة..وكما يقول سول بيلو لايستطيع الكاتب التأكد من أن قراءه المليون سينظرون الى ألأمر كما ينظرهو ،لذلك يحاول أن يحدد جمهورا وهو يخلق نوعا من إلأنسانية بواسطة أفتراض ماينبغي أن يكون جميع الناس قادرين على فهمه وألأتفاق عليه/ص 210/والاس مارتن / نظريات السرد الحديثة /ت: حياة محمد جاسم/ 1998 المجلس ألأعلى للثقافة.
*تفكيكنا للعنونة(بقية شمعة ..قمري) حول قوة القمر الإنبعاثية ،إستعنا بالناقدة الدكتورة فاطمة الوهيبي في كتابها(المكان والجسد والقصيدة/ المواجهة وتجليات الذات /ص185/ ط1/2005/ المركز الثقافي العربي/ بيروت .أما كيف إختارت الشاعرة بلقيس عنوانها،أرى انها (لم تكتشف عنوانها،انما بدأت تعد قرائنه من داخل نصوصها وتتفحصها وتسقط عليها ثقافتها ووعيها،مما يقتضي عندئذ ،أن تنفتح (قراءة ) العنوان على سلسلة من الدلالات بحكم تعدد القراءات ونموها وتجددها/ بشىء من التصرف عن ص86/ محمود عبد الوهاب / ثريا النص
*حول تفعيل اسم المهدى اليه الكتاب الشعري ،أرى ألأمر بالطريقة التالية : أن أسميك يعني أن أستدعيك أنى شئت ،وشخصيا أشتغلت على فاعلية التسمية في فصول منها(التسموية إلأتصالية في رواية /الشاطىء الثاني /للروائي مهدي عيسى الصقر /ص89/ ألأذن العصية واللسان المقطوع / دار الينابيع/دمشق /2008) وفي جريدة طريق الشعب بعيد رحيل الروائي والكاتب محي الدين زنكنة (فاعلية التسمية في مسرحية كاوه دلدار)..
*بخصوص تفعيل اسم المهدى اليه مابين القوسين ،مقتبس من /ص7 /مدن فاضلة / للروائي زهير الجزائري
*الإهداء رسالة برقية…./محمد زهير /شعرية ألأنوثة / مجلة فصول /العدد/ 75/ شتاء – ربيع 2009
*د عبد الرحمن عبد السلام محمود/ القصيدة وتأنيث الخطاب/..مجلة الفكر المعاصر ./ع38
*د.جابر عصفور/ رؤى العالم /عن تأسيس الحداثة العربية في الشعر/ص292/ط1/المركز الثقافي العربي /بيروت /2008
*لؤي حمزة عباس / المكان العراقي / جدل الكتابة والتجربة / دراسات عراقية /ط1 /2009