في ضوء الغياب التام لأخلاقيات العمل الثقافي ، وللقوانين والنظم التي تضمن حقوق المؤلف والناشر ، يحلو لبعض العاملين في صحافتنا اليومية أن ينتزعوا كتابات الكتّاب من المواقع الألكترونية الرصينة التي يؤثر الكتاب نشر كتاباتهم فيها ونشرها في صحافتهم ، وأنا شخصياً لا أعارض هذا السلوك في ضوء الواقع الثقافي الذي ليس بالامكان تغييره والذي جعل من ثقافتنا ثقافة مشاعاً ، بل أنا أشجع على ذلك السلوك من الصحافة بما فيه مصلحة الطرفين : الكتّاب والصحافة فيضمن الشيوع والذيوع للطرف الأول ، ويضمن توفير مادة مجانية للطرف الثاني ، شريط ان تضمن الصحافة أمانة ما تنقل . ولكن من الطبيعي أن أرفض ، وأن يرفض معي كل المثقفين سلوك النقل من المواقع الالكترونية عندما يمنح العاملون في الصحافة أنفسهم صلاحية تشويه المادة المنقولة بتراً وحذفاً كيفما يسوّغ لهم مفهومهم للثقافة من أجل إعادة نشرها في صحافتهم بعد أن عبثوا فيها ، حتى غدت غريبة عن اصلها ، وعن كتّابها .
قبل أسابيع نشرتُ مقالاً نقدياً في موقع ( الناقد العراقي ) الذي يشرف عليه الطبيب والناقد حسين سرمك ، وكان عنوان المقال ( كوابيس مواطن أم كوابيس وطن في رواية – وحدها شجرة الرمان – ) وهو عن رواية ( وحدها شجرة الرمان ) للكاتب العراقي المغترب سنان أنطوان . بعد ذلك فوجئتُ بنشر المقال في الصفحة الثقافية لجريدة ( البينة ) العدد 1859 الصادر يوم الاثنين 26 آب 2013 بعد أن كانت الجريدة على ما يبدو قد انتزعت المقال من الموقع الالكتروني المذكور ، وبترت منه ما شاء لها البتر ، ثم ربطت ما أبقت منه بشكل مشوّه أساء إلى المقال وإلى كاتبه ، بل وأساء إلى الجريدة . اني إذ أشعر بالامتعاض لذلك السلوك الذي لا يمت للثقافة بصلة ، فإني اطالب الجريدة بالاعتذار عن الإساءة المتعمدة التي سببتها لي ، والكف عن اعتماد هذا الاسلوب في التعامل مع النشاط الثقافي .
ليث الصندوق : تشويه متعمّد
تعليقات الفيسبوك