مقداد مسعود : المغنّي بصوته .

mokdad masood 6هو الواحد .. يفرض قراءته على الكثرة المتكاثرة..بفعل.. الواحد/ الصوت..وهو في هذه القراءة يقدم مديات جديدة للنص..
تلقي الواحد/ المغني ..تلقيه للنص سيفّقس تلقيات متكاثرة
بفعل تكرار سماع النص،لابقوة إلقاء الشاعر..بل بفعل كاريزما المغني..المبثوثة من سلطة حنجرته الخضلة..
واللحن..؟! ماوجدى اللحن دون حنجرة تعرف كيف تدّجن اللحن ذاته من خلال حنجرة المغنية / المغني؟!..
صوت المغني لايضيف فقط مديات للنص بل يضخ يوتوبيا صوتية..حين يكون تلقينا للأغنية،عبر المذياع..وليكن مذياع سيارة ..شخصيا في سنوات القسر الخاكي..افضّل في الطريق من البصرة الى خلفيات وحداتنا،الاستماع الى( وردة الجزائرية)..التي بحنجرتها تحول النص اي نص الى قصيدة نثر لها طراوة الفاكهة..كلمات النص تتماوج عبر حنجرة خضلة،هي نصف رأسمال المغني..عبر التماوج تتفتح فضاءات من زرقة حلم المستمعة/ المستمع..في الاغلب..يتزامن السمع/ التذكر..فينفتح التأويل الفردي للأغنية أو الترجمة الذاتية من خلال تجربة المستمعة/ المستمع..على الصعيد العاطفي…
الشاعر ينزوي والملحن أحيانا..وتبقى الاغنية والمغني..
ابراهيم ناجي ..من خلال صوت عبد الوهاب وأم كلثوم
نزار قباني..من  خلال  فيروز عبد الحليم حافظ .نجاة الصغيرة. ماجد الرومي
محمود درويش…من خلال خالد الشيخ
طاغور….  عبد اللطيف الكويتي
الشريف الرضي….  عفيفة اسكندر
البهاء زهير….. ناظم الغزالي..
سعيد عقل…. فيروز
وعشرات الشعراء من خلال مارسيل خليفة..
حنجرة المغنية/ المغني…تحول القصيدة لافتة وتضيئها بأخضرار لانفاد له ،فتصير القصيدة شجرة ذات دعوة عامة لإيقاد الشموع حول خاصرة الشجرة..الأغنية تختزل الجغرافيا فنستمع معا نحن ومن نحب في ذات اللحظة للأغنية ذاتها.. الامكنة متباعدة..لكن الاغنية جغرافية التعايش السلمي. .وممحاة طبقية ،لايستطيع الغني ان يصادرها من المستلب..،وسيكون لكل منها تذوقه للأغنية ذاتها اذن لكل اغنية اكثر من طعم..ولكل مستمع ذكرى مع هذه الاغنية وتلك المستمعة، تتحسر وتغمض عينيها على وجه غير مرئي لسواها وهي تسمع الاغنية..لكن الممحاة الطبقية الصوتية،ليست مطلقة،فالاغنية الحافية القدمين ينفر منها حملة جلسكي/4..والاغنية روزنامة فحين نستمع لفؤاد سالم(عمي عمي يا بو مركب يابو الشراع العالي) فسوف تنداح ذاكرتي لأجمل سنوات العمر.. منتصف سبعينيات القرن الماضي،حيث العراق الديمقراطي والمرفه اجتماعيا بأمتياز بين الشعوب العربية..ونفس الشيء حين استمع الى مائدة نزهت بلحن لكوكب حمزة( حاصودة وبيدي المنجل ../ غاد ابعد واسمع رنات احجولي)..أما حين اسمع تلك الممثلة والصحفية العربية الشقراء،وهي تغني مقطعا من قصيدة شعبية لمظفر النواب ويتكرر بثها من تلفزيون الشباب،فأستعيد تزيف الوعي،حيث تقاتل الممثلون العرب والممثلات والمثقفون العرب والعجم في مدح نظام غشوم في سنوات الحصار، كانت كوبونات النفط أرخص من الدم العراقي،توزع على الغانيات العربيات المتضامنات مع(نا)؟!…

*طريق الشعب/ صفحة ثقافة/ في السابع والعشرين من آب/ 2013

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *