عثوق قصارالنخيل.. تتدلى بالرطب اليانع من خلف السياج المتهرئ المنسوج من الخوص والجذوع .. كانها اثداء نساء مكتنزة انفرطت من حمالاتها .. وبامكان السائر في هذا الممر ان يقف على اطراف اصابعة ويقطف مايشاء.
كان النهار موشكا على المغيب في الايام الاخيرة من رمضان وهما عائدان متاخران من زيارة مريض .. في منتصف الطريق سمعا صوت المؤذن .. دنا سامر من نخلة قريبة ومد يده قاطفا ثمرات لهما .. نهره خالد :
– كيف تفطر بثمرات لم تستأذن مالكها؟؟
خجل سامر من تانيبه ورماهاعاليا الى البستان .
قبيل نهاية الشهر .. بينما كانا جالسين على مصطبة محاذية لغرفة الصندوق يعدان راتبهما .. لصقت ابتسامة باهرة على وجه خالد .
– أيفرحك الراتب الى هذا الحال ؟ سأله سامر.
– لا .. ولكن فيه زيادة على المبلغ المحدد اسفل القسيمة .. خذه تاكد من كلامي.
أعاد سامر عد راتب صديقه وتأكد من الزيادة .. قال له :
– أعد الزيادة الى المحاسب.
– ولماذا ؟ سيعوضها بطريقته .
– سيعوضها من راتبه ياأخي .. أنت تقبل بذلك ؟ – قم .. قم … لا تشغل نفسك .
– أنت فعلا هذا الذي لايترك أمرا الا وأفتى له حكما شرعيا .. أم شخص آخر !!!
غادر خالد المكان وهو لايزال مسرورا .. بينما ظل سامر متسمرا في مكانه من فرط الذهول .
حسن البصّام : حكم شرعي
تعليقات الفيسبوك