على متن الريح
دونكيشوت:كم الساعة يا سانشو؟
سانشو:صفر.
دونكيشوت:ماذا تقصد أيها الأحمق؟
سانشو:لا أقصد شيئاً .غير أن العقارب في الساعات، أصبحت وكأنها من تلك النقاط الساّمة.
دونكيشوت:من أين تعلمت تلك الفلسفة ؟
سانشو:بالأمس كنت أنا وحماري نسكرُ في حانة الوجود ،وسألني نفس السؤال.
دونكيشوت:وهل نحن على أبواب قيامة من نوع خاص يا سانشو؟
سانشو:بما أن البارودَ أصبح بمثابة الغلاف الجوي للعرب،فسنكتشف مصيرنا الرمادي بسهولة.
دونكيشوت:البارود أم الأسماء يا سانشو؟
سانشو:كلاهما واحد.دونكيشوت:كيف أيها المدعي؟
سانشو:إذا ما نظرت إلى مواعين القادة المتأسلمين ،تجدها عامرة بالجثث وبالبارود والدم.وإذا دققت بأسماء زعاماتها الجدد،فلا تجد للحاضر علامة تُريح، ولا للمستقبل بارقة أمل تبث في النفس الطمأنينة.
فأسماؤهم ..عادة ما يتصدرها أبو حذيفة وأبو معاوية وأبو قعبر وأبو قتاته وأبو القعقاع وأبو الصرمرع ،حتى أن وجوداً لاسم امرأة بينهم ،معدم.
دونكيشوت:واللاتي يجاهدنّ معهن في المعارك ؟!
سانشو:تلك نساء للنكاح فقط.
دونكيشوت:لا تخرج عن النص يا سانشو.
سانشو: أنا متيقن يا سيدي الدون،فلولا النكاح الجهادي،ما كان للحروب أن تطول هنا أو هناك .
دونكيشوت:كيف؟
سانشو:كل الذين يذهبون للقتال ،لا يأملون بإسقاط النظام،قبل تساقط بيض المجاهدين المعقدين بـ ((آبار)) المجاهدات الهاربات من تواريخهن القديمة.
دونكيشوت:كأنك تريد اللحاق بجماعات حروب النكاح ؟
سانشو: أليس ذلك أفضل من وجودنا كالثعابين المستعرة في هذه الصحارى البالية؟
آبار النصوص
سلم أمريكي
يستند على عضلة الهواء /
متذوقين جاذبيته الإعتدائية /
سلم /
وفي الطابق الأخير من الموسيقى والإغتصابات /
تجلس نيويورك على حافة الإمبريالية /
حاملة ببرونة المسيح المسلح /
سلم معلق لا مرتفعاً عليه يصل /
ثمة أيام بسراويل نايلون /
ثمة مصور بروتستانتي وحديقة للمصادفات /
ثمة تماثيل وأحذية لأرمسترونغ وأناجيل معطلة /
ثمة مداخن يبرز من بين شقوقها نافخو البلوز /
ومحامون إزاء البناء الطريف للسخرية /
ثمة تشكيلات من لغة التناسق في الدمار /
ثمة قبل ضيقة وسكرتيرات يعزفن الترومبيت المجرد من بواعثه /
ثمة كاسحات لألغام البهجة /
وبطاريك للنواح وحشرات لتفكيك مباني الرأس /
أية أنثى أنت يا نيويورك /
أية سمكة تبحر في غيمة من الأمونياك.
غرفة للغرائز
قلةٌ من البشر ،يدخلون الشعر ،ويبقون في الآتون اللغوي هناك،متمتعين بذلك السبر الجميل للعوالم التي تنبض في أعماق الكلمات.ومستغرقين بطقوس وحركات تلك الكائنات التي تنمو ما بين القارئ والمؤلف ،حائرة مليئة بالقلق والاضطراب.
وثمة عابرون ،يدخلون القصيدة من طرف هذا الكتاب ،ليخرجوا مسرعين من الطرف الآخر،كسياح آثار في متاحف،حتى أنهم يكتفون بما تلتقطه لهم عدساتهم الإليكترونية من صور تذكارية ،دون أن يزعجوا أعينهم بالنظر العميق ،للتدقيق بتلك التحف المعروضة.
بنك الخيال
الليالي..
لحومٌ فاسدةٌ من كثرة الغياب