“إن أجمل الأشياء هي التي يقترحها الجنون و يكتبها العقل . ينبغي التموقع بينهما ، بالقرب من الجنون حينما نحلم ، و بالقرب من العقل حينما نكتب “
أندريه جيد
نمت البارحة فرأيت كأنّني على قيد الحياة أنعم بالدفء و الحب..
و حين أفقت و نظرت حولي تيقّنت أني ميتة.. و لم أولد بعد.
ما أزال أبحث عن أمير وسيم فوق جواد أبيض له جناحان عريضان..و غرّة ذهبية..
سوف يطلبني الأمير للزواج و سوف أطلب منه أن يترجّل
كي أمتطي الجواد.
ذات زمن.. تبادل قلبي و عقلي أدوارهما..
من يومها و أنا أنتظر أن يثوب قلبي إلى رشده.
ما دمتّ تحبّني..
بإمكاني أن أرى الأشياء على حقيقتها..
أرى البحر سماءً..
و أرى السماء..وردة حمراء..
في كفّي..
و أرى الأرض
قطعة قطيف..
ملساء..
بلا خطوط طول..
و لا عرض.
قبل أن أحبك..
كنت أحلم بك.
حين أحببتك
صرت أحلم لك.
ومنذ رحلت..
و أنا أفتش في القواميس عن معنى ” حلم”.
قال: الرجل منا لا يفهم المرأة التي تبكي.
قلت: غريبة..مع أنه يفهم ” جدا ” المرأة التي تبتسم له و لو نصف ابتسامة!
أن أكون حبيبتك..
أو لا أكون..
تلك هي المشكلة.
إلى هنا 1
لازلت أذكر كل تواريخ قصّتنا..
التقينا…
في أوّل البكاء..
في منتصف الضياع..
في آخر النزف..
و التقينا…
في بدء الإنكسار
و ختام السأم..
ثم افترقنا في مستهلّ القصيدة.
هو: إلى اللقاء حبيبتي..اهتمي بنفسك.
هي: إلى اللقاء حبيبي..اهتم بنفسي.
تناثرت وريقات الزهرة عند قدمي:
يحبّني…لا يحبّني..
يحبّني..لا يحبـ…
و… رأيت وجهك..
فتشكّلت الزهرة من جديد..
و نبتت في صدري.
لو كنت أعلم أني سألتقيك يوما..
لادّخرت لك سنابل شعري..
و رحيق شفتيّ..
و لكنك..مثل الفرح تماما..
جئت مع دقّة متأخّرة..من القلب.
أنت و أنا و لدنا في نفس التاريخ :
لحظة اكتمال الحزن.
في مطلع الحب..
لم أكن أجدني إلا حين أبحر فيك..
ثم…في قمّة الأسى..
أبحرت في أوردتي و ما وجدتك.
كأن ما كنت يوما..هنا.