حسين سرمك حسن : عبد الحسين شعبان؛ هل قرأ رد ماركس على برودون بصورة دقيقة؟ (2/الأخيرة)

hussein sarmak 4من العجيب أن نجد كل شيء في التجريد النهائي – وإذا ليس عندنا تجريد ولا تحليل – يمثل ذاته كلائحة منطقية ؟ من العجيب – إذا تجردت عن كل المواد التي تشكل البيت ، وإذا تجردت عن شكل المواد المركب منها وعن الشكل الذي يميز ذلك البيت عن غيره ، فإنك تنتهي إلى لا شيء ما عدا البنيان – أمِنَ المدهش إذا لم تأخذ حدود هذا البنيان بعين الإعتبار أن لا يبقى عندك سوى الفراغ – أي أنك لو تأخذ بعين الاعتبار قياسات الفراغ ، فلا تجد شيئا متروكا على الإطلاق إلا الكمية الصافية ، أي اللائحة المنطقية ؟ فإذا جردنا هكذا من كل موضوع كل الحوادث المتناسقة ، الحوادث الحية أو غير الحية الناس أو الأشياء – نحن على حق أن نقول أنه في التجريد الأخير – فإن المادة المتبقية الوحيدة هي اللوائح المنطقية …. لو كان كل شيء موجودا، ولو كان كل شيء يعيش على اليابسة وتحت المياه يمكن تصغيره بواسطة التجريد إلى لائحة منطقية – إذا لغرق العالم الواقعي كله في عالم من التجريدات ، أي في عالم اللوائح المنطقية ، فمن يعجب هذا ؟- ص 30) (16) .
ثم يعلن ماركس بصراحة جارحة أن برودون فشل في نقل الديالكتيك الهيجلي من دائرة تحليل الدين والقانون وغيرهما إلى دائرة تحليل الإقتصاد السياسي :
(إن برودون – رغم كل التعب الذي أصابه لكي يضع مقياسا لأعالي طريقية المتناقضات – لم يكن قادرا أن يرفع نفسه عن الدائرتين الأوليتين – أي عن دائرتي الفكرة أو القاعدة Thesis والفكرة المضادة Antithesis، وحتى هذه لم يقدر أن يتكلم عنها إلا مرتين، ولقد فشل في احداهما – ص 31) (17) . shaban 6وأخيرا ، يختم ماركس هذه الملاحظة ، بإعلان صريح عن أن برودون قد خفّض الجدل الهيجلي إلى نسب محقّرة :
(لم نشرح لحد الآن سوى ديالكتيك هيجل. وسنرى كيف نجح برودون في تخفيضه إلى النسب المحقرة – ص 31) (18) .
وهكذا يمضي ماركس في الملاحظات الست الباقية ، بنفس الطريقة التي عالج بها أفكار برودون في الملاحظة الأولى ، مبيّنا اي خطأ شنيع وقع فيه برودون وهو يحاول تطبيق الديالكتيك الهيجلي على الإقتصاد السياسي .
فهل هذا “تأطير” منهجي ، كما يقول الأستاذ عبد الحسين شعبان ، أم هو “خطأ” في نقل وتطبيق منهج ؟
إذا كان الأستاذ عبد الحسين قد وضع مصطلح “التأطير” هذا – ولاحظ من جديد موقع الضمير “هذا” – على لسان كارل ماركس في ردّه “هذا” على برودون ، فإن ماركس نفسه يرفض هذا المصطلح ، ويقول بوضوح صارخ ولغة بسيطة إن ما قام به برودون ليس “تأطيرا” ، بل سوء فهم للديالكتيك الهيجلي ، وخطأ فادح في التطبيق . هذا ما يقوله ماركس في “الملاحظة الرابعة” بصورة لا تقبل اللبس ولا تحتمل التأويلات . بل يصل الوضوح والدقّة حدّا يقول فيه ماركس بوضوح إن طريقة برودون قضت على الديالكتيك الهيجلي . وهاكم ما يقوله ماركس في الملاحظة الرابعة” :
(لم يكن لدى هيجل مسائل ليضعها في قواعد. كان عنده ديالكتيك فقط. ولم يأخذ برودون من ديالكتيك هيجل إلا اللغة. وبالنسبة له فإن حركة الديالكتيك هي التفريق المبدئي بين الخير والشر.
ودعنا لدقيقة واحدة نعتبر برودون لائحة. ولنفحص جهة الخير والشر عنده ولنفحص حسناته وسيئاته.
لو كان يمتاز بحسنة على هيجل لأنه وضع مسائل جعل من حقه الوحيد أن يحللها لخير البشرية، فإن له سيئة أنه عُرف بالعقم عوضا أن karl marxيخلق لائحة ديالكتيكية جديدة. إن ما يشكل حركة الديالكتيك هو وجود جهتين متناقضتين وصراع هاتين الجهتين المتناقضتين وادغامهما في لائحة جديدة. إن محاولة تخفيف الناحية الشريرة تكفي لأن تقضي على حركة الديالكتيك. ليست هي اللائحة التي تضع الفكرة وتناقضها لذاتها بطبيعتها المتناقضة، إنه برودون هو الذي يضطرب ويضيع بين جانبي اللائحة – ص 33 ) (19) .
وإذا أردتم أيها السادة القرّاء ، فوق كل ما قدمته من أدلة صارخة حتى الآن ، فتعالوا معي نستمع إلى ما يقوله ماركس وبوضوح ساطع في الملاحظة الخامسة عن أن ديالكتيك برودون هو نقيض ديالكتيك هيجل . وهاكم يا سادتي القرّاء ما يقوله ماركس لا ما يقوّله إيّاه عبد الحسين شعبان :
(إن ديالكتيك برودون يعاكس هيجل – ص 34 ) (20) .
وهل تريدون ويريد الأستاذ عبد الحسين دليلا آخر على أن ماركس لم يتناول التأطير أبدا ، بل الإساءة إلى الديالكتيك الهيجلي من قبل برودون بسوء فهمه وسوء تطبيقه فقط ، إليكم دليلاً آخر من إحدى رسائل ماركس التي أرسلها من لندن في 24 / كانون الثاني / 1865 إلى  (ج. ب. شفايتزر) الذي طلب رأي ماركس في برودون في رسالة سابقة . يقول ماركس :
(وأثناء اقامتي في باريس 1844 تعرفت على برودون . واني أذكر هذا هنا لأنني كنت ألومه على سفسطائيته . وأثناء مناقشاتنا التي كانت تدوم ظوال الليل ، كنت ألومه على تشويهه لهيجل ، لنقصه في فهم اللغة الألمانية ، ولذلك لم يقدر أن يدرس هيجل جيدا ) (21)

هل تتيح لي قراءتي هذه التي جاءت بأدلة واضحة ومن كتاب / ردّ ماركس نفسه ، تناقض استنتاجات عبد الحسين شعبان ، القول بأن قراءته لرد ماركس على برودون كانت قراءة سريعة وانطباعية وعابرة كحال قراءة الكثير من الكتاب والقرّاء العراقيين والعرب على حدّ سواء .
ولكن هناك ظاهرة سلبية أخرى تكشّفت لي من خلال هذا التحليل والتقصي الفكري ، ظاهرة لا تقل خطورة عن الظاهرة السابقة المتمثلة في القراءة السريعة والعابرة والإنطباعية – وأحيانا قراءة ملخصّات الكتب أو مقالات عنها – وتأسيس الأحكام الحاسمة على مثل هذا النوع من القراءة السريعة . الظاهرة السلبية الثانية هي ظاهرة قد تكون أكثر خطورة وتتمثل في الإكتفاء برأي طرف واحد من آراء طرفي الحوار ، وعدم بذل الجهد والوقت اللازمين في إستكشاف وتحليل رأي الطرف الآخر المناقض ، وتحقيق الخطوة الأولى الأساسية المتمثلة في الحصول على مصادر رأي الطرف الآخر الأصلية وقراءتها بتجرد ومن دون انحيازات مسبقة . إنني أقول وبلا تردّد إن هذه الظاهرة هي من العوامل السلبية الكبرى في الخلل الذي اصاب الحوار بين المثقفين العرب ، وخصوصا بين الأحزاب الثورية العربية ، والذي سبّب لها خسائر كبرى أوصلتها إلى حدّ الإحتراب بفعل الإيمان الأعمى الأحادي الجانب بأفكار المثقف أو الحزب المعني فقط ، وقبوله على علاته قبولا قد يعامله في الكثير من الأحوال كنص مقدّس ، وعدم الإنفتاح على رأي الآخر “الخصم” في مصادره الأصلية وليس في ما “يُنقل” عنه .

# ما علاقة حديثنا على هذه الظاهرة الثقافية السياسية السلبية المركبة بنقاشنا مع الأستاذ عبد الحسين شعبان ؟
brodonالجواب هو :
إن الأستاذ عبد الحسين لم يرجع إلى كتاب برودون “فلسفة البؤس” . والرجوع إلى هذا المصدر تكتنفه صعوبة كبرى أمام القاريء العادي هي أنه لم يُترجم للعربية حتى الآن حسب معلوماتي (قد لا يشمل هذا الكلام الأستاذ عبد الحسين شعبان يعيش جانبا من حياته في لندن فهو يجيد الإنجليزية ) . أي أن جميع المثقفين والقياديين الماركسيين الذين لا يجيدون اللغة الإتكليزية قد اكتفوا برأي كارل ماركس وعدّوه صحيحاً وثقّفوا عليه من دون أن يطّلعوا على آراء برودون / الآخر / الخصم في كتابه “فلسفة البؤس” .
ولأن الوضع الثقافي في الغرب يتيح قراءة آراء “الخصمين” إذا جاز التعبير ، نجد أن هناك مثقفين غربيين قرأوا آراء الطرفين : آراء برودون في كتابه الضخم “فلسفة البؤس” ، وآراء كارل ماركس في ردّه عليه في كتابه “بؤس الفلسفة” ، فخرجوا باستنتاجات غريبة سوف تصدم عقولنا وخصوصا عقول من تشبّعوا منّا بفكر ماركس عبر عقود طويلة وجعلوا ما يقوله مقولات راسخة ومسلمات لا يأتيها الباطل من أي جهة .
من هذه الإستنتاجات الصادمة أن كارل ماركس قد “تلاعب” بأقوال برودون ومكونات نصّه !! يقول الباحث (جوناس هيلمر) :
(رتّب ماركس بشكل اعتباطي اقتباسات من كتاب برودون فلسفة البؤس فاصلا إياها عن سياقها ليثبت آراءه . حتى أنه عدل في تلك الاقتباسات .
بحيث أنه يمكنه أن يلصق ببرودون بعض الآراء التي لم يكن الفيلسوف الفرنسي يدعمها لكنها كانت تساعد ماركس على السخرية منه .
يحب ماركس أن يقيم تناقضات سطحية في نص برودون لكي تعود على خصمه بسوء السمعة في الحركة العمالية .
حاول ماركس كل شيء ليسخر من برودون و ليسخّفه ) (22)  .
أما الإستنتاج الصادم الثاني فهو وجود دافع “تنظيمي” وراء الحملة القاسية لماركس على برودون :
(سبب آخر لهجوم ماركس الغاضب على برودون كان أن ماركس قد أراد أن يصل إلى قمة حركة العمال العالمية و لذلك فقد حاول أن يطرح برنامجه السياسي على أنه البرنامج المطلق . كما شرحت في مكان آخر , استخدم ماركس وسائل مختلفة ليدمر برودون كخصم سياسي) . (23) .
وقد تحقّق هذا عملياً . فقد ( كان الحرفيون الألمان الذين هاجروا إلى باريس لأسباب اقتصادية و سياسية , هم الأعضاء الأوائل في رابطة العدالة . بعد فشل تمرد مايو أيار 1839 الذي دعمته الرابطة بدأ أعضاؤها نقاشا عميقا عن الديمقراطية داخل الرابطة , بالإضافة إلى أهداف برنامج جديد . حتى أربعينيات القرن 19 استندت أغلب المناقشات عن الاشتراكية على اعتبارات دينية . كانت هذه مثلا حالة كتاب فيلهلم ويتيلينغ البشرية كما هي و كما يجب أن تكون , الذي كان نوعا من برنامج الرابطة . لكن نقد الدين للودفيغ فيورباخ خلق فجوة نظرية وعد ماركس و أنجلز بملئها بنظريتهما الشيوعية . قبل كل شيء فإن عناصر الاستغلال العالمي للعمال , التي أكد عليها ماركس , يجب أن تكون منسجمة مع أماني أعضاء رابطة العدالة الذين اعتبروا أنفسهم عمالا و ليسوا حرفيين . تحول رابطة العدالة إلى الرابطة الشيوعية في يونيو حزيران 1847 حفزه “كتاب فلسفة البؤس” لبرودون الذي عمل كنوع من البرنامج للرابطة الشيوعية .
فرضت الهيئة المركزية لرابطة العدالة قراءة كتاب فلسفة البؤس على أعضائها ، وطلبت استبعاد كل الأعضاء الذين لا يريدون قبول الآراء عن الاشتراكية التي عُرضت في فلسفة البؤس .
kh marx misery 3لكي نلخص فإن ماركس في كتابه بؤس الفلسفة قد أنجز وأكد آراءه عن الدور الثوري للطبقة العاملة التي تتطور نحو “طبقة لذاتها” بالنضال في سبيل أجور أعلى و ظروف عمل أفضل . من خلال تحول هذه النضالات الاقتصادية إلى نضالات سياسية ضد البرجوازية – نواة الصراع الطبقي الشهير – فإن الطبقة العاملة سوف تلغي كل الطبقات و الدول .
إن ماركس , باستبعاده كل الجماعة الباريسية ومنهم برودون ومترجمه “كارل غرون” ، في أكتوبر تشرين الأول 1847 ، وبتعيين نفسه كمنظر رئيسي للطبقة العاملة , نجح في قطع العلاقات بين الاتجاهات الاشتراكية المختلفة . فمثلا منيت كل محاولات لجنة لندن الشيوعية للمراسلة للدمج بين الاتجاهات المتنافسة داخل الرابطة الشيوعية بالفشل ) (24) .
أما الإستنتاج الثالث فهو ذو طبيعة نفسية ، ويتمثل في جانبين : الأول وهو ما اعتبره الباحث (هيلمر) “السبب الأول” حيث قال :
(… ضد هذه الخلفية شن ماركس هجوما غاضبا ضد برودون . كان السبب الأول لهذا أن ماركس حاول أن يغطّي ( يُخفي ) التأثير الذي مارسه برودون عليه , رغم أنه كان ما يزال يطري برودون في العائلة المقدسة ( 1844 ) ، لكتابه ما هي الملكية ؟ كمنظر للطبقة العاملة ) .(25)
أما الجانب الثاني فهو الفارق الحاسم بين مزاجين وتركيبتين شخصيتين إنعكسا على درجة حرارة الرؤية الفكرية وعنفها لدى المفكرين ، ولعل من أبرز الأمثلة على ذلك هو الأسلوب الذي صاغ به كل منهما كتابه ، ففي حين نجد لأن اسلوب برودون كان هادئا وذا مسحة إصلاحية وأخلاقية وبعيدة عن التعبيرات العنيفة وباقل قدر من السخرية ، نجد أن أسلوب ماركس كان متأججا ومستفزاً وذا مسحة ثورية ومقعم بالتعبيرات العنيفة وبقدر كبير من السخرية .
ومن الأمثلة على ذلك هو الكيفية التي ختم بها كل من المفكرين الصفحة الأخيرة من كتابه .  فقد ختم برودون كتابه بالقول:
( إذا كان هناك انفصال صارخ بين الله والإنسان يتفاقم اكثر فأكثر ، وإذا كان نداء العناية الإلهية من جانب الحكومة مجرد نفاق جبان وتهديد ضد الحرية .. فإن التضامن العالمي بين الشعوب المعبر عنه بإنشاء العديد من العقائد الإيمانية ، والتناقضات المستعصية اللانهائية التي تضرب الإنسانية في أفكارها ومظاهرها وميولها تكشف الرابطة السرّية لأرواحنا ، ومن خلالها للطبيعة بأكملها ، بالمطلق ، العلاقة التي يعبّر تحديدها عن معنى الكون والعقل في وجودنا ) (بؤس الفلسفة – الصفحة الأخيرة) (25) .
أمّا ختام كتاب ماركس فهو التالي ، ويغني عن كل تعليق :
(إن الصراع بين البروليتاريا والبرجوازية هو صراع طبقة ضد طبقة – صراع يؤدي إلى ثورة عامة – ليس مدهشاً أن مجتمعاً قائماً على صراع الطبقات يجب أن يؤدي إلى تناقص وحشي ، إلى اصطدام جسد بجسد ، كنتيجة محتومة له  ؟
لا تقل إن الحركة الاجتماعية تقضي على الحركة السياسية . لا توجد حركة سياسية إلّا وهي حركة اجتماعية.
إنه في نظام الاشياء فقط  ، حيث لا توجد طبقات ولا صراع طبقات ، نجد أن التطورات الجتماعية ستظل ثورات سياسية . وأن آخر كلمات العلم الاجتماعي – لدى تنظيف المجتمع – ستكون:
(الصراع أو الموت، الاصطدام الدموي أو العدم . هكذا يجب أن نضع المسالة ).
( جورج ساند )
(الصفحة الأخيرة من كتاب بؤس الفلسفة) )26).
كما يتضح الفارق الكبير بين العقليتين والمزاجين في الرسالتين المتبادلتين بين ماركس وبرودون .  ففي الوقت الذي يجاهد ماركس في سبيل تحقيق الإنعتاق الثوري العنيف والقائم على الإنتصار والإنحياز لطبقة محدّدة هي البروليتاريا ، وهذا يتطلب “حلّاً” ، لا يهادن ، للتناقضات (بين العمل ورأس المال) ، نجد برودون يحمل روحا أكثر مسالمة ، ومزاجا هادئا ، ونظرة “مسترخية” إذا جاز الوصف لطبيعة الصراع وحل التناقضات . ويتجلى هذا بوضوح في أسلوبي الرجلين اللذين يجدان افضل تعبير عنهما في رسالة ماركس الموجّهة إلى برودون في 5/آيار/1846 ، ورد برودون عليها في 17/آيار/1846. وسارفق رسالة ماركس الموجهة إلى برودون يدعوه فيها إلى القبول بالإنضمام إلى مشروع المراسلات بين الإشتراكيين في إنكلترا وألمانيا وفرنسا ، وما تتضمنه من نبرة حادة ، وتوعّد ، وتبشير بلحظة الفعل . ويمكن أن تلاحظ التذييل الفظيع الذي يخبر فيه صديق ماركس ، “فيليب جيكو” ، برودون ، بضرورة توخّي الحذر من شخص إسمه “السيّد غرون” وكيف يصفه بأنه مشعوذ أدبي ، ومسخرة ، وأضحوكة ، ومتغطرس ، وجاهل ، ثم يحذره من هذا الطفيلي ، ويعده بأنه سيزوّده بمعلومات أخرى عن هذا “الرجل الخطير” !!
(راجع رسالتي برودون وماركس في الملحق)

الهوامش :

1-    عبد الحسين شعبان؛ الصوت والصدى؛ حوارات ومقابلات في السياسة والثقافة – إعداد وتقديم الدكتور كاظم الموسوي – الدار العربية للعلوم ناشرون- بيروت- الطبعة الاولى – 2010 .
2-     تطوّر الفكر الماركسي : عرض ونقد – د. إلياس فرح – دار الطليعة –  بيروت –  الطبعة السادسة – 1981
3و22و23و24- وجهتا نظر حول الاشتراكية :لماذا نأى كارل ماركس بنفسه عن جدل أكاديمي مع بيار جوزيف برودون – جوناس هيلمر – ترجمة مازن كم ألماس – الحوار المتمدن-العدد: 2782 – 2009 / 9 / 27
4و5و6و7و8و9و10و11و12و13و15و16و17و18و19و20و26- بؤس الفسلفة – كارل ماركس
14- Beyond Marx and Proudhon  by Takis Fotopoulos
Democracy & Nature
THE INTERNATIONAL JOURNAL OF INCLUSIVE DEMOCRACY
(Volume 6  Number 1,  March  2000)
21- مراسلات ماركس – أنجلس
من ماركس إلى ج. ب. شفايتزر
www.marxists.org/arabic/archive/marx/1865/marx_to_schweitzer.htm
25- Project Gutenberg Etext of The Philosophy of Misery by Proudhon

# ملحق :

1-رسالة برودون إلى ماركس :
برودون إلى ماركس
ليون , 17 مايو أيار 1846
عزيزي السيد ماركس ,

أوافق عن طيب خاطر أن أكون واحدا من متلقي مراسلاتك , التي تبدو أغراضها و تنظيمها مفيدة جدا بالنسبة لي . لكن لا يمكنني أن أعدك بأن أكتب لها كثيرا أو لمدة طويلة : فبسبب مشاغلي العديدة , إضافة إلى العطالة الطبيعية , التي لا تتوافق مع جهود مراسلة كهذه . يجب علي أيضا أن أسمح لنفسي بحرية القيام بتعديلات أو أوصاف qualifications معينة لبعض ما اقترحته مقاطع مختلفة من رسالتك .
أولا رغم أن أفكاري في قضية التنظيم و التحقق هي في هذا الوقت قد حسمت تقريبا , على الأقل فيما يتعلق بالمبادئ , فإنني أعتقد أنه من واجبي , كما هو واجب كل الاشتراكيين , أن نحافظ على نمط نقدي أو جدلي لبعض الوقت , باختصار , إنني أجاهر علنا برفض مطلق تقريبا للدوغمائية الاقتصادية .

دعنا نبحث سوية , إذا رغبت , عن قوانين المجتمع , و الطريقة التي تتحقق بها هذه القوانين , و الأسلوب الذي يمكننا أن نكتشفها من خلاله بنجاح , لكن لأجل الرب , فقط بعد أن ندمر كل الدوغمائيات الأولية أو المسبقة , لا تجعلنا نحلم بدورنا بأن نلقن الشعب ( أو الناس ) , دعنا لا نسقط في تناقض ابن بلدك مارتن لوثر , الذي بعد أن أطاح باللاهوت الكاثوليكي , شرع في نفس الوقت بإقامة الأساس للاهوت بروتستانتي , مع العزل و اللعنة الكنسية ذاتها . للقرون الثلاثة الماضية كانت ألمانيا مشغولة بتفكيك عمل لوثر الرديء , لا تدعنا نترك البشرية في حالة اضطراب مماثلة لنزيلها فقط نتيجة لجهودنا . إنني أحبذ بكل قلبي فكرتك عن أن نأتي بكل الأفكار تحت الضوء , دعنا ندير جدلا جيدا و مخلصا , دعنا نعطي للعالم مثالا عن التسامح العلمي و بعيد النظر , لكن دعنا لا نجعل من أنفسنا , فقط لأننا على رأس الحركة , قادة لتسامح جديد , دعنا لا نكون في وضع رسلا أو أنبياء لدين جديد , حتى لو كان ذلك دين المنطق , دين العقل . لنجتمع معا و لنشجع كل الاحتجاجات , دعنا نسم ( أو نوصم ) كل حصر أو استثناء , كل تأمل مبهم , دعنا ألا نعتبر أن القضية و قد استنتفذت , و عندما نستخدم مناقشتنا الأخيرة , دعنا نبدأ من جديد , إذا دعت الحاجة , بطلاقة و تهكم . بهذا الوضع ( الشرط condition ) سأدخل عن طيب خاطر في جمعيتك . و إلا – فلا

لدي أيضا بعض الملاحظات عن تلك العبارة في رسالتك : عندما تحين لحظة الفعل . ربما أنك ما تزال تحتفظ بالرأي الذي يقول أنه لا يمكن أي إصلاح في الوقت الحاضر دون مباغتة , دون ما كان يسمى شكلا بالثورة و هو في الحقيقة ليس إلا صدمة . ذلك الرأي , الذي أفهمه , و الذي أبرره , و الذي سأناقشه برغبة , و الذي اشتركت فيه أنا شخصيا لفترة طويلة , قد دفعتني معظم دراساتي الأخيرة للتخلي عنه كلية . أعتقد أنه ليست بنا حاجة إليه إذا أردنا النجاح و أنه علينا بالنتيجة ألا نقدم العمل الثوري كوسيلة للإصلاح الاجتماعي , لأن هذه الوسيلة المزعومة ستكون ببساطة دعوة للقوة , للطغيان , و بكلمة , مجرد تناقض . أنا شخصيا أضع المسألة بهذه الطريقة : أن نعيد إلى المجتمع , بواسطة الاتحاد ( أو الجمع ) الاقتصادي , الثروة التي أخذت منه من خلال اتحاد أو جمع اقتصادي آخر . بكلمات أخرى , أن نحول نظرية الملكية ضد الملكية من خلال الاقتصاد السياسي بطريقة تؤدي إلى خلق ما تسمونه أنتم الاشتراكيون الألمان الجماعة أو المجموع المشترك و ما سأقصر نفسي عليه في الوقت الحاضر هو مهمة الحرية أو العدالة . لكني أعتقد أنني أعرف وسائل حل هذه المشكلة مع تأخير بسيط فقط , لذلك فإني أفضل أن أحرق الملكية بنار بطيئة , عوضا عن أعطيها قوة جديدة بأن أقيم ليلة القديس بارتولومو* لأصحاب الملكيات…..

المخلص لك جدا
بيير – جوزيف برودون
________________________________________
* تصلح هذه الرسالة حتى اليوم كأساس للعلاقة بين الشيوعيين التحرريين و الشيوعيين السلطويين…
** مجزرة قام بها الكاثوليك ضد الهوغونيت في فرنسا ( عشية عيد باتولومو الرسول ) في عام 1572 , والتي كرست في أذهان البروتستانت في كل أوروبا أن الكاثوليكية دين دموي وعدواني .

ترجمة : مازن كم الماز
نقلا عن
Related Link: http://www.marxists.org/reference/subject/economics/pro…7.htm

2-رسالة ماركس إلى برودون :
Letters of Marx and Engels, 1846
Marx To Pierre-Joseph Proudhon [49] In Paris
________________________________________
Source: MECW Volume 38 p. 38;
Written: 5 May 1846;
First published: in Die Gesellschaft, Jg. IV, H. 9, Berlin, 1927.
________________________________________
Brussels, 5 May 1846
My dear Proudhon,
I have frequently had it in mind to write to you since my departure from Paris, but circumstances beyond my control have hitherto prevented me from doing so. Please believe me when I say that my silence was attributable solely to a great deal of work, the troubles attendant upon a change of domicile, [50] etc.
And now let us proceed in medias res [to the matter in hand] — jointly with two friends of mine, Frederick Engels and Philippe Gigot (both of whom are in Brussels), I have made arrangements with the German communists and socialists for a constant interchange of letters which will be devoted to discussing scientific questions, and to keeping an eye on popular writings, and the socialist propaganda that can be carried on in Germany by this means. [51] The chief aim of our correspondence, however, will be to put the German socialists in touch with the French and English socialists; to keep foreigners constantly informed of the socialist movements that occur in Germany and to inform the Germans in Germany of the progress of socialism in France and England. In this way differences of opinion can be brought to light and an exchange of ideas and impartial criticism can take place. It will be a step made by the social movement in its literary manifestation to rid itself of the barriers of nationality. And when the moment for action comes, it will clearly be much to everyone’s advantage to be acquainted with the state of affairs abroad as well as at home.
Our correspondence will embrace not only the communists in Germany, but also the German socialists in Paris and London. [52] Our relations with England have already been established. So far as France is concerned, we all of us believe that we could find no better correspondent than yourself. As you know, the English and Germans have hitherto estimated you more highly than have your own compatriots.
So it is, you see, simply a question of establishing a regular correspondence and ensuring that it has the means to keep abreast of the social movement in the different countries, and to acquire a rich and varied interest, such as could never be achieved by the work of one single person.
Should you be willing to accede to our proposal, the postage on letters sent to you as also on those that you send us will be defrayed here, collections made in Germany being intended to cover the cost of correspondence.
The address you will write to in this country is that of Mr Philippe Gigot, 8 rue de Bodenbrock. It is also he who will sign the letters from Brussels.
I need hardly add that the correspondence as a whole will call for the utmost secrecy on your part; our friends in Germany must act with the greatest circumspection if they are not to compromiseفضح  themselves.
Let us have an early reply[53] and rest assured of the sincere friendship of
Yours most sincerely
Karl Marx
P.S. I must now denounce to you Mr Grün of Paris. The man is nothing more than a literary swindler, a species of charlatan, who seeks to traffic in modern ideas. He tries to conceal his ignorance with pompous and arrogant phrases but all he does is make himself ridiculous with his gibberish. Moreover this man is dangerous. He abuses the connection he has built up, thanks to his impertinence, with authors of renown in order to create a pedestal for himself and compromise them in the eyes of the German public. In his book on French socialists [Grün, Die soziale Bewegung in Frankreich und Belgien], has the audacity to describe himself as tutor (Privatdozent, a German academic title) to Proudhon, claims to have revealed to him the important axioms of German science and makes fun of his writings. Beware of this parasite. Later on I may perhaps have something more to say about this individual.
[From Gigot] It is with pleasure that I take advantage of the opportunity offered by this letter to assure you how glad I am to enter into relations with a man as distinguished as yourself. Meanwhile, believe me,
Yours most sincerely
Philippe Gigot
[From Engels] For my part, I can only hope, Mr Proudhon, that you will approve of the scheme we have just put to you and that you will be kind enough not to deny us your cooperation. Assuring you of the deep respect your writings have inspired in me, I remain,
Yours very sincerely
Frederick Engels

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *