كان الطريق كحد السيف
وكنا حفاة
في مجاميع نسير
وفرادى
منذ قرون نسير
ولا نصل
حتى كأن الكوفة غابت
إلاٌ عن الخرائط
كان فينا عاطلون عن المرايا
وعن الحياة
وكان سنّة ومسيحيون وصابئة
وموظفو دولة وغجر
كنا جمعاً وقلوبنا لم تكن شتى
وكنا في مسيرنا نحلم
ونغني :
“يا كوفة يحكى أنه
يبرئ الأكمه والأبرص
وبيديه العاريتين
يشفي القلوب المحزوزة
فتأتلق الأرواح على بابه ”
وكان النشيد غيمةً
فوق رؤوسنا المغبرة
يقودنا كمزمار مسحور
الى الكوفة
الكوفة التي لم تتسنّ لنا
مُذ خالفت عليّاً
والطريق إليها
كان كحد السكين
كانوا شرطة ورفاقاً ورجال أمن
ورجال مخابرات
وحرساً جمهورياً واستخبارات
ونواطير وفدائيين
قيل ادخلوا في القبو
دخل الأكراد من باب الشلالات
فبيعت نساؤهم لقادة الجيش
ورسبوا في الكيمياء جميعاً
دخل السومريون من باب الأهوار
-ويسمى باب المعدان ايضاً-
جفّت ألواحهم وأسماكهم
وثقبت الشمس قدورهم وقواربهم
حتى استعملوها بيوتاً للراحة
قيل ابلعيهم أيتها الأرض
فغصت بجواميسهم
وتجشأت أحلامهم
لكن أمهاتهم كنّ يفتحن
عباءاتهن سراً لهواء عليل
يهب من الأعالي
أو يهب من الكوفة
” يا كوفة يحكى أنه أقام الجمعات
وان كلماته تلقف ما يأفكون
بلا أفعى وبلا سحرَة ”
يا سيدنا
نحن محبوك ومريدوك
الساعون الى الكوفة
ظللنا بغمامك في هذا الهجير
وامطرنا حٌباً وعافية
فنحن سيفك
ونحن كتابك الذي فيه تقرأ ”
لكن الطريق الى الكوفة
كان كحلق التنور
وعلى بوابتها
ثلاثة أقمار بلون الدم
تنبض بشدة.
فرات صالح : الطريق إلى الكوفة
تعليقات الفيسبوك