خذها معك ..
تلك التي كم كنت تروي من حكايتها
فصول الياسمين
ها قد نبتّ كما اشتهيت على الحنين
فاهجعْ بسرّك لن أعاتب مصرعك
خذها و هبني من شقائك أدمعك
خذها لتهطل بالعراق على الندى
و احضن من الجمر المعتق بالسدى
ما شئت أو
ما شاء نخلك في جوار الآفلين
الراحلين إلى مضارب سرّهم
متبعثرين على منافي الموت ..
يلتقطون أزمنة الخراب لينسجوا
بعض القصائد و الهدايا ..
كنتَ الطريق إلى طريقك يا فتى
كنت احتراق الحبّ في عين العراق
و من القصيدة ما يطول بها النحيب
كنتَ اليقين شهرت روحك مفعما
متلبّسا حب العراق ..
عاتبت ليلاك التي مرضت
سألت بأي حقٍّ تمرضين
و أنتِ في حضن العراق !
و الآن بعد رحيل نخلتك الشهية
من بعد أن كسروا جرارك و استباحوا منبعك
خذها معك …
و اتركْ لنا من فضل روحك أدمعك
دعنا نُعِر طير الرحيل جناح أغنية
بلون المستحيل ..
لنهبّ أجنحةً و قافلة تُساق
إلى أقاصي الريح ، صوب غواية الحلم الجميل
و حيث ننأى في مراكبنا نموج على بقايا الشكّ
أحجيةً تغرّر بالقصيدة ..
أنا .. أنت .. و المَلْقى على وتر محلّى
بالنياشين السعيدة ..
لم يُجْدِنا حذر الطيور .. و لن
نقاوم غادة الأشواق تسفحنا هنا
خبرا كفانا أنه يوما سيٌقرأ في جريدة
حسب الحبيبات اللواتي كنّ أرغفة الحصار
و كؤوس ليلتنا الغريبة في الزمن
أنّا ملكنا تاج مملكة .. و شاة
و كتبَنْ بعد نزيفنا :
ان الجهات الستّ وَجْهانا
و ان الصوم آخر عهدنا بموائد الدنيا
و آخر ما تذوّق شاعر
قد مات يحمل سلّة مغريات
***
تدري بأن عناقنا عبث الطيور
و أنّ بعض الفاتحين تقمّصوا وجه الحبيبة
و على ظلال البوح كان هنا
شعراء أزمنة بلا لغةٍ تُقال
أسمال ( ضلّيل) أتى من بعد قَتْلتِه العضال
يهذي بشيء ( أرخبيليّ ) الضلال
( بحبيبةٍ ) .. في الليل شرّدتِ الحمام ..
( لغزٍ ) يراه بحيرة الطفل الغرير
لغزٍ ..! لأن الريح تخرج من .. هناكَ
يا صديقي من هناكْ ..
كي نسمع الصوت الذي مزج الحياء
بلا حياء من الوراء ..
و أزكم الورد الخجول بريحه ..
و كفى …
فليس جميع ما نلقى يقال
فليس جميع ما نلقى يقال
والصمت شعرا قد يهوّن بعض ما
و الصمت شعرا قد يبلّل
غصن روحك في يدي
يا أيها القمر المعاتب في الرحيل
حسبي لقاء الحلم أوقد أضلعك
خذها معك
تلك الحكاية و الأزاهير الشقية و السلال
و اترك لنا ظنا كظنك بالنخيل
علّي سأسقط من رؤاي على المحال
يوما و أشرق في الحكاية ..
كي أعانقها معك
(((((((((((((((((()))))))))))))))
* لا اعرف الشاعر الراحل شخصيا لكنني رأيته في رؤيا غريبة لا أرغب في قصها ، بعض كناها حاضرة في رموز هذه القصيدة التي كتبتها مهداة لروح الشاعر الراحل الشاب خالد السعدي رحمه الله .
إبراهيم حسيب الغالبي