ـ بانوراما ـ
” محمد خضير “
مدينتك التي لن تراها ، علمَتنا أن نرى مدينتنا ، ما أجمل المدينة التي لم تكن ! ، …. ، قلنسوة البحر مائلةٌ ، باليةٌ جبة الأرض ، الانهار مصابة بالجلطة ، عسلنا مالحٌ ، المكان بحاجة إلى من يعيد كتابته ، حيث لا طريق إليه .. سوى درب الهارب … ، الذين يتغذون على النار والماء والهواء والتراب أصدقائي .. ، الذين يفقهون حديث الطير هم الباقون ، بعد زحام القبائل ، وتفكك الزحام … ، مملكة سوداءُ .. بلى ، ولكن .. ،
لماذا للنهارات هنا ، طعمٌ آخر ؟؟ ، وقد شرَّقَ منا من شرَّقَ وغرَّبَ من غرَّبَ ، لكننا في أكبر مطارات الكوكب .. نجــــــــــــــوع إلى مدينتنا ! ، وعلى جسر الدانوب أو جسر لندن .. نتذكر جسر العشار ، وفي أعلى طوابق المدن المعلقة ، تسكننا بيوتنا الخفيضة ! لماذا يفرح أصدقاؤنا في واترلو وسدني وكوبنهاجن بهدية من البرحي المسمسم ، وقارورة مالحة من شط العرب ؟؟ ، ….. سلوا ” بصرياثا ” .. إن كنتم لا تعلمون ! …
كاظم الحجاج
لقصائدك من الاصدقاء ما لا تعرفهم ، لأنك لم تكن سواك ، ولم تُجرِ ـ بالرغم من إلحاحه ـ عملية تجميل واحدة لصنم متآكلٍ ، ستشكر البصرة الهوير كثيرا، وسيشكر العراق البصرة كثيرا ، لأنها أنجبت هذه الكاف النحيلة ، المضادة للأفعال الناقصة ..
بشرى موسى صالح
عندما تسكب السماءُ لازَوردَ الرحابة .. في الأفق السرمدي الأخير ، يَعلم النص أن التلقي قد اكتمل ، وأن المؤلف .. أصبح أسئلةً من رحيق الغياب ….. ، من يكتب الأرضَ .. تعلنْه التضاريس القادمة .. مدينةً أخرى في البلاد …
حاتم الصكر
من أبقى أصابعه في موقد الشعر كما يجب .. لم ينقرض في عصور الجليد … ، صديقُ الحرائق والأنواء السومرية ، منح الكتابة هوية المكان ، فأبقته البلاد على سفر !
مراد العمدوني
حين يكون الوجع .. أكبر من كلماتنا ،
تصبح الكتابة .. خيانة المؤلف لنفسه !
ياسين النصير
المكان الذي لم يكن .. ينتحي جنوبا ،
مخبئا تحت ضماداته الكثيرة .. ما كتبته الحروب
يا صديقي : هل العقلُ إمامٌ حقا ؟
دمّر حبيب
الكتابة ملبدة بالدعاوى ، حدائق الشعر محتلة بالأحافير ، ألا فليصمتوا … ، أن تصمت .. خير من أن تغني بلا حنجرة …، .. كانت سماء الكتابة تمطر معجزات ، أما الآن .. فإنها تمطر أحجارا ، وفئرانا ميتة ، بعد رحيل العنقاوات ، الشعر يغط في الكوما ، والبوم تلعب البولينغ بأعشاش القصائد .
جاسم محمد جسام
يا صديقي : في بعض أجهزة النقد الصوتية حبسة محلية ، وهذا هين .. إذا قيس بأخرى عاطلة تماما ، فعلى مشرط النقد أن يوجه الآن لا إلى النصوص ، وإنما إلى لصوص المصطلحات ، ومدّاحي السطحيين ، وعبيد النساء
نصير غدير
الفتى النحيل كقلم ، يرجَحُ بأسماء وكنىً ، يعمل بصمت كنملة .. ، ويتحدث عمله بصخب ، يا سادتي : من أراد أن يرى الشعر ـ كما خلقه الله ـ فلينظر إلى نصير غدير .. ، رأيته مرارا تطير به القصيدة فلا يعود .. ، يا صديقي : لأن العقل مصباحك الوحيد .. لم تهزمك عتمة المسار واختلاف الطرق ، ومهما ادلهَمَّتْ عليك .. فإن روحك ترى .. ، اسمك من تفعيلتين ـ في أقوى الأقوال ـ .. إلا أنك مخلوقٌ نثرانيٌّ أكيد
باسم رحيم
بين ألبيركامي وكولن ولسون .. كنتَ تجلس دائما ، كنتُ أجلسُ دائما .. بين المتنبي والسياب
تظللنا غمامة من غبار ، ….. ، غابة من صفيح ورذيلة هو السوق ، وليس سوى الشعر بقعة يطأها الله ….. ، القصيدة كانت راية شرنا ، نتداولها سرا ، لئلا يضطرب النسق .. وتنق الضفاف الموحلة ، يا صديقي : …بعد أكثر من عشرٍ عجاف ، لم نجد ريح يوسف ! ، ولا تغير في المكان .. سوى الاقنعة !
باسم الشريف
لأنك لم تحد أبدا عن أسرار مسفنك النائي ، و المقبرة المائية ، ما خذلتك الأنهار ، وأصغت معك الأشياء بعمق … حين أصغيت لجارة القمر ، وعدوتَ ببراقٍ مصاب ، في ريح سوداء حمراء دبقة بالخزي ، تجمع أوراق كتابك الجامع ، مع القابضين على الجمر ، خذ بيديك ضغثا فاضرب به ولا تحنث ، .. ، لأنك متنٌ مؤكدٌ ، تضطرب تحتك الهوامش المؤقتة ، ودروسٌ كثيرة الخطأ ، في أساليب الاستثناء !
عبد السادة البصري
للزمن المعلبِ عتمته النيئة ، لك خبز الابجدية الساخن المغموس في البياض ، فعليك بسفينتك حين لا عاصم من الخراب ، لن تضل أبدا ، لأن بوصلتك تستدير عراقا
حسين الهاشمي
كم المكان ضيق ولا يكفي ، كم نحن عالقون في هلام العدم ، كم مصابيحنا عشواء ؟؟ ، قد زرعنا من العمر خيره يا صاحبي .. فهل آن أوان الحصاد ؟؟
فليحة حسن
أفراس بابل لا تخرج كثيرا من منحوتاتها ، وحين تفعل ذلك ، فإنها حتما ، تدهش الميدان
جمانة حداد
في الروح يتمٌ قديمٌ .. لا يمحوه أبي ، ولا دعاء أمي ، فعلى أي مقامات المخذولين أغني ، وفي أي قفصٍ أحبسُ يتمي ، تتهادى الكلاليب روحا يشبهني ، آخر حُلولاتي : مزولةٌ في الظلام .. ، وآخر أنبائي : اني …. أطارد ….. نفسي !! …………………..
محمد بقوح
الكتابة شكل مكتمل لا يمكن بلوغه ،
يمكننا فقط السعي إليه ،
.. ، أُعْلِنُ موت النص ، حتى تتحققَ الكتابةُ ، …
فاروق مواسي
من يستأنف المتنبي خارج اللفظ والمعنى والايقاع ، كمسيل دمٍ من شريانٍ مقطوع ؟؟ من يا صديقي .. يطفئ الظلمات قليلا ؟؟ … من يجعل الجميل أجمل ، والقبيح أقبح ، والحقيقة أكثر وضوحا ، من يكتب النص الغائب ؟؟
خالدة خليل
المدينة .. التي تابت من التوبة ..
تصلي على سجادة الذنوب ،
وفي الجهات الحالكة ..
تئِدُ أجنتها ..
أمينة الحسيني
أؤمن بحرفٍ يدهسُ الأبجديات العاجزة ، ….
حرف من دمٍ وخبزٍ ووجعٍ مالحٍ .. يمنحُ موائدنا طعمها الفريد ..