قرأت منذ زمن طويل وبطريقة الاستنساخ المتعبة جدا للعين والروح رواية سلام عبود ( ذبابة القيامة ) تركت اثرا كبيرا في نفسي ، وحفزتني على متابعة ما يكتب انطلاقا من اعجابي بتلك الرواية ووصولا الى كتابه المثير للجدل ( ثقافة العنف في العراق ) وغيرها من الكتب والروايات … في معرض بغداد الاخير ، اقتنيت كتابا جديدا له صادر عن دار الجمل بعنوان ( اعلان سياحي لام الدنيا ) _ رواية … بعد قرائتي ( للرواية) وجدتها لاعلاقة لها بالرواية وبفن الرواية .. كانت مجرد يوميات عادية بسيطة لرجل زار هو وعائلته مصر .. وكتبها بطريقة الاسكتشنات المرقمة من 1 الى 55 لم تكن تتعدى يوميات بسيطة جدا ، ومشاهدات عادية لاجديد فيها للقارىء العادي فضلا عن القارىء المهتم بفن الرواية ، فاذا قلنا ( اعلان سياحي ) تكون اكثر صحة من كلمة (رواية)… هذا اولا .. ثم ان الراوي كان منقطعا عن جذوره كلها ، رغم انه قال لنا انه عراقي ومعارض وهارب من العراق لاسباب سياسية .. اتسائل هنا اين العراق حينما كان البطل يجوب شوارع مصر ويزور معالمها السياحية … ماكتبه سلام عبود في مجال الرواية ذبابة القيامة مثلا .. عدا مقالاته السياسية المعروفة خاصة في كتابه المثير للجدل الذي يتحدث فيه عن خراب الثقافة في عصر الدكتاتورية مهم ومهم جدا ،اما هذا الاعلان السياحي فلا علاقة له ـ خالد المعالي ـ قد وضع كلمة رواية لغرض الترويج طبعا والأصح انه يكتفي بكلمة اعلان سياحي التي هي اصح كثيرا من كلمة رواية .( ياناس الرواية هي سيدة الفنون الابداعية .. ليس من السهل ان يضع كاتب ما كلمة رواية على مشاهداته ويومياته .. الرواية فن عميق وكبير … ليس من السهولة ان يرقى نصا ما الى قداسة اسمها ان لم يمتلك شروطها الفنية ).
محمد علوان جبر : إعلان سياحي وليس رواية
تعليقات الفيسبوك
عزيزي محمد علوان جبر
ما كتبته حول كلمة رواية صحيح تماما
النص لم يكن رواية، بل هو نص تسجيلي، نشر قبل سنوات تحت عنوان ” نص تسجيلي”
قد يجد المرء فيه فائدة لو أمعن النظر ما تحت البساطة، التي هي خصيصة هذا الضرب من الفن الأدبي المجهول في ثقافتنا. ففي البساطة نجد الهوية العراقية قاسما مشتركا لأكثر من عشرين مقطعا، أي ثلث النص. وفيه تسجيل لإرهاصات الثورة المصرية، لم تسجل في ذلك الوقت المبكر: المدونون، ساحة التحرير، (أحمد )مرسي، الحصان رامبو (بلطجية السياحة)، دكتاتورية حسني مبارك الآفلة، عودة الأنفاس الناصرية، الصراع القبطي الاسلامي، الشيعي السني، صعود التيار الإخواني باعتباره حاضنة التكفيريين.
وهو اعلان سياحي حقا، ولكن عن أم الدنيا، التي تبحث عن دور لها وسط الخراب الروحي القومي الشامل. تلك هي رسالة الرحلة السياحية.
لماذا تم وضع كلمة رواية بدلا من نص تسجيلي؟ هذا أمر في علم الغيب.
تقبل مني أطيب التحيات
وشكرا على ملاحظتك الدقيقة والصائبة.