(*) اسم المسرحية الأصلي “العبور إلى المستقبل” مقتبسة عن قصة العريس ليوري ناغبين؛؛ قدمت لصالح مركز النشاط المدرسي\ مديرية تربية بغداد – الكرخ بقصد إخراجها في نهاية العام الدراسي 87-1979؛ ولكن الصعود إلى المنافي حتم علي تركها؛؛ وقد أعدت كتابتها عام سبتمبر\ نوفمبر 2003؛؛
البرولوغ
(تقع أحداث هذه المسرحية في القسم الجنوبي من العراق في منطقة الأهوار حيث يقوم أحد البحاثة العلميين بمعية جمعية علوم الحياة بالسفر إلى هناك لدراسة طبيعية عن موسم هجرة الطيور، ويلتقي هناك بأكثر من باحث: في علم الاجتماع، والآثار، كما يلتقي بأهالي البلد، ويتعرف على الحالة الاجتماعية، والبيئية؛؛ يتوصل إلى ما لم يكن قد تصوره عن البيئة هناك؛؛ غايته دراسة هجرة أنواع معينة من الطيور؛؛ لكن رحلته تنتهي باستنتاجات مغايرة، ووقائع مختلفة):
الافتتاحية
(تفتح الستارة على مجموعة من المشاحيف “القوارب الخاصة في مناطق الأهوار، وتشبه بعض الشيء الكوندولات” يقودها مجموعة من الشبان وكاطعات في حركات مسرحية راقصة تعبر عن السفر في الهور، تكون حركة تسيير المشاحيف إيمائية؛؛ لتُظهر حركة قطع المسافات مفترضة؛؛ لعل استخدام المردي؛؛ أي العصا الطويلة المصنوعة من القصب هي الميزة، والأداة المعوضة للقارب المشحوف؛؛؛ يظهر نادرخلال هذه المجموعة مشحوف نادر الذي تقوده امرأة ؛؛ الحركات الراقصة تنساب على أنغام للحن محلي متداول، أنواع من الأهازيج الشعبية؛؛ تلازمها الخشبة “دربكة صغيرة تعلق على الصدر بحزام تحت الابط؛؛ وعازفوها هم الخشابة”):
الردة “تؤديها المجاميع كافة (**)”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (1):
ويا هورنه بهيد بهيد بارينا؛؛؛
عشاكك إلك من اسنين دراينة
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (2):
ويمهيله ذاك الدانكك تشوفينه
مجمن كطاطين وطير تدرينه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (3):
بين الككصب والروجات يتلاعب البط
جاهن سمج ما مر بيهن ولا دوهن الشط
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (1):
أبيض مثل خد الهور والككذلة بردي
يالنوخذة بهيد بهيد رككصة المردي
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (2):
طر الجواهن والهور فارش عباته
ويزهي الككصب والعككيد عيني اشحلاته
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (3):
مرصيفنه وككبله الربيع بهورنه
ويه الشته بكل الطيور يزورنه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
دور بينه يا هوى وي الخوره
المجموعة (1):
هورنه بصدره حماه وسوره
والككصب ساهر إله وناطوره
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
دور بينه يا هوى وي الخوره
المجموعة (2):
دور بينه وشككير دنيانه
تايهه بخير وهنه وبطرانه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
دور بينه يا هوى وي الخوره
المجموعة (3):
ككلوبنه بحب الوطن حلمانه
عبونه بوجهه الصبح فرحانه.
(تتداخل الأهزوجات والرقصات التي تعبر عن مسيرة لمجاميع من المشاحيف كل يطرب لشاعره؛؛ وألحانه، ومضامين أغانيه؛؛)
(**) أشعار زامل سعيد فتاح
اللوحة الأولى
في مشحوف المرأة
(نادر يجلس في المشحوف، ومهرة تقود المشحوف واقفة وبيدها “المردية” العامود القصبي الذي به ومن خلاله تسيّر المركب، وتوجهه بين شعاب الهور المليئة بالبردي الأزلي؛؛؛ حركة المرأة دائبة؛؛ أمام وخلف، وهي تؤدي دورها الإيمائي في قيادة المشحوف المفترض؛؛ لتبين لنا انتقال المركب عبر مسافات في مياه الهور؛؛؛ وبجلوس فؤاد نعرف أنه الراكب المستأجر للمشحوف؛؛؛ يقوم في بعض المرات، وأثناء الحوار بالوقوف، والتقدم نحو المرأة التي تتوقف عن تسيير المركب، ولربما تشعل لها لفافة تبغ لتدخنها؛ مع فؤاد حقيبة سفرية يعلقها على كتفه)
المرأة: العثور على صيادين بمنطقتنا ليس سهلاً؛؛
نادر: ها؛؛ نعم؛؛ نعم؛؛
المرأة: تأخرت قليلاً؛؛؛ يومين من الموسم هنا لا تجد للصيادين أثر؛؛ أما بأيام الصيد؛ فلا يمكن حتى التفكير بهم، صحيح كانت المسألة أبسط من قبل؛؛ لكن قسم كثير منهم ترك هذا العمل، لأن العمل في الأسواق المجمعة مريح، وأكثر ربحاً؛؛؛ فمثلاً ابني أنا،؛؛ ابني الصغير ترك الصيد وذهب للعمل بالمدينة في إحدى دوائر الدولة،، رغم أنه صياد ماهر؛؛ تسألني لماذا؟ لأنه حصل على البلاكوريا.
نادر: البكالوريا، تقصدين شهادة البكالوريا
المرأة: ابكلوريا؛؛ أو البلاكوريا لا فرق؛؛ لقد شرحها لي ابني مرات كثيرة،؛؛ ولكنني لم استوعب ما قال، لهذا لا أتذكرها رغم أنني أحفظ الهوسات الشعبية صم؛؛ عن ظهر قلب، ولحن كل منها ومقاماته؛؛ كذلك لا أنسى عدد المرات التي أذهب، وأعود بهذا المشحوف؛؛ بين فروع الهور؛؛ ومزاغل البردي التي يتيه فيها الخنزير الذي ربي هنا؛؛ إلا أن البلاكوريا هذه لم أفهمها؛؛ فسامحني على ذلك يا أستاذ!
نادر: البكالوريا، وتعني اجتياز مرحلة تعليمية معينة؛؛ وختام منهج ماز
المرأة: نعم؛؛ نعم هذا ما يقوله ويعويده ابني علي في كل مرة؛؛ لكنني فخورة بهما معاً، فهو يستحقها، فهي لا تمنح لأي كان كما ترى؛؛ وابني لما يأتي بين حين، وحين؛؛ بترجم لي ما تعلمه هناك في المدينة؛؛ “يعلو صوت موال؛؛ فتترنم المرأة معه؛؛؛ وبعد حين يبادرها نادر بالقول”؛؛
نادر: هل هذا يعني أنك تريدنني أن أعيد شرحها عليك، ربما بطريقة مبسطة لكي لا تنسينها؛؛ أم
المرأة: وماذا تتصورني يا أستاذ،؛؛ هل أنا جاهلة إلى هذا الحد؛؛لا فائدة من ذلك الآن؛؛ دعني يا أستاذ احدثك عن ابني الأكبر؛؛ ربما يناسبك أن تسمع شيئاً عن مهارته في فنون الصيد؛ فهو من الصيادين المهرة، ففي كل رمية من بندقيته اربع؛؛ أو خمس خضيريات؛؛؛ لكنه هو الآخر انضم إلى جمعية تعاونية للصيادين؛؛ إنه أشهر من نار على علم؛؛ اسأل أي فرد عنه هنا؛؛ وقل لهم من الشخص الذي يصطاد الخضيري، وهو طائر فيجيبونك عنه؛؛؛ ولكنكم أهل المدينة لا تهتمون لذلك؛ أقصد لفنون الصيد، والمهارات التي يمتاز بها كل صياد، ولكل نوع من الصيد؛؛ فصيد الطيور؛؛ غير عن صيد الأسماك؛؛ وصيد الضباع، والخنازير غير عن صيد الأفاعي؛؛؛
نادر: كلا؛ كلا ليس الأمر كذلك؛؛ لكن الأمور مختلفة في المدينة؛؛ والاهتمامات غير؛؛ فهموم أهل المدن أكبر؛؛ الكل يسعى وراء الرزق؛؛ ولا أحد يرحم، أو يساعد لو احتجت لهم؛؛؛ دعينا من هذا فقد سمعت كثيراً عن رجل كهذا يقال أنه أسرع رجل في الرماية وصيد الطير، وهو طائر؛؛؛
المرأة: “تتضاحك” إنه ابني؛؛ أو معلمه العجوز أبا منهل؛؛ أجل كما تقول ربما ركضكم وراء لقمة العيش؛؛ تلهيكم عن أمور الحياة الأخرى؛ وما يتعلق بالطبيعة؛؛ عفوا لا تفهمني غلط؛؛ أنا أعرف أنك مهتم بدراسة ما لها علاقة بالحيوانات، لكن غالب أهالي المدن؛؛ يهتمون بالسيارات، والمكائن أكثر من اهتمامهم بالحيوانات مصدر عيش الغالبية حتى هؤلاء في المدن؛؛ الحليب مثلاً؛ اللحوم؛؛ ريش الطيور؛؛ ألم تفكر بها؛؛ أنا أقصد أن أهل المدن معلوماتهم قليلة عن الريف، وبخاصة المناطق البعيدة مقل منطقتنا؛؛ وللعلم فإن ابني لا يصطاد الطيور النادرة، لأنه يعرف أنها تجيء هنا لتتكاثر، وإنما يصطاد طيور المنطقة، وبخاصة التي تؤكل مثل الخضيري؛؛ الكثير العدد؛ والسريع التوالد؛؛ “يعلو الموال؛؛؛
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (1):
ويا هورنه بهيد بهيد بارينا؛؛؛
عشاكك إلك من اسنين دراينة
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
“ثم”.
المرأة: كان ابني الأكبر ذو صوت رنان؛ تميزه من بين عشرين من الهزاجين؛؛ لكنه التهى ببيع الملابس النسوية في المدينة؛؛؛ ملابس؛؛ أعوذ بالله؛؛ لا أدري أي جزء من الجسد تغطيه نساء المدينة، ربع ذراع “تؤشر” بكت خطيبته لما ناولها ملابس داخلية لنساء المدينة؛ فشعرت بخزيها، بل وعريها أمامه؛ فطفقت تبكي من الحياء، ورمتها في وجهه؛؛ قائلة له؛؛ هل تسخر مني؛؛ أم تعيرني؛؛ لا بد أنك اشتريت هذه لطفلة طولها نصف ذراع؛؛ فاعتذر لها، وحدثها عن أعاجيب نساء المدينة؛ كيف يمشين بكعوب عالية؛؛؛ ويعبثن بشعرهن، ووجوههن؛؛ وأردافهن، فلا يستخدمن الديرم، ولا قشور الرمان؛؛؛ ولا “الدككة على الحنج؛ ما يشغلهن هو اقتناع الحقائب بالعديد من الألوان؛؛؛ ومساحيق تلوين الوجوه المستوردة؛؛؛ في علب براقة؛؛ وفي كل مرة لابد أن ينظرن للمرآة التي في حقيبة كل منهن؛ ليرين إلى الشفاه، فيعدلنها بقلم الحمرة الجاهز؛؛؛ أوووفففف كيف تطيقون الحياة هناك؛؛ ألا تساعد المرأة في أمور الحياة في المدن؛؛؛
(يقطع حديثها مرور موجة مشاحيف تترنم بأهزوجة معروفة)
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (2):
ويمهيله ذاك الدانكك تشوفينه
مجمن كطاطين وطير تدرينه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (3):
بين الككصب والروجات يتلاعب البط
جاهن سمج ما مر بيهن ولا دوهن الشط
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
نادر: فماذا تقترحين علي؛؛
المرأة: حول ماذا؛؛
نادر: أقصد الصيد؛؛ إنني مولع بالصيد، لكنني لست بالصياد الحقيقي، ولربما يمنعني حرصي على حماية البيئة من جهة؛؛ وعدم معرفتي ما نوع الطيور التي علي أن أصطاد؛؛؛ في الغرب؛؛ هناك مواسم محمدد للسماح بالصيد؛؛ وهناك تعليمات حول النوعية التي يمكن اصطيادها في موسم دون غيره؛؛ “صمت” هذه هي المرة الثانية التي أحضر فيها إلى هنا، وعندي بحث دراسي أقوم به؛؛؛
المرأة: للبكالوريا أيضاً “يضحك نادر” لا تضحك خذني على قدر فهمي؛؛ لا استطيع أن أقول لك شيئاً؛؛ وإنما حاول إغراء أحد الشيوخ فهم بلا عمل؛؛ وإنهم يحبون الصيد “تتحسر” لكني أشك في أنك ستجد أحداً؛؛ “تعترضهم مجموعة مشاحيف، وتتداخل الأصوات والأغاني، بينما يعلو صوت الموال، ويصل المشحوف إلى الحافة؛؛ فينزل الاثنان؛؛ ينقد نادر املرأة حقها”
نادر: فهل تدليني على أي بيت قريب؛؛ ربما أجد فيه أحد يساعدني،
المرأة: اسمع؛؛ حاول أن تدق باب ذلك المنزل؛؛ واطلب الشيخ؛؛
نادر: شكراً؛؛ شكراً؛؛ سأوحاول؛؛
المرأة: هله، هله يمه هله؛؛ في أمان الله كليبي؛؛
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (1):
أبيض مثل خد الهور والككذلة بردي
يالنوخذة بهيد بهيد رككصة المردي
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
اللوحة الثانية
البحث عن الشيخ
(عندما يتحرك نادر يمر مجموعة من الشياي يركضون، ويتحركون في تشكيلات كأنما يؤدون حركة اصطياد الأسماك، ويبدو نادر شاذ من خلالهم؛؛ يتحرك كأنما يسلك طريقاً ملتوية؛؛ فيؤدي بعضهم أدوار سابلة من الناس في الطريق؛؛)
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (1):
طر الجواهن والهور فارش عباته
ويزهي الككصب والعككيد عيني اشحلاته
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (2):
مرصيفنه وككبله الربيع بهورنه
ويه الشته بكل الطيور يزورنه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (2):
طر الجواهن والهور فارش عباته
ويزهي الككصب والعككيد عيني اشحلاته
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
اللوحة الثالثة
العجوز لا تقبل
نادر: “يطرق باباً تطل منه عجوز” مرحبه؛؛ ثيل لي أن الشيخ صاحب الدار صياد ماهر؛؛
العجوز: لا يا حبيبي؛؛ لا؛؛ لن يذهب الشيخ هذه المرة فهو مريض، أمس جاء من الصيد عليل القدمين؛؛ تفضل، تفضل وانظر بنفسك؛؛
نادر: وإن كنت سأدفع كثيراً “يؤدي حركة تخول فيظهر على سرير من القصب مغطى بلحاف”.
الشيخ: أتسمعين؛؛ يااا اممممر أأأ ة؛؛ أتسمعين يا أم
العجوز: اسكت؛؛ اسكت أنت؛؛ ساقاك متورمتان، ويداي متورمتان من الدلك؛؛ وأنت تريد الذهاب إلى الصيد؛؛ لن يحصل هذا “تلتفت إلى نادر” لا فائدة من انتظارك، تفضل مع السلامة؛؛ أرجوك.
نادر: وأين أجد صياداً آخر؟؟
العجوز: وأين تجده، سؤال غريب؛؛ فتش أنت بنفسك، فليس ذنبنا أن لا يوجد صيادون الآن؛؛ عبثاً تبحث؛؛ إذ لا وجود لهم بتاتاً؛؛ إنهم غير موجودين؛؛ وكفى؛؛
نادر: “يغتصب ابتسامة” نعم، نعم، ولكن أين استطيع أن أجد صياداً؛؛ قصدي؛؛
العجوز: “تقاطعه بهدوء، ولكن بغضب أشّد هذه المرة؛؛ وتعمد لتقليد لهجته المدنية” نعم؛ نعم، أفهم ما تريد أن تقوله؛؛ أنّ لك أن تجد صياداً يا حبيبي؛؛؛ آآآآه؛؛ وأنّ لي أن أدلك عليه يا حبيبي؛
الشيخ: إنه بأمس الحاجة يا امرأة
المرأة: اسكت أنت؛ قلت لك اسكت؛؛ ألا ترى إلى ما فعل قبل هذا نادر ذلك نادرين اللذين جاءا منذ أسبوع، ولم يبرحا المكان حتى أخذاك؛؛ وها أنت مرمي مثل الجثة الهامدة أمامي، لقد شخت يا رجل، وباعتقادك أنك تنط مثل الشباب؛؛ لقد تركاك تعود بعد أنجزا ما أرادا، ولم يجازيانك على ما قمت به من أجلهما.
نادر: اتق ربك يا امرأة؛؛ أه لولا أنك سليلة رئيس العشيرة لعرفت كيف أسوسك؛؛ ألم تقرطي الأموال قبل مشوارنا؛؛؛ فأين هي الآن؛؛؛ تقدم أيها كاطع لابد أنك في مهمة وطنية أخرى؛؛
العجوز: “للرجل” لا عليك منه؛؛ ابحث أنت بنفسك، وسيدلك الناس؛؛؛
نادر: وها أنا أسألك؛ ألست منهم، من هذه الديار؛؛
العجوز:أوووف، لا أدري ماذا أقول لك، يبدو أن لا مجال من التخلص منك، ولا التهرب من إلحاحك؛؛ فاظاهر أن مهمتك هي التي تجعلك تلح بهذا الشكل، وتبدو بحيرة،،، “تفكر” ههه، هه، وجدته؛؛؛ “تلتفت إلى زوجها؛؛ ألم يخطر ببالك العريس”
نادر: أي عريس تقصدين؛؛
العجوز: إنه يدعونه العريس فحسب؛؛ اذهب لعلك تقنعه
الشيخ: ماذا؛ أقلت العريس يامرأة؛؛ إنه لن يذهب، ولن تعده العروس يخطو خطوة خارج الدار؛ أجل فهو ما يزال عريس؛
العجوز: ههه أهه؛؛ البيت الأخير على يدك اليسرى من جهتنا،، في نهاية الدرب، ويعد أن يضيق الزقاق، لكعلك تقنعه، أو بالأحرى تقنع العروس زوجته؛؛ فقد ترك الصيد منذ أن تزوج كما سمعت؛؛
نادر: شكراً، على كل حال لست بصدد الصيد، ولا اصطياد الطيور؛ بل بحاجة لمن يعرف مكامن الطيور؛؛ وطريقة الوصول إليها.
الشيخ: ليس من فائدة، لن يذهب مهما حصل، لإنه لا يتحرك إى باذن زوجته العروس؛؛ أهه، أوووهه؛؛
نادر: وبماذا يدعى العريس، أقصد ماسمه؟ “يتناهى من بعيد صوت موال قادم”
العجوز: بماذا يدعى، والله لم نعد نذتكر اسمه، فلقبه العريس فحسب؛؛ “يعلو الموال في البعد”
الشيخ: لا داعب لتضييع وقتك يا ولدي، لقد حاول غيرك، دون فائدة، فلقد راهنت منذ زمن؛؛
اللوحة الرابعة
البحث عن العريس
(تمتلى مساحة العرض بمشاحيف مفترضة على مواويل؛؛ وأهازيج تمر، وتملآ المكان)
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
دور بينه يا هوى وي الخوره
المجموعة (1):
هورنه بصدره حماه وسوره
والككصب ساهر إله وناطوره
(يتقدم نادر، وهو يؤدي حركة من يبحث عن دار العريس؛؛ يتداخل فعله مع فعل المجموعة)
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
دور بينه يا هوى وي الخوره
المجموعة (2):
دور بينه وشككير دنيانه
تايهه بخير وهنه وبطرانه
(بالإيماء والإشارات يجيبونه بين نفي؛؛ ومن ثم يدلونه على المكان)
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
دور بينه يا هوى وي الخوره
المجموعة (1):
ككلوبنه بحب الوطن حلمانه
عيونه بوجهه الصبح فرحانه
اللوحة الخامسة
الزوجة توافق
(نادر يتقدم من كاطع الذي يمارس تقطيع القصب، ويرتب البردي لصناعة الحصائر)
كاطع: من تريد؛؛ يا أستاذ
نادر: ألست العريس!
كاطع: أجل، نعم، ماذا تريد يا أستاذ؛؛ أنا عريس مادمت لم أنجب أولاد؛؛
نادر: إنك أنت الذي أريد؛؛ لأنك عريس؛؛؛ “يضحك بحذر”
كاطع: “يجامله بالضحكة” ماذا تقصد
نادر: قيل لي أنك صياد ماهر
كاطع: شكراً؛؛ ولكنني لم أمارس الصيد منذ جعلوني عريساً؛؛ تفضل بالدخول؛؛
نادر: أشكرك؛؛ “يدخلان فتقابلهما الأخت”
الأخت: مرحباً؛؛
الأم: هله خويه هله ومرحبه؛؛
الأخت: هله؛؛ هله بالأفندي؛؛
نادر: إني؛؛ ماذا علي أن أقول؛؛ حسناً؛؛ أرجوك أنا بحاجة لزوجك “الفتاة تتلفت حولها” أرجو أن تسمحي له بالذهاب معي في رحلة بمعق الهور؛؛
الأخت: ههه؛؛ زوجي؛؛ شنو تككول؛؛ وينه؛؛ من صدكك ياهو زوجي؛؛ هله بيه؛؛
كاطع: “يبتسم” شنو صار بيج؛؛ الريال متوهم؛؛ أستاذ هذه أختي، وليس لها زوج بعد؛؛ ألم تلاحظ الشبه بيننا؛؛ زوجتي في الداخل؛؛ هناك؛؛
نادر: أوه عفواً عفوا يا أنسة،، وأنت ما قولك؛؛ أقصد هل هناك عائق ما!! “قبل أن يجيب تظهر الزوجة كزوبعة؛؛ يصمت كاطع”؛؛؛
الزوجة: لا؛؛ لا ؛؛ لن يذهب؛؛؛ أوهوهه صياد ما يدري ومن مته يرد النوب؛؛ هنا يا أستاذ يلهو ما دام رزقنا متوفر حولنا ولا نحتاج لشئ، الأسماك على الحافة هناك؛؛ والبردي متوفر؛؛ ونحن نمارس حياكة الحصران؛؛ فماذا نريد من صيد موسمي؛؛؛
نادر: لو أنك يا أمي تؤيديني على الأقل؛؛ قصدي
الأم: أنا لم أعد ربة البيت منذ تزوج ابني؛؛ “ترفع صوتها” هي التي بيدها القول والفعل؛؛
الأخت: “تتمتم” والله هذا الصار بحالنا، الزمن مشقلب؛؛
نادر: إذن لا بد أن أن أطلب ذلك من زوجته؛؛ ماذا تقولين يا أمي؛؛ هل هي تلك كاطعة؛؛ هل هي العروس إذن “الأخت تضحك على كلمة العروس”.
الأخت: “تتمتم” ككول عجوز؛؛ وأنا عنوس، عنود؛؛
الأم: أجل أجل هي تلك يا عزيزي، هي العروس؛؛ زوجة العريس من زمان!!
نادر: سيدتي الجميلة هل تسمحين لزوجك العريس لمصاحبتي في رحلة صيد؛؛
الزوجة: ماذا؛؛ ماذا قال الأستاذ؛؛؛ ككولولي ما سمعت شي؛؛؛
نادر: هل ممكن أن يرافقني العريس في رحلتي البحثية؛؛ إنني لا أرمي للصيد، ولكنني بحاجة لصياد يعرف مكامن الطيور؛؛ ويهديني إلى أصوب الطرق فحسب؛؛
الزوجة: هل جننت يا رجل؛؛ زوجي ترك الصيد؛ فهي مهنة الكسالة؛؛ نحن أصحاب مهنة الآن؛؛ ألا ترى إلى أكوام البردي في حوشنا؛؛ وتلك الحصران؛؛ نحن النساء الثلاث نحيكها، وهو ما عليه سوى تقطيع البردي، ونقعه، ومن ثم تسويقه إلى العمارة، أو الكفل الأقرب لبيعه؛ كاطع: هل يمكن أن أقول لك كلمتين على انفرد، “لزوجته” جلمة راس وحدنا؛؛ “للرجل” أرجو المعذرة؛؛؛ اسمح لي يا أستاذ؛؛
نادر: تفضل “إلى الزوجة” لن أعطله كثيراً؛؛ فكل مهمتي لا تتجاوز الستة أسابيع فقط
الأم: ستة أسابيع مدة طويلة يا أستاذ؛؛
نادر: سأدفع الأجرة أكثر من المعتاد، ونقداً مقدمة؛؛
الأم: هه، وأنا ماذا بيدي يا أستاذ
نادر: إنني رجل علم؛ ولست بتاجر طيور؛؛ ولدي الكثير من الالتزامات في العاصمة؛؛ وبالخارج؛؛ وقد حصلت على هذا الإيفاد من عدة جهات علمية لبنحث أعده عن الطيور المهاجرة لهذه المنطقة؛؛ ولست بحاجة ‘لا لدليل؛؛ وشاهد يؤكد بحقي الميداني؛؛ أوكد لك يا أمي بأنني سأدفع مقدماً؛؛
الأم: “بصوت عال” هذا الاتفاق سيجري عقده بعد موافقة زوجة العريس ابني “تعود الزوجة، والعريس، ويبدو من حالتها أنها مقتنعة وبخاصة لدى سماعها حوار الأم الأخير”؛؛
الزوجة: “تمد يدها، وكأنها تطلب النقود، لكنها تتظاهر، وكأنها تحدث العريس زوجها” حسناً، حسناً؛؛ اتفقنا إذن؛؛؛ هيا هيا؛؛ أيها الزوج الحبيب؛؛ سأجهز متاعك “نادر ينهمك بإخراج محفته، ويعد النقود” ستذهب إذن مع صديقنا الأفندي إلى الصيد؛؛
نادر: “يناولها النقود” ليست رحلت بالمعنى الذي تعرفينه؛؛ إنه لا يعود عن أن يكون دليل؛؛
كاطع: ماذا؛؛ دليل، والصيد؛؛
نادر لا يهمك؛؛ لنذهب، وسوف أخبرك عن مهامك ونحن في الطريق؛؛ من أين علينا الرحيل؛؛
كاطع: “وهو يقوده إلى الخارج” من هذا المشوف، وبه نغامر في رحلتنا؛؛ “يركبان، تسفح الأخت شربة ماء وراءهما”؛؛
الأخت: توعودان بالسلامة “الأم والعروس يزغرتان”.
اللوحة السادسة
المختار والأخبار
(بينما يتهيأ للانطلاق تدخل مجموعة شباب ومعهم أطفال، وجمهرة من عدة جهات)
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (1):
طر الجواهن والهور فارش عباته
ويزهي الككصب والعككيد عيني اشحلاته
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (2):
مرصيفنه وككبله الربيع بهورنه
ويه الشته بكل الطيور يزورنه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
اللوحة السابعة
البحث المتوازي
(في أعماق الهور يلتقي نادر العالم البايولوجي، بباحثين الأول أنثروبولوجي، يبحث في طبائع أهل الهور؛؛ وما يحتمل أنهم ورثوه عن أجدادهم هنا؛؛ في تقاليد الصيد، والأكل، وصناعة الأكواخ، وطريقة حفظ الأسماك، يلتفت نادر حوله، يسأل).
نادر: هل سبق لك وأن جئت مع أحد غير صياد
كاطع: كلا؛؛ هذه المرة الأولى أصاحب رجل لا يهوى الصيد، بل يلهو بالتفرج على الطيور؛؛
نادر: هل تلاحظ ما ألاحظه؛؛؛
كاطع: أجل هناك غيرنا هنا؛؛ أعتقد أنني سبق ورأيته؛؛ آآه هو نادر الذي اصحبه أحمود، ولكن أين حمود، لا أجد له أثر “يقتربان من باهر”
نادر: أظن أنك غريب مثلي هنا؛؛
باهر: أجل، وأنت كذلك، ولكنك بصحبة دليل؛؛
نادر: وكيف وصلت إلى هنا من غير دليل
باهر: كان لي أحدهك؛؛
كاطع: العم أحمود أليس كذلك، أين هو؛؛
باهر: تركني البارحة؛؛ بحجة أن واجبه انتهى؛؛ لأنني تعرفت على المنطقة؛؛ ولست من الصيادين، فمل؛؛ وذهب؛؛ قال إنه سيعود، ولكنني أشك؛؛
كاطع: وماذا عن العم فنطيل،،
الباحث: لم أسمع عنه؛؛
كاطع: مرافق الآثاري زميلك؛؛
باهر: أهه؛؛؛ “للرجل” لم نلقي بعد؛؛ أتعد دراسة ما؛؛؛
نادر: أجل أبحث في هجرة الطيور؛؛
باهر: تصورت أنك تبحث في أمور الناس الاجتماعية؛؛ أنا باحث أجناس
نادر: أجناسي من الطيور “يضحكان”
باهر: وطيوري من البشر؛؛
نادر: هل توفقت في بحثك؛؛ ربما مهمتك أسهل في الحصول عليها؛؛
باهر: الأمر يعتمد على من تقابل، ومن تصادف؛؛
نادر: لكن هناك من تتعرف عليه، فيما لو استجاب لك؛ أو لا؛؛
باهر: صدقت، ولكن؛؛
نادر: حتى لو كان الجواب بالنفي؛؛ أو عدم فهم المطلوب؛؛ فإنه ذلك مفيد في كل الأحوال؛؛
باهر: ومع هذا وعلى الرغم من عدم معرفتكم لغة الطيور؛؛ فإن النتائج عالمياً متقدمة؛؛ ربما لأن الجانب الذي تبحثون عنه، وله صامتة؛ من غير مواقف؛؛
نادر: من تقصد الطيور؛ أم الجهات العلمية
باهر: كلاهما؛؛ أنتم تتعاملون مع أحياء تستجيب؛ أو تترك آثارها؛؛ والعلماء في كل العالم تهمهم المعلومة قبل الانحياز؛؛ ربما لأن الطيور لا وطن، ولا لون؛ ولا معتقد تدان عليه؛؛
نادر: الآن فهمتك؛؛ صحيح؛؛ فمهمتكم أصعب؛؛ تتعلق بالعديد من النواحي، وعلى مختلف الأصعدة؛؛ بين اللغة، والجنس؛ ومستوى الفهم، وتقبل الآخر.
نادر: هل لديك معلومات عن المنطقة؛؛
باهر: عماذا؛؛ أن أهلها، أم عن البئية جغرافياً، وتأريخياً
نادر: كلاهما؛؛ هات لربما تتوافق معلوماتنا؛؛
باهر: إن أهوار العراق تمثل “ثالث مسطح مائي عالمي” يجلب الطيور المهاجرة بعد الصين وجنوب إفريقيا، وفي مياهها الضحلة يزرع الرز، وكان إنتاجها من هذا المحصول يغطي العراق ويصدر إلى خارجه.
نادر: الخوف، يمشل الناس هنا، والعلماء من خطة السلطة في تحويل مجاري المياه عن الأهوار؛؛ فإذا لم تغمر المياه الأهوار، فإنها ستصبح جرداء قاحلة، فيرتحل سكانها المناطق. فما مساحة الأهوار كافة، وما حجمها؛؛ قلت أنها ثالث مسطح مائي في العالم؛؛
باهر: قبل أن أجيبك فإن كارثة بيئية “ستعم أهوار الجنوب بلا استثناء بسبب ارتفاع نسبة الملوحة لشحة مياهها” وحسب مصادر في الموارد المائية فان مساحة “الأهوار تبلغ بين 15000ـ 20000 كم2 ؛ ويقطنها من السكان400000 ألف نسمة. فماذا تقول لنا عن الثروة الحيوانية، وبخاصة الأسماك؛؛
نادر: أن كل ما تقوله عن آثار التجفيف سوق يؤثر بالتأكيد على الثروة السمكية إضافة إلى تدمير بيئة الأهوار”.
باهر: وهناك عامل آخر تفعله تركيا ببنائها السدود، على دجلة، والفرات؛ فإنه يقدر بأن نهر دجلة سوف ينخفض إلى سبعة مليارات و660 متراً مكعباً، وهو الآن نحو 20 ملياراً و930 متراً مكعب، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على الأهوار،
نادر: وبهذا سوف تزيد “نسبة النتروجين (ph) في الاهوار5500 /t.p.c، مما يعني ارتفاع نسبة الأملاح إلى معدلات غير مسبوقة وكارثية”. وهو يتوقع تصاعداً متزايداً في هذه النسبة، لأن “الأملاح إذا انغرزت في أرض من الصعب إزالتها،” على حد قوله.
باهر: دعنا الآن من التوجسات، وقل لي أين وصلتم في مهمتكم؛؛
نادر: الحقيقة أننا في البداية؛؛ العريس سوف يساعدني كثيراً نظراً لخبرته في الأنواع؛؛
كاطع: أنا يا أساتذة؛؛ خبير في الاصطياد؛؛ أعرف الذي يؤكل من الذي يحرم علينا صيده؛
باهر: طبيعي؛ وهذا ليس بالقليل، فمن لا تعرف الصقر يشويه، كما تقول العامة؛؛
نادر: صحيح فالطيور أصناف؛ وأجناس في المملكة الحيوانية، وليس بالسهل على أحد لم يدرس، أو يعرف المنطقة، ومنطق الصيد أن يميز بسهولة أنواع الطيور؛؛ تماماً مقلما ليس من السهل تميز فصائل المملكة النباتية؛ فلكل منها جنسه، ونوعه؛؛ ومن لم يخبر البستنة يقع في مطبات كثيرة؛؛
كاطع: “يضحك” تصور عديد من السياح يسألون أسئلة مضحكة، سواء عن الطيور؛ أو عن الأسماك؛؛ وبعضهم لا يميز بين البردي، والقصب،؛؛
باهر: أنعمت وأحسنت يا عريس، فكيف لو دخلوا غابة، فلسوف يتيهون بين أنصاف الأشجار؛؛ والنبتات؛؛ بين المثمر منها، والسام؛؛ تصور؛؛؛
نادر: في مهنتكم الكثير من المصاعب، والأمور الحساسة؛؛ لأنها تتعلق بمستويات معيشة الأفراد؛؛
باهر: أجل وغيرها من التقاليد والعادات؛؛ بما فيها الأسماء؛؛ والممارسات الطقسية؛ في المأكل، والمشرب، والطقوس الدينية؛ وتلك المختصة بأنواع التفاءل، والتشاءم، وتوقع الخير، واستبعاد الشر؛؛؛ وتمني الصيد الوفير بخاصة في الماء، ومنها أثناء الصيد بالفالة؛؛؛
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (2):
طر الجواهن والهور فارش عباته
ويزهي الككصب والعككيد عيني اشحلاته
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (3):
مرصيفنه وككبله الربيع بهورنه
ويه الشته بكل الطيور يزورنه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
اللوحة الثامنة
التعليم الإلزامي
(في القرية الرئيسية للهور، يتجمع الناس وأهالي المنطقة لسماع خبطة المختار التي دعى الناس إليها؛؛ بناء على أخبار هامة جاءت من العاصمة)
المختار: أخواني؛؛ أخواني أهالي المنطقة “يدلي باسمها حسب مكان عرض المسرحية” مثل ما سمعنا في الإذاعة، وبالراديون؛؛ جاء اليوم منشور من الولاية؛؛ هو كتاب، وتعليمات هامة جداً؛؛ تعليمات تتعلق بحياتنا، وتعليمات أخرى تختص بحياة أطفالنا المستقبلية، قرارات سوف تنهي مسألة هامة جداً؛؛ وهي التي تتعلق بمصير أطفالنا جميعاً، أنا، وأنت، وانت، وأنتما؛؛ باختصار يتعلق بأحوالنا جميعاً؛؛
(تتردد أصوات تأييد من خلال “هوسة” أهزوجة شعبية تتردد فيها كلمات التأييد، يضع المختار نظارات مكبرة على عينيه ليقرأ الخطاب، ينتبه لوجود مدير المدرية، والمعلم، والناظر الزراعي فيسلمهم التعليمات)
المدير: أخواني وأخواتي؛؛ لكا كان التعليم حقاً أصيلاً منذ حمورابي؛؛ فقد اعتبرته كل الشرائع فريضة واجبة، وتضمنته لوائح حقوق الإنسان من بعدهاً بشكل جاد؛؛
المختار: أي والله تمام، يعني أن كل الشرائع أكدت على التعليم،،، ومنها خذوا العم من المهد إلى اللحد،، تفضل أكمل أستاذنا الكريم؛؛
المدير: ولما كانت التربية هي أداة رئيسية لنهضة الأمم، وتقدمها؛؛ فإننا كأمة، ووطن أشد الحاجة إلى الاعتماد على هذه الأداة لترسيخ الوعي القومي، والوطني بين أبنائنا؛؛
المختار: نود يا أستاذ أن تشرح لنا ماذا تعني هذه الجمل؛؛ والديباجات التي وردت في خطاب الحكومة، والوزارة
أصوات: أي؛؛ أي والله؛؛ نعم،، نعم؛؛ يالله يا أستاذ؛؛ تفضل، تفضل؛؛ كولولنا شلون، شنهو السالفة؛؛
المدير: أخواني؛؛ التعليم والتربية سلاح بيدنا؛؛ ننهض به، ونتقدم من خلالهما؛؛
المعلم: تسمح لي يا أستاذ بالاذن منك؛؛
المدير: تفضل، وتفضل؛؛
المعلم: نحن نعرف التعليم الابتدائي؛؛ هو الحد الأدنى الذي لا يمكن الاستغناء عنه؛؛ لكي يتمكن الفرد من مرحلة الطفولة من مبدأ تكافؤ الفرص؛؛ إن التعليم شرط أساس لنمو؛ وبناء شخصية مميزة في المجتمع وتطورهما معاً،، فالمجتمع والفرد عنصرا جذب يكمل أحدهما الآخر؛؛ خصوصاً، وأن التعليم يجعل الفرد عضواً نافعاً في المجتمع ابنداءً من بناء الأسرة حتى التشكل في لبناة المجتمع على مختلف الأصعدة؛ ثقافة، وعمراً،، فالمواطن المتعلم يكون عامل أكثر فائدة، وأنتاج في المجتمع عن الفرد الأمي، والجاهل؛؛
أصوات: تسلم يأستاذ، يسلم فمك، تعيش أفكارك؛؛
المدير: أخواني؛؛ بالطبع فإنه، وكما تعرفون أن كثير من أخواننا لا يرسلون أولادهم إلى المدارس، وبخاصة الفتيات، بحجج مختلفة؛؛ منها أن الولد يساعد أبيه في العمل؛؛ والبنت مكانها البيت؛؛؛؛ لكن هؤلاء يجهلون معاني الدراسة، والمدرسة؛؛ وهي أن التعليم يخدم حتى من هو مقيم في البيت، وذلك الذي عليه أن يساعد أبيه؛؛ بمعنى أن قابلياته للفهم، والانتاج تكون، أكثر، وأجود؛؛ خاصة وأن التعليم يجعل الفرد يميز بين الخير والشر، ويعرف خير البلد ويبتعد عما يسيء إليها؛؛
الناظر الزراعي: هذه كلها لا تتم إلا بالإعداد لجيل متعلم حتى في حقل الزراعة فافلاح المتعلم؛ يكون إنتاجه أغنى عن غيره؛؛؛ فالمتعلم؛ يمكن أن يميز ليس أوقات الزراعة والحصاد، ولكن أيضاً أهمية تفاوت المواسم، وتناوبها، والتعرف على الآفات الزراعية، وكيفية مكافحتها،، بمشورة بسيط من مختص زراعي، وهكذا يكون كلاهما قد خدما الوطن من خلال تفاهمهما على الأمور الاختصاصية معاً؛؛
أصوات: تأييد، وأهزوجة شعبية مؤيدة؛؛
العجوز: هه يا أستاذ، ككلت المرأة لازم تتعلم، ولكن ما ورد بالقانون أي إشارة للمرأة؛؛
المعلم: الشيء المهم هو؛؛؛ مهمة التربية القومية، ودورها بإحداث التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والسياسية للإسراع بعملية تنفيذ خطة التنمية القومية
المدير: ومثل ما جاء بالتقرير السياسي للدولة الذي ينص على الشروع الفوري بوضع الخطة الإلزامية للتعليم في الرحلة الإبتدائية؛؛
المختار: بالله يا أستاذ؛؛ شلون؛؛ شلون؛؛ يصير الإلزامي هذا… يعني ليش أطفالنا مو أكثرهم يروحون للمدرسة الآن؛؛
المدير: نعم.. لكن بعضهم لا يذهبون، والتعليم الإلزامي الآن؛؛ ويمنح لكل الأطفال الذين يكملون السادسة من عمرهم؛؛ باتداء السنة الدراسية؛؛ أو بواحد وثلاثين شهر كانون أول من كل سنة.. وطبعاً يكون هذا الدوام إلزامي؛؛؛
الناظر الزراعي: والدولة سوف توفر كل الامكانيات اللازمة للتعليم الإلزامي؛؛
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
دور بينه يا هوى وي الخوره
المجموعة (2):
دور بينه وشككير دنيانه
تايهه بخير وهنه وبطرانه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
دور بينه يا هوى وي الخوره
المجموعة (3):
ككلوبنه بحب الوطن حلمانه
عبونه بوجهه الصبح فرحانه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (1):
ويا هورنه بهيد بهيد بارينا؛؛؛
عشاكك إلك من اسنين دراينة
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (2):
ويمهيله ذاك الدانكك تشوفينه
مجمن كطاطين وطير تدرينه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
اللوحة التاسعة
في البحث الميداني
(يصل مشحوف العريس بنادر والباحث إلى صرائف لقرية صغيرة؛ فيستقبلهم الناس)
كاطع: ها نحن في قرية صغيرة ربما توفقان في ما تصبوان إليه؛؛
نادر: أنا ليس لدي أسئلة؛؛ أكثر مما سألتك؛؛ ولربما بعض الاستفسارات؛؛؛ ربما يكون زميلي بحاجة أكثر مني للبحث الميداني هنا في هذا التجمع الشبيه بالقرية؛؛ “يهم بالنزول والياحث1 بمساعدة العريس، للباحث”؛؛ ربما نجد زميلك هنا؛؛
باهر: أعتقد ذلك؛؛
كاطع: علينا إذن التوجه لصريفة المختار؛ حيث دوانية القرية؛؛
نادر: أجل فأنا مرهق، وبحاجة لفيء ظليل؛؛
حارث: وأنا بحاجة لعمل ليس بالقليل؛؛
نادر: ربما ما تبحث عنه قد يفيدنا لو نسمعه من الناس؛؛
كاطع: سأهرع قبلكما للقاء المختار، وتوضيح مهامكما؛؛؛ “لأحد المتجمهرين” تككدر إتدلهم على مضافة المختار؛؛ آني سابقكم؛؛ يا خويه سبكك وجاك أفندي غير هذول الاثنين؛؛
الفتى: إي عمي؛؛ واحد ملازم بيت المختار من أسبوع؛؛ وكل يوم يغط حجارة بالمي الغميج؛؛
نادر: وجدنا زميلك؛؛
باهر: ولكنه كان مع امرأة تدله؛؛
الفتى: راحت عمي للولاية؛ وبقى الزلمة وحده هنانه؛؛
نادر: وها أنت سوف ترى زميلك، وتملان مشواركما معاً؛؛
باهر: أجل؛ وليس من ضير أن نكون ثلاثتنا في ميدان واحد للبحث، وربما نصبح أكثر عدداً، من يدري؛؛
الفتى: عمي انتم من العاصمة؛؛ جاين تشترون كيعان؛؛ ولا تسحبون المي مثل ما صار بجرف الهور؛؛ يكولون الحكومة راح تنشف الماي عجل، والسمج، والطيور واحنا وين نولي؛؛؛
نادر: العلم علم عند الحكومة؛؛ لا احنا بحاثة علميين؛؛ لا تخاف؛؛
باهر: واجبنا نبحث عن الناس؛؛ والمجتمع؛؛
الفتى: كلهم يككول هيج
نادر: أنا مختص بالطيور مع جهات علمية محلية وعالمية؛؛
باهر: ممكن تجمعني بأهلك حتى أكلمهم
الفتى: عن شنو
باهر: عن أحوالكم المعيشية، وعن حياتكم اليومية؛؛
الفتى: “للرجل” عجل عمي ذيج صيرفة المختار؛؛ رايح أودي عمي للفريج
نادر: أوكي “حالما يبتعد الفتى بباهر، يخرج المختار وراء العريس، وحارث”
المختار: أهلا بالضيف، تفضل، تفضل؛؛
حارث: “يسلم على نادر” أظن أننا سبق أن التقينا؛؛
نادر: لا أظن، زميلك ذهب مع الفتى لمباشرة بحثه الأنثروبولوجي؛؛ وأنا هنا؛؛ أنا باحث
بايولوجي؛؛
المختار: تفضلوا إلى الداخل “يدخلون من خلال حاجز من القصب لا نصفي”
نادر: شكراً، فأنا بحاجة لراحة في ظل كثيف؛؛
المختار: كل شيء متوفر لدينا؛؛
نادر: شكراً؛؛ ومتى ما ارتحت سألك عن بعض الأمور المتعلقة بالطيور المهاجرة، وطيور البيئة “للباحث2” هل حصلت على ما تريد، ولكن أين مرافقك؛؛
حارث: مرافقتي تركتني هنا لتعود بي فيما بعد أسيوعين؛؛ أما عملي فيتعلق باللقى لما تحت المياه، ولا علاقة لها بالناس؛؛؛ بعضهم يتكلم عن أجداده، ولكن هذا خارج اختصاصي؛؛ المهم قد يجدي الأمر؛؛ أن ارحل إلى مناطق أعمق في الهور؛؛ فلربما تكون الإغوار أعمق؛؛ ويمكن لي أن أحصل على عينات للفحص؛؛ تصور العمل في اليابس حتى ولو كانت صحراء أسهل من الماء؛؛ حتى الفضاء يمكن الوصول من خلاله على أدلة أقوى، وأقرب مما في الماء.
المختار: ليش يا أستاذ،،
حارث: في أعماق الماء لا ترى ما تريد اصطياده، ولا تعلم ما سيعلق بسنارتك لو كنت تصطاد سمكاً في الماء؛؛ فكيف لو تريد أن تبحث في هذا الوسع من المياه، والأطيان، والبردي عما يمكن أن يدلك على أثر لما قبل آلاف السنين؛؛ سمكة متحجرة، علقة؛؛ حشرة؛؛ ربما مفقودات من أدوات سماكين؛؛ قفة قديمة؛؛؛
نادر: مهمة أصعب من الحفر بين صخور الجبال، ومناجمها؛؛ هناك لك أمل في أن تصل إلى شيء؛؛ لأنك ترى ما تحفر فيه؛؛ وتحته؛؛ أما الماء ففعلاً شيء تجهل الكهن بما ستلقى؛؛ أنت وواحد بالألف من الاحتمالات؛؛
حارث: بل قل واحد بمائة الألاف؛؛ أو ربما واحد بملايين؛؛
المختار: والله افتر رأسي ولا أعرف عماذا تدور هذه الأعداد!! تفضلوا سمعوا الهرجة بالجاية علينا (يدخل باهر، ومن ورائه الفتى؛؛ وجكهرة تقف عند البوابة الواسعة، وبعضهم عند نصف الجدار؛؛؛ ينتظرون طلب باهر لكي يستفسر منهم).
باهر: لمن الدور؛؛ يتطلع في أوراقه، ويهمهم “يشير لصياد1” أنت؛؛ ما نوع الأدوات التي تديم بها شباكك؛ ومن أين تحصل عليها؛؛
صياد1: خيوط الكتان، وبعض الأوقات تصنع حبالاً من ورق البردين؛؛ يقولون أن في العاصمة خيوط من النايلون؛؛ ولكننا لا نفضلها؛؛ لا أدري لماذا؛؛ احنه متعلقين بعمل أجدادنا؛؛ ونوثها لأولادنا؛؛ وأحفادنا مثل ما ورثناها؛؛
باهر: عظيم؛؛ أن يعرف الإنسان تاريخه، ويعتز يما توارثه؛؛ “يلتفت لامرأة بجانب الصياد” هل تساعدين زوجك في عمله،، على الأقل في ترقيع الشباك، أم تعملين على الطبخ وغسل الملابس
امرأة1: والله ياستاد الحريم تسوي كلشي مطلوب منها، ويعصاهن شي؛؛؛ أي أمبله بعد الطبخ والغسل، الكضي وقتنا بمعاونت عيالنا؛؛ لعد منو إلنه غير بعضنا، ولككمة الزاد تنراد كثل ما يككول المثل؛؛ عجل ليش مكونين عائلة؛؛ نريد نربيهم، ونعلمهم ما تعلمنا؛؛؛ لكن الناككص تعليمنا الكراية والكتابة مثل ما المدينة، والعاصمة؛؛
باهر: زين أختي؛؛ هذه معلومات مفيدة عن تكوين الأسرة العراقية؛؛ ووعي تكافلها؛؛ أختي هذا ما أردته منك “يتلفت إلى حيث رجل وهو زوج1” كم فرد في أسرتك؛ وما هي أعمارهم؛؛ من فيهم متعلم، ومن فيهم يساعدك؛؛ ما هي مهنة أجدادك؛؛
زوج1: طول الله عمرك؛ حنه عائلة جبيرة، نسكن أنا أخوتي الخمسة؛؛ أويلادهم بحوش واحد؛؛ أمي بعد ما توفى الوالد طلبت تنفيذ وصيته؛ يعني لو تجمعنا ست أسر مع الزوجات واليولاد أكثر من ثلاثين نفر؛؛ وعدنا صريفيتن، وحوش كبير للدواب؛؛ النسوان والبنات بصريفة، والرياييل والويلاد بصريفة،، كلهم صيادين من الصغر؛؛ أكبرهم بالتعش، يعني تساتعش، وأصغرهم شهرين ونص؛؛ ورثنا الصيد من أجدادنا، سمج وبط، وخنازير أوعوذ بالله.
باهر: “يلتفت لابنة” هل تعلمت من والدك شيء،، أم من أمك فقط؛؛ أيسمحون لوحدك قيادة المشحوف لوحدك
ابنته: “تتلعثم؛؛ يشجعها باهر، ويؤيده الزوج1 بوجل واستحياء” أبوي، وأمي وعمامي كلهم بيهم الخير؛؛ عمامي بالصيد الحين، وأمي وخالاتي بالبيت يحضرن الغدا؛؛ أتعلم من كل واحد شس، والمشحوف هو اللي علمنه، من احنه صغار نلعب حواليه، ويبارينا، ونعرف كيف ندكك المدة بككلب الماي وندفعه أوهوة يبارين من يتهادي مع الروج بين الككصب والبردي؛؛
باهر: شاعرة ماشالله؛؛ “يلتفت إلى أرملة واقفة بتململ” كيف مات زوجك؛؛ من يعيل أولادك؛ وكم ولد لديك
أرملة: بضربة فالة من صياد غريب ماعرفناله درب للحين؛؛؛ اللي كان يعيلنه خوانه أهل العشيرة، ولما كبروا الويلاد ككاموا يصيدزم بروحهم؛؛ الستر من الله؛؛ خوية؛؛
باهر: “يبتسم، ويتطلع لما بعدها” هل من سبب يجعلك عاطل عن العمل؛؛
عاطل: أنا عاطل بسبب عجزي، نعم ياستاذ؛؛ عطل بغلطة شاطر؛ زلككت من فوق المشحوف على ظهري، يككولون عجز بالفقرات اللي فوكك الورك؛؛ لولا أولادي جان متنا وأنا والحرمة من الجوع.
باهر: الله يعينك؛؛ “لصياد2” ما أهم أنواع الأسماك التي يفضلها الناس في السوق؛؛
صياد2: يككولون بالسوكك أهل المدن يفضلون البني؛؛ لكن البز أكبر ولحمة أطره، وبعضهم بفضلون السمك اللي يجي من شط العرب، والككرنة من البحر مثل الصبيري، والشانك؛؛ ما نعرفه ولا ضايكينه؛؛ سمجنه يلبط حي، ويككول لك تعال؛؛ لكن ياستاذ احنا حرام نصيد بموسم التوالد؛؛ كل نوع إله وكته، وإللي ما يعرف هذي القواعد ما يعرف شي عن الصيد؛؛
باهر: “يتلتف لزوجة الصياد2” هل تأكلون السمك الذي يصطاده زوجك، وما أشهر أكلة؛؛
زوجته: المصموته أستاذ؛؛ هي سمجة نجففها على الحبال، ومن تخيس ريحتها تكون أحسن من طعم المزككوفة؛؛ طبعاً المزككوف ككبل كل الآكلات؛؛ وبعضهم يطبخون السمج مع التمن؛؛
باهر: شهيتينه يا عمة؛؛ “يحاور فتاة” هل أنت متزوجة؛؛
فتاة1: مخطوبة لابن عمي؛ من سنتين، وما نكدر نتزوج؛؛ هو مايريد نعيش ويه أهله، ولا أهلي يقبلون ويهاهم؛؛ اسءله ليش يا استاد؛؛
باهر: “يلتفت إلى الفتى” وما هو السبب؛؛
فتى2: أنا خطيبها، ولكن نحتاج لوقت حتى نوفر؛؛ حتى نبني صيرفتنه؛؛ جدي علمنه نعتمد على نفسنا، وكل واحد يتزوج يكون عشه لوحده حتى تكبر القرية، وتتكاثر؛؛ ويكون إلنه أقاربك نورهم من حيت لحين؛؛ ولما نكون بحوي واحد؛؛ تكثر القلاقل بين النساوين، لكن من بعيد لبعيد تزيد المحبة؛؛ هذا رأي أمي هي بعد؛؛
المختار: “يقاطع الفتى” يكفي، يكفي الحين؛؛ خلو الأستاذ يرتاح؛؛ روحو؛؛ هسه وقت الغدا؛؛ بعدين نطرش عليكم؛؛
أصوات: بعد أحنه،، نريد نعلم الدولة بهمومنه؛؛ ليش أهالي الولايات عدهم كهربه، واحنه ما عدنه؛؛ ليش،وشنو، وعليش؛؛؛ “تتداخل الأصوات”
المختار: “يشير للباحث1” تفضل استاد جوه، سبككونه ربعك، وعيب نخليهم ينطرون أكثر.
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (3):
بين الككصب والروجات يتلاعب البط
جاهن سمج ما مر بيهن ولا دوهن الشط
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (1):
أبيض مثل خد الهور والككذلة بردي
يالنوخذة بهيد بهيد رككصة المردي
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
اللوحة العاشرة
ماذا في القرية
(يلتف الجمع حول المدير، ومنهم المختار والمعلم، العجوز، وزوجة العريس)
المختار: ها شردتي تككولين يا أم العريس؛؛
العجوز: ها، ها، يا الأستاد، وشنهو عن الحرمة؛؛ معنه الحرمة بس تعمل، وما راح تتعلم؛؛
المدير: انتظري يا أمي؛؛ ها هه؛؛؛ هنا فقرة عن المرأة تقول؛؛ يتفضل أستاذنا بالقراءة؛؛
المعلم: إن القانون جاء لدعم التطور الاجتماعي للمرأة، وخاصة في الريف؛؛ كما جاء لقطع جذور الأمية في الأساس؛؛ وحضر دفعات الأميين وسهولة التغلب عليها؛؛ وهناك شيء أهم؛؛
العجوز: شنهو استاد؛؛ ياهو
أصوات: إييه، إيه استاد علمنه عجل
المعلم: الشيء المهم هو؛؛ مهمة التربية القومية؛؛ ودورها بإحداث التحولات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية؛ والسياسية للاسراع بعملية تنفيذ خطة التنمية الوطنية؛؛
المدير: ومثل ما جاء في البيان؛؛ لا بد من الالتزام بدفع أولادكم بنين وبنات للمدارس، والكبار من نساء ورجال إلى محو الأمية؛؛؛
المختار: شلون شلون يا استاد؛؛ يعني ليس أطفالنا مو يروحون للمدرسة الحين؛؛
العجوز: صحيح؛؛
الزوجة: ليش؛؛
المعلم: الدوام إلزامي لكل الأطفال بهذا العمر؛؛
المدير: والدولة ستوفر كل الامكانات للتعليم الالزامي؛؛
المختار: هلشكل تمام
العجوز: أتمنى لو كان العريس هنا ليسمع؛؛
الزوجة: جانت فرحته ما توسع الدنيا؛؛
العجوز: هاي هيجي؛؛ ولو كان عدكم أولاد كان جن جنونه؛؛
الزوجة: أولاد الديرة كلهم أولادنا؛؛ مبزين راح للصيد؛؛ جنتي تزنين على رأسه، وراسي؛؛ ريليج ماهو بصياد، ريلج عاطل؛؛ وانت السبب؛؛ آني يمه لو انت؛؛
العجوز: وهاي وكتها يا عروسة أهلها
المدير: أخواني لا بد أن تعلموا الأمور الهامة في التسجيل؛؛ اقرأ يا أستاذ؛؛
المعلم: لابد لولي أمر الولد، أو البنت الالتزام بإلحاقة أولاده بالمدارس الابتدائية عندما يبلغ كل منهم سن السادسة من العمر؛؛
المدير: وبالطبع سوف تقوم وزارة التربية بالمسؤولية الكاملة عن سياسة التعليم الابتدائي بنفسها، ووضع الخطط لتحقيق إلزاميته، وتطوير جوانبه الفنية؛ والإشراف على أعماله الميدانية في كافة أرجاء وطننا الغالي؛؛ من سنجار حتى الجبايش، ومن القرنة حتى رانية؛؛
امرأة: وماذا لو تأخر أبوهم؛ فهو ما يزال في رحلة صيد
المعلم: أليس لك توأم وبنت
المرأة: أجل،
المدير: وقد تجاوز عمر التوأم الست سنوات، فماذا عن البنت
امرأة: ابكر منهما بسنة
المختار: سبع سنوات
امرأة: وهل في هذا خوف عليها
المعلم: لا، لا أبداً
المدير: ولكن لا بد من تسجيل التوأم في مدرستنا، والبنت عليها أن تراجع مدرسة البنات
المختار: لكننا لا يوجد لدينا مدرسة بنات، ولا معلمات
المعلم: سوف تفتح قريباً؛؛
المدير: متى؛؛
المدير: قريباً، ألم يصلك اخطار بذلك من المدير ناحية الكفل
المختار: لا لم يصلني أي إشعار بعد
امرأة: سجل لنا الوأم يأستاد
المعلم: ولكنهما بحاجة للآوراق الأصولية، هيئيها عندما يحضر والدهما، وكذا بالمرة بالنسبة للبنت،
المدير: دفتر نفوس؛ استمارة، تصاوير، وأوراق صحية؛؛
المختار: أوراق صحية؛ لكن ما عدنا دائرة صحية أقرب وحدة بالكفل؛؛
امرأة: سنهو، شلون لازم نحضر كل هذي الأوراكك؛؛
المعلم: ولا بد من حضور ولي الأمر؛؛ أي الأب؛؛
امرأة أخرى: وأنا لدي بنات همينه؛؛
رجل: عندي أولاد وبنات؛؛
المدير: أخواني، ومثل ما سمعتم، أولاد، وبنات أعمار الأولاد الخاضعين للتعليم الالزامي نعرفها من الاحصاء العام للسكان لعام 1976؛؛
المختار: معنى راح يصير عدد التلاميذ كثير؛؛ والمدرسة ما تكفي؛؛ شلون؛؛
العجوز: صحيح، شلون
الزوجة: والله وشلون لو ماتكفي المدرسة
المجموعة: صحيح صحيح؛؛ شلون شلون،، شبون ياستاد، والمدرسة لو ما تكفي شلون؛؛
المعلمك راح يقم فتح مدارس جديدة وأولها عن مدرسة البنات؛؛
(تقوم المجموعة بأداء أهزوجة شعبية؛ مصحوبة ببعض أبيات من الشعر؛؛ بينما تقوم مجموعة أخرى بالرقص، وفي هذا الخضم يعلو صوت فتى3 دخل مسرعاً )
فتى3: “يهتف” شيلوني شيلوني؛؛ ثم حدث شي ما يخطر علبال؛؛
المجموعة: سنهو شلون؛؛ كول، كول
فتى3: الإيرانيين وكعوا طيارة هيلكوبتر أمريكية
المجموعة: حيل بيهم؛؛
مجموعة أخرى: لا؛؛ لا ما يصير هيج
الكل: مصيبة؛؛
المختار: إي والله مصيبة لا توكع على راس فقارة
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (2):
طر الجواهن والهور فارش عباته
ويزهي الككصب والعككيد عيني اشحلاته
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.
المجموعة (3):
مرصيفنه وككبله الربيع بهورنه
ويه الشته بكل الطيور يزورنه
الردة “تؤديها المجاميع كافة”:
يا روجة جيبي الروجة؛؛؛
محشوفي يعرف موجه.