رأيت في حلمي
نهرا ً كبيرا ًمفعما بالسماء
وبين ضفتيه
يمتد جسر طويل
وثمة رجل منحنيا ً
بحقائبه يعبر ُ
ومع ثقل ما يحمل ُ
يكشف لي بريقُ ابتسامته ِ
وهي تضيئ فضاءها
إنه … بن مسعود !
فأبتسم ُ
فأنت من أشجارنا الباسقة
دائمة الظلال
لاتكلفنا مالا ًولا عناء
ولا تطلب شيئا سوى
أن لا نمنع عنها الندى
والطيور!
ولا نحفر أسماءنا
على لحائها ونذهب ُ
وها أنا أراك
في ذلك الطائرالقادم من الجنوب
فيتراءى لي قميصك محلقا ببياضه ِ في السماء
ليهبط على مكتنبتي
فأقول :
إنه من شجرتك … يا صاحبي !
فيا أيتها المزامير … آصمتي !
ودوزني أصواتك جيدا ً
قبل أن تحاوريه
فأنا حين أصافحه
أو أضع يدي ّعلى كتفيه
أشعر أني أعانق البحر
وعلي أن أكون ماهرا ًفي السباحة ِ
للنزول فيه … !
فشكرا لك يا ابن مسعود !
لأنك علمتني
كيف أوائم بين الكحل والزبيب*
وأقول :
ما تختصره الوردة ُ
تتسع الشفاه فيه
وهاهي ابتسامتك
تتسع بأفقها
لتدرأ عن قلبك الجميل
• إشارة إلى كتابه الأخير ( ما يختصره الكحل \ يتوسع فيه الزبيب )