هشام القيسي : المخاطبات (15و16و17و18)

hosham 8المخاطبة الخامسة عشرة

قال الراوي في جدل المسافات :

من أين تصمت الأسفار الحزينة ؟
وقد صرخ الوجع على الجدار
ومن أين أنسى أحزان الليالي ؟
وقد طافت بي مواسم الهمس
ومتاهات الأسرار .

لا
المسافات لا تغني لحرائقي
والاغنيات شفاه تعزف الرحيل على المسار
وكل غربة لا تتمنى أن تنسى الأسر
ولا كي الأشعار  ،
مهلا
أيها السكون المتنامي
في إشتعال الكلمات
إن مرافيء الشوق
ليس لها آخر
والمواقد تؤججها الأحبار .

( الرغبة تحمل في النهاية حيرة الوجود ، وهي محجوزة لا تسمح باللذة سوى للحظات غير طويلة المطاف .
وحيث تستيقظ الذكريات إلى آخر كلمة ، تصعد ثانية للألم ، عندها يحلم الشعراء بنشوات من وقت لوقت ،
وتكون الحروف مواسم غير عادية من الأعماق ، عندها تكون النيران غير صامتة ،  وتتسلسل الأيام : –

يوم
—-
يقلب أيامه في المرآة ، يقابل أشواقا شاردة ،
ويقابل صدودا يتأرجح عبر أسراب لا تحصى
هكذا عبر مسافات مطوية
يحتشد في الجهات .

وحده حسرة ،
وحده رحلة
تشرب نخب الأسماء .

يوم
—-

ايام مسدلة ، دموع مطرزة بحسرات خفيفة الظل .
هذا كتاب عاشق
غيمته الذكريات .

يوم
—-
الخطوة تنحني لنبضة غير يتيمة .
الخطوة مفتاحي

يوم
—-

عبر شمعة أحادية
تبرق حرقة الحكمة
كي تتدفأ في السماء .

يوم
—-

في منتصف المسافة
كي لا يؤرق النشيد
يكنس الليل ديونه
ويكنس سيرة الألم .

(( لحن غير شارد : عن عازف لم تنصرف عنه الأصوات ))

في حلمه المخمور
وجع يقاسم بكاء العشاق
وعلى أبواب البيوت
يسيل أصواتا
تطير بها اللهفات
إنه يمشي
إنه ينادي
ليؤجج الليل
من بعيد ،
وعبر الأوراد
يمسح صخب الإجهاد
هكذا يرغب في يومه الطويل
هكذا ينزف في المسافة
فما زال يغني
وفي عروق الهوى يشهر الأغنيات .

  المخاطبة السادسة عشرة

عذرا
لا بد من عزف الأوتار
من بعيد حلم يعود
في أول همس جديد
أن تسأل الأشياء
وكل الطرقات المسفوحة
فقد غفوت على اتساع
المواسم الهاربة
وعلى انفتاح الدموع
بل استوقدت
في دوامات صامتة
صدى ماله رجوع .

اليوم تطوف هذي الشجون
وتغازل الأسئلة في الضلوع .

نعم تتسع بك الأيام
وتسرع
ويوم تشاغل الطرقات
تسألك نافورة الذكريات
وتقود إليك
أشواقا ليس لها آخر
لكن حتام تبقى؟
يقيدك
الحزن
المستبد .

  المخاطبة السابعة عشرة

ترتعش
عبر
نبض
الروح ،
ساكن
في
عيون
أسفارك
حارس
ضائع
في
متاه
العمر
وفي
ملكوت
الرحيل
تتسلل
داخل
ما تعرف
وما لا تعرف
أهذي
هي
مدونة
الحرائق ؟
ماذا
تقول
للقصائد
غير
المحنطة ؟
وكيف
تتفرس
في
ممالك
تناغم
العشق ؟
ثم
كيف
تسافر ؟
في
أوقات
لاتلوح
بمنتهى
الوجد
تذكر
في
أبجدية
الأسماء
فنارات
تغني
وفي
الحب
المفتوح
متسع
من أغنيات
تفيض .

   المخاطبة الثامنة عشرة

كان لك ذات يوم بكاء ينام
وكان يلوح في الذكريات
ولا ينام
لا يسأل
هذا افق يفرغ أحزانه
إ ذ تتسلل الأيام
تعود دون غناء ،
وكنت على شجر الليل
دموعا ناصعة لا توصد أبوابها
بل تنحدر سيولا
تقذف في وجوه العشاق مدهشات
ثم تدهش الأغنيات
وكنت في شهقة العناق
تنساب أوراقا
تقلم أوراق الوصول .

هي المتاريس الآن
والنوافذ اليابسة
تخرج منها حدود القفار
لا تراود أحلامها
بين الورود والخناجر
ولا تصل لهذا العطر المرئي
في جوف النار ،
وهي التماثيل
والجوع
والجنون ،
وهي العظام
والموت
والقناديل الحزينة
تستبيح الحرمات
وتهتف بين أنهار الجوع
تفتش عن انتقام
له ألف ألف وجه
وفي الظلمات
ترقص على خرائب البلاد .

الأحزان تحتل صدرك
وفي الاشعار
ليس سوى قلب مكسور
فاتحته كلمات
تسرد انحناء السطور .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *