لمَ الخوفُ من الرصاصْ ..؟
الأمر ليس بتلك الصعوبة
قليلٌ من الاسترخاء كي نموتَ بأمان
نحن الأبرياء إلا من المحبة ..
**
وحفيف الرصاص ينبعث من حوافي الجحيم
أتذكر كلَّ الأمنيات المؤجلة
كلَّ الموسيقى التي تمنيت لو عزفها لي
حبيبٌ لم أره بعدْ
كل الرقصات التي رقصتُها في ليلٍ موحش
………………….
في حفيف الرصاص أتذكرك
وأنت تلوبُ : دثّريني
**
حين ينبعث الرصاصُ يسود الصمت
لماذا ..؟
أهو موسيقى ..؟
**
في كل رصاصةٍ موت
أ.. في كل رصاصة … حياة ..؟
في كل رصاصة دمعة
أ.. في كل رصاصة بسمة ..؟
أين تختفي الحياة وابتساماتها إذ يحلّق الرصاصْ ..!
**
إذ ينطلق الرصاصُ يتكسر كريستالُ الحياة
لماذا ..؟
**
إنها الصحراءُ ، رحبة وبريئة
حِداؤها شجيٌّ يهدهد الحنين
وانتم قادمون منها
لماذا تقتتلون إذاً ..؟
**
إذ ينطلق الرصاصُ تنغلق الملاعب
يتجهم وجه طفل كان مبتسما
يتكدر شعاع الحرير وينكفئ المرجان
…………….
إذ ينطلق الرصاصُ
ينطفئ السرُّ وتذبل الحوريات
لماذا يطلقون الرصاص إذاً …؟
**
الرصاص ينهمر ُ
والقمر يتحسَّرْ
**
الرصاص ينهمرُ
وموعد الحب يتأجلْ
**
الطفل يحسبُ الرصاصَ قناديلَ فرح في الظلام
فيصفق بابتهاج
**
إذ ينهمرُ الرصاصُ في العتمة
ألتفتُ لشلال الضوء ، لحبكْ .
**
بيتي لم يعد سجنا أميناً
ليتهم يأخذونني لسجنٍ آمنْ
يُقفلونه عليَّ ويتركونني لأجف
علَّ الغزالة السجينة في روحي
تكسر أغلالها ..
**
الدمعة لم تعد تشرق
مذ عرفتْ أنها تبوح بسري
الدمعة تحولت لجمرةٍ تشعلُ الفجاجْ
**
دعوا الرصاصَ يسترحْ
انه كائن بريءٌ يّتعبُ هو الآخر
دعوه ينزع ملابسهُ القديمةَ ويستحم
دعوه يتأملُ ما يفعل
فللرصاص أسرارهُ ومكابدةُ اشتعاله..
**
هناك رصاصٌ أحبه
ينهمر كلما كبرت مسافات غيابك
**
حين ينطلق الرصاصُ
أحكي له قصة مُزنةٍ أنتظرها من قرون
فيغضي خجلاً
ويتجاوزني
**
كلما مرقت الرصاصةُ قربي
أخبرها أني على موعد معكْ
فتتخطاني
هل الرصاصةُ أحنى من إنسان ..!
**
اقتربْ مني ، اقتربْ
ليكفَّ الرصاصُ عن الهدير
اقتربْ مني
ليزيح الحبُّ دخان الشظايا
وليعرفَ الرصاصُ كم اقترف من خطايا
وكم أجّل من مواعيد
**
مع كل رصاصةٍ
أزرع وردة بيضاءَ لطفل خائف
**
مع كل رصاصةٍ
يبزغ وجهك هادئا
كليلٍ شتائيٍّ مشمس
**
مع كل رصاصة أتذكرُ نقوش أناملك
وهي تحيط بالتراتيل خوفي
**
مع كل رصاصة
أسمع صوتك يدعوني لنزهة
فأنسى الرصاصَ واتبعكْ .
**
في الغروب يتضاعف صوتُ الرصاصِ
وتقترب عيناك مني
تمسح بالتعاويذ الثقوب التي خلفها الرصاصُ
في فنجان قهوتي
**
مع كل رصاصةٍ
أتذكر مناهجَ التأويل ونظريات القراءة
وأتذكر بلا حدود أجنحة الموسيقى وشعاع أناملك ،
وأتحسر ..
**
أيتها الرصاصة الآتية من الظلام
دعيني أصلي بهدوء
كي تصلَ السماءَ تراتيلي
**
أقولُ للرصاصة القادمة
ازرعيني في رابية رحبة
ولا تدحرجيني في الوديانْ
فقد تعب قلبي من كهوف ظلت معلقة في المنفى
لم تعرف غيرَ سيول الدماء ..
**
أوقفي الزمن أيتها الرصاصةُ
أوقفيه
ليبصر الضحايا الذين ابتلعتهم لحظةُ احتراب واحدة
في غياب سر النور عنها
**
مطرك يفاجئني بعبيره
كلما انهمر الرصاص
**
لن أتكلم أكثر
فالكلام يكسرُ هيبةَ صمتٍ شاسع
تركنا فضاءَهُ من زمن للرصاص
**
قلتَ لي ما قاله العطارُ في منطق الطير
إنّ كلَّ كنز عليه طلسم ، إذا حُلَّ فُتح الكنز
والعالم نقوشٌ لو أدركتاها عُرف السرُّ
وصمت الرصاص
**
قلتُ للقصيدة : تألقي ..
قالتْ … والرصاصْ …؟
**
إذ تنطلق الرصاصةُ أقول لحبكَ لا تغادرني
لأختبئ في ألق حزنك ،
وأرتبكَ في انكسار الموجة .
**
كلما انهمر الرصاصُ
أتذكر كم خانتني الملاذات
**
الطيورُ التي تخاف انهمار الرصاص
تشعل بي حنين المنافي لدرس وادي الاستغناءْ
كي يتوقف صدأ القلوب عن الاستعلاء *
**
تعبتُ أيها الرصاصُ من الوحشة
ألم تتعب أنت من الضوضاء ..؟
تعبتُ ، فخذني إليهم
أولئك الذين غرَّتهم الناياتُ
فعلقوني على أعواد المحنة ، وغابوا .
**
أمطرْ أيها الرصاصُ ، أمطرْ
لأنك مثلُ كل مطر
ستتوقف ..!
في النص إشارتان للعطار النيسابوري
الئلائاء 23 – 4- 2013