كتاب ” اشتغالات بصرية شكسبيرية ” ( 208 صفحات ) الصادر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة مؤخرا ، هو آخر مؤلف للراحل الكبير ” قاسم محمد ” . ويأتي هذا المؤلف ضمن مشروع الأستاذ ” قاسم محمد ” في المسرح الصوري الذي قدم في إطاره من قبل : تجارب مسرحية عربية في المسرح البصري ( جزءان – 2004 و2005 ) ، والصلب الدامي – 2004 . ويمثل هذا المنجز الذي أهداه قاسم محمد إلى المبدع سامي عبد الحميد تحديا جبارا خاض بحره العاتي المبدع الراحل باقتدار . وهذا ما أشار إليه كاتب “المدخل – ص 9 ” حين قال :
(( لعل هذا هو التحدي الذي يأتي به المسرحي العراقي المجوّد قاسم محمد إلى قراءة تأويلية جديدة لواحد من ألمع مسرحيي الكون – وقلّ أن جاد الزمان بمثله ) . وفي مشروعه الجسور هذا ينطلق قاسم محمد ( من إعادة نظر مشهدية بصرية عقلية فكرية في النص ( بلا قدسية مفتعلة ، وبلا أبوية ليست ضمن حق المخرج في القراءة ) لنجد أنفسنا أمام ” خلق جديد ” . وهكذا هو الفن )) . يتكون الكتاب من قسمين يتضمنان مراجعة تأويلية باهرة وإعادة تشكيل دلالية ونفسية عجيبة غريبة تعبر عن إبداع قاسم الخارق : في القسم الأول يعيد كتابة مسرحية عطيل التي يمزجها بمشاهد مبتكرة من مسرحية هملت ، وفي القسم الثاني ( الحريق ) يقدم تناصا مع مسرحية شكسبير : ” الملك لير ” . وقد وصفنا محاولة قاسم محمد بالخارقة وبالعجيبة الغريبة لأن هذين العملين لو توفرت لهما الترجمة إلى الإنكليزية فإنهما سيمثلان محاولة تجديدية فذة في التعامل مع التراث الشكسبيري .
دمت ( أبو زيدون) في عليين