اصدر اتحاد الادباء والكتاب العراقيين في البصرة طبعة ثانية من رواية ( جواد السحب الداكنة ) للروائي الشهيد عبد الجليل المياح عن دار الينابيع السورية للطباعة والنشر والتوزيع .ويحمل هذا الاصدار قيمة فنية ومعنوية ، باعتبار ان هذه الرواية من الروايات العراقية الفنية المبكرة لروائي بصري ، وباعتبار اخر يتمثل بذلك الاهتمام المتميز بالنتاج الابداعي البصري متمثلا بالاصدارات التي داب الاتحاد على اصدارها بعناوين متنوعة في القصة والشعر والنقد بالتزامن وانعقاد دورات مهرجان المربد السنوية . اما اصدار الطبعة الثانية من رواية ( جواد السحب الداكنة ) التي صدرت طبعتها الاولى عام 1968 ، فيشير الى بعث ذلك النزوع الانساني والابداعي الاصيل والمترسخ في الذات البصرية الذي يرى في الاخر القرين والشريك ويعني الاكتمال والتالق . واذا كانت هذه الرواية قد صدرت وهي تحمل اسم الاتحاد ، فالمعروف ايضا ان من وقف وشجع وساند اصدارها هم مجموعة خيرة ومعروفة من ادباء المحافظة .
صدرت الطبعة الاولى من هذه الرواية عام 1968 عن مطبعة الغري الحديثة في النجف الاشرف وعلى نفقة مؤلفها .وجاء صدورها بعد سنتين من صدور رواية ( النخلة والجيران ) للروائي غائب طعمة فرمان التي يعدها بعض النقاد العراقيين البداية الفنية للرواية العراقية .
ورد في المقدمة التعريفية التي كتبها الناقد جميل الشبيبي للطبعة الثانية للرواية ان هذه الرواية ( كانت تمثل عطاء مبكرا وواعدا في كتابة الرواية الفنية في العراق في وقت لم تتحدد فيه بعد تلك المعالم الفنية والجمالية في السرد الروائي العراقي والعربي ، وقد اتضح منذ وقت مبكر نسبيا ( 1968 ) قدرة هذا الروائي على اقتراح انساق جديدة في السرد الروائي : كالتناوب وبناء المشاهد السردية من وجهات نظر مختلفة اضافة الى تلك الحيوية التي اتسم بها الحوار بين شخوصها ، الامر الذي اسهم في بناء شخصيات الرواية ، وايضاح ملامحها الفردية خلال هذا الحوار ، الذي كان متسقا مع الاجواء الخاصة بذلك المجتمع الفاسد . كما ان هذه الرواية قد اسست مسارها الفني ببناء مجتمع صغير مرفوض وهو يتطلع الى افق انساني رحب .
والروائي عبد الجليل المياح من مواليد مدينة البصرة بداية اربعينيات القرن العشرين ، اسهم بشكل فاعل في تشكيل التجمعات الثقافية في البصرة ، وقد اثمرت جهوده مع مجموعة من ادباء المدينة في اصدر عددين من المجموعة القصصية المشتركة التي سميت وقتها ب( 12 قصة ) لقاصين بصريين كانوا في بدايات حياتهم الادبية ، وكان الهدف من اصدار هاتين المجموعتين كسر رتابة النشر والتمرد على ضوابطه الصارمة .
كان الراحل يؤمن ايمانا عميقا برسالة الادب في الحياة ، وان هذه الرسالة ينبغي ان تتحدد في الانتصار للمسحوقين والمظلومين وفي اعلاء شان الحرية والعدالة ، ولذا حفلت قصصه القصيرة التي نشرها بنماذج من بسطاء الناس من الكسبة والعمال والباعة وهم يحتجون على شرطهم اللانساني الذي وجدوا فيه ، ولم يكتف بهذا الموقف الادبي وانما عزز ذلك بانتماء السياسي الذي كلفه حياته عام 1981 عندما اقدم الفاشست على اعدامه .
صدور طبعة جديدة من رواية (جواد السحب الداكنة)
تعليقات الفيسبوك