(إختصروا إختصروا حتى كأن كلامكم يكون إمضاء)
بهذا القول المأثور الثر افتتح العدد المزدوج الثالث والرابع من مجلة “إمضاء” الثقافية العراقية التي تعنى بفن القص والذي صدر مؤخرا . جاء العدد حافلا بالنصوص والمقالات والدراسات ، وافتتح بمقالة جميلة وشاعرية للقاص سعد محمد رحيم قال فيها :
(الكتاب السردي الرائع هو الذي يقيم كرنفالا للكلمات ، للغة ، لجمال اللغة . إن الواقع والحقيقة تختنقان في المتن حين تشحب اللغة او تتيبس أو تلبس رداء غير لائق ، والسارد القدير هو الذي يعتق اللغة ويدعها تحلم – ص 10) .
وكأنها وصيّة أو إطار عملت هيئة التحرير على وضعها أمامنا من خلال النتقاء الدقيق والرائع للنصوص المختارة في هذا العدد .
ضم العدد نصوصا قصصية لنخبة لامعة من كتاب القصة العراقيين منهم : جمعة اللامي ، لؤي حمزة عباس ، محمود سعيد، جابر خليفة جابر، حميد المختار ، حامد فاضل ، محمد علوان جبر، محسن الخفاجي ، علي حداد ، خضير فليح الزيدي ، محمد سعدون السباهي .. وغيرهم .
كما ضم مقالات نقدية للدكتور سمير الخليل عن رواية مملكة البيت السعيد لحنون مجيد ، والدكتور جاسم خلف إلياس عن مجموعة مصاطب الآلهة للراحل محمود جنداري ، ووارد بدر السالم عن رواية كراسة كانون لمحمد خضير ، وكاظم حسوني عن رواية صحراء نيسابور لحميد المختار ، واسماعيل ابراهيم عبد عن رواية الميتة الثالثة والأخيرة لعبد شويع .
كما أجرى رئيس التحرير حيدر عبد المحسن حوارا مهما مع القاص الكبير محمد خضير عنوانه : “نساء المملكة السوداء كلهن حقيقيات” .
واشتمل العدد على ثلاث دراسات للدكتور حسن سرحان جاسم وخالد علي ياس وسعد سعيد ، وملفا عن القاص الرائد عبد الرزاق الشيخ علي لمحمد خضير سلطان ، وشهادات لجاسم عاصي ومؤيد البصام وشاكر الأنباري وعلي السباعي . وختم العدد بأماني هيئة التحرير ، والمجلة تدخل عامها الثاني ، لخصها الكاتب أسعد الهلالي بالقول :
(هل نستطيع أن نقول : أحبتي أننا لسنا حالمين ؟ تدركون وندرك معكم أن في البدء كانت كلمة ، وهذه الكلمة مقدر لها أن تدوم ولن تطمس أبدا مهما كانت الأمواج عالية وتحاول تكبيلها بالقيود . التاريخ يعلمنا ذلك على امتداد التجارب والعصور. من أجل ذلك يحدونا طموح أن تكون نصوصنا شاهدة على عصرنا الذي نعيش – ص 339و340) .
إن قراءة دقيقة لمحتويات هذا العدد من مجلة إمضاء يؤكد أنها إضافة نوعية لمسار الثقافة العراقية عموما والسردية خصوصا .
تحية لمجلة إمضاء المباركة ، وهيئة تحريرها المثابرة وهي تموّل نفسها بنفسها في هذا الظرف الصعب .
صدور عدد جديد من مجلة “إمضاء”
تعليقات الفيسبوك
تحية طيبة
كيف الحصول على نسخة من المجلة؟ وشكرا