شخصيات المسرحية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ـ الملك
2 ـ الملكة
3 ـ الأمير ـ افريم
4 ـ الأميرة ـ فايا
5 ـ الزوج ـ أيلا
6 ـ الزوجة ـ ايلدا
7 ـ الكاهن الأعظم
8 ـ الكاهن
9 ـ الساحرة
10 ـالحاجب
11 ـ الوصيفة
12 ـ الخادمة الأولى
13 ـ الخادمة الثاني
14 ـ زوج الخادمة الأولى
15 ـ خطيب الخادمة الثانية
16 ـ الحطاب
17 ـ حرس
18ـ كهنة
البداية
صالة في قصر الملك ،
خادمتان ترتبان الأثاث
الأولى : ” تتوقف عن العمل ” الجو رائع ، في
عيد أكيتو ، هذا العام .
الثانية : ” تنظر إليها ” العيد عندك رائع ، حتى
لو كان الجو غير رائع .
الأولى : ” تبتسم ” سيأتي خطيبك ، وسترين
العيد أنت أيضاً رائعاً .
الثانية : لن يأتي هذا العيد ، فهو منهمك في
الحروب ، التي لا تنتهي .
الأولى : ستنتهي عاجلاً أو آجلاً ، ويغدو حتى
شباط عندك رائعاً .
الثانية : ” تنكب على العمل مبتسمة ” اعملي ،
جاء الحاجب .
الحاجب : ” يدخل متجهماً ” كفاكما ثرثرة ،
أسرعا في العمل .
الأولى : نحن نعمل بجد ، كما ترى .
الثانية : وأوشكنا أن ننتهي .
الحاجب : أسرعا ” يتجه إلى الخارج ” الأميرة
قادمة .
الثانية : الوقت مازال مبكراً .
الأولى : إنها تأتي كلّ يوم ، قبل الملك والملكة .
الثانية : طبعاً ، فخطيبها ليس في الحرب ، مثل
خطيبي .
الأولى : ” تعمل ” انتبهي ، ها هي الأميرة هيلما
قادمة .
هيلما : ” تدخل متلفتة ” لا أرى أحداً هنا ، آه .
الثانية : ” تنظر إلى الأولى ” ….
الأولى : طاب صباحك ، يا مولاتي .
هيلما : لم يأتِ الأمير .
الأولى : لا يا مولاتي ، لم يأتِ .
الثانية : الأمير خرج مبكراً ، يا مولاتي ، ولم
يعد بعد من جولته على مهره الجديد .
الأولى : ربما يأتي ، بعد قليل ، يا مولاتي .
هيلما : أنجزا عملكما بسرعة ” تنظر إلى
الخارج ” ها هو جلالة الملك والملكة
قادمان .
الأولى : ” تتجه إلى الخارج ” أنجزنا عملنا ، يا
مولاتي .
الثانية : ” تتبع الأولى مسرعة ” ….
الأولى : ” تخرج ” ….
الثانية : ” تخرج في أثرها ” ….
هيلما : عيد أكيتو بلا .. آه من الأمير .
الحاجب : ” عند الباب ” مولاي جلالة الملك
وجلالة الملكة .
تدخل الملكة عابسة ،
ويدخل بعدها الملك
هيلما : ” تسرع إلى الملكة ” عيد أكيتو سعيد ،
يا مولاتي .
الملكة : وسعيد عليك ، أيتها الأميرة .
هيلما : ” للملك ” مولاي ، عيدك سعيد .
الملك : للجميع ، يا صغيرتي ، فلا أروع من
السعادة ، في عيد أكيتو ، أو في الأيام
الأخرى .
الملكة : ” للأميرة ” لا أرى الأمير معك .
الملك : ” يغمز للأميرة ” ربما هو في المعبد ،
يصلي للإلهة عشتار .
هيلما : بل في البرية ، يا مولاي ، يجري على
مهره الجديد .
الملكة : ” تهز رأسها ” ….
الملك : دعيه يتمتع ، فقد لا يتاح له هذا ، في
المستقبل ؟
الملكة : ” تنظر إليه ” ….
الملك : أعني عندما يتقدم به العمر ، ويشيخ ،
مثلي .
الحاجب : ” عند الباب ” مولاي .
الملك : ” ينظر إليه ” ….
الحاجب : الكاهن الأعظم .
الملك : ” فليتفضل .
الحاجب : ” يخرج ” ….
يدخل الكاهن الأعظم ،
وينحني للملك والملكة
الكاهن : ” للملكة ” عيد أكيتو مبارك ، يا مولاتي
، وكل عيد وأنتم بخير .
الملكة : بوركت ، أيها الكاهن الأعظم .
الكاهن : ” للملك ” عيد مبارك ، يا مولاي .
الملك : مبارك للجميع ، شكراً .
الكاهن : ” للأميرة ” في العيد القادم ، يا أميرتي
، أكون قد عقدتُ قرانك على أميرنا
المحبوب .
الملكة : ” تنظر إلى الملك ” ….
الملك : بعون عشتار .
هيلما : ” بدون حماس ” أشكرك .
الكاهن : مولاي ، كلّ شيء جاهز في المعبد ،
للبدء بمراسيم عيد أكيتو الكبير .
الملك : هذا جيد .
الملكة : تتلفت ” ….
الكاهن : الأفضل ، يا مولاي ، أن نتجه الآن إلى
المعبد .
الملكة : لكن الأمير لم يأتِ بعد .
الملك : لنذهب نحن إلى المعبد ، وليلحق بنا
هناك عند عودته .
الملكة : هذا إذا عاد .
الكاهن : مولاي .
الملك : لنتحرك ” يشير للملكة ” ..
الملكة : ” تسير عابسة ” ….
الملك : ” للأميرة ” هيا ، بنيتي .
هيلما : عفواً ، سأنتظر حتى يأتي الأمير ، ثم
نلحق بكم .
الملك : ” ينظر إليها صامتاً ” …..
الملكة : ” دون أن تتوقف ” هيا ، لا أريد أن
نتأخر عن مراسيم العيد .
الملك : ” للأميرة ” سننتظرك ، يا صغيرتي ،
لا تتأخري .
هيلما : إن شاءت عشتار .
الملك : ” يتبع الملكة ” ….
هيلما : آه عشتار .
الكاهن : ” يسير وراء الملكة والملك ” ….
الجميع يخرجون ، الأميرة
تبقى في الصالة وحدها
إظلام
المشهد الأول
أمام باب الكوخ ، يقبل من
الداخل الزوج ثم الزوجة
اميلدا : ليتك تبقى اليوم ، وترتاح قليلاً .
أيلا : ” لا يتوقف ” لدي عمل ، وعليّ أن
أنجزه .
اميلدا : تبدو متعباً ، فأنت لم تنم البارحة ، إلا
في ساعة متأخرة من الليل .
أيلا : ” يبطىء ” هذا يعني أنك أنتِ نفسك لم تنامي .
اميلدا : لا ، نمتُ ، لكن بعد أن نمتَ أنت .
أيلا : ” يتوقف ويهز رأسه ” ….
اميلدا : ” تقترب منه ” كنتَ ، في البداية ،
تؤجل عملك ، وتتفرغ لي .
أيلا : لم نعد في البداية ، يا أميلدا .
اميلدا : ” تبتسم ” أتذكر .. ؟
أيلا : ” ينظر إليها ” …..
اميلدا : قبل تلك البداية ، قلتُ لكَ ..
أيلا : اميلدا ، ربما هذا ليس وقته .
اميلدا : أحبك .
أيلا : ” ينظر إليها ” ….
اميلدا : وقتها لم تنظر إليّ هذه النظرة .
أيلا : أنت اليوم عاطفية جداً .
اميلدا : لم تجبني ، لكني عرفت ردك .
أيلا : ” يهز رأسه ” …..
اميلدا : قلتُ لك ، أريد أن أنجب منك عشرة
أبناء يشبهونك ، وبنت واحدة تشبهني .
أيلا : ” يطرق رأسه ” ….
اميلدا : ” تبكي بصمت ” ….
أيلا : لا تبكي ، يا اميلدا .
اميلدا : مرت عشر سنوات ، ولم أنجب طفلاً
واحداً أو طفلة .
أميلا : لا عليك ، هذا قدرنا .
اميلدا : أريد أن أسعدك .
أيلا : أنا سعيد . .
اميلدا : ” تهز رأسها باكية ” ….
أيلا : أنا سعيد بك .
اميلدا : ربما ، لكنك تريد طفلاً ، وهذا حقك .
أيلا : وكذلك أنتِ .
اميلدا : نعم أريد ، من أجلك أولاً ، ومن أجلي ،
أيضاً فأنا أحبّ الأطفال .
أيلا : أعرف ، أعرف ، لكن لا خيار .
اميلدا : ” تنظر إليه دامعة العينين ” ….
أيلا : والآن ” يتراجع ” لابد أن أذهب .
اميلدا : سأنتظرك هنا .
أيلا : ” يتجه إلى الخارج ” لن أتأخر .
اميلدا : رافقتك السلامة .
أيلا : ” يخرج ” ….
اميلدا : آه الفتيات اللواتي تزوجن معي ،
واللواتي تزوجن بعدي ، أنجبن .. وأنجبن
، وأنا بطني كهذه الأرض قاحلة جرداء ،
أيتها الآلهة ، إنني امرأة ، أريد طفلاً ، أو
طفلة ، لا أكثر ” تنهنه باكية ” آه .
تظهر عشتار ، وبيدها شجيرة
خضراء ، وتتقدم من الزوجة
عشتار : طاب صباحكِ .
اميلد : ” تنظر إليها مذهولة ” ….
عشتار : ” مبتسمة ” حييتك ، يا ابنتي ، وتمنيت
لك صباحاً طيباً .
اميلدا : من !
عشتار : من ترينه .
اميلدا : عشتار !
عشتار : ” تهز رأسها مبتسمة ” ….
اميلدا : الإلهة .. عشتار !
عشتار : سمعتكِ تبكين ، فجئتُ إليك .
اميلد : منذ عشر سنوات ، وأنا أبكي .
عشتار : أعرف .
اميلدا : وتعرفين السبب ، يا إلهتي .
عشتار : أعرف .. أعرف .
اميلدا : أريد طفلاً .. أو طفلة .
عشتار : ” تقدم لها الشجيرة ” خذي ، يا ابنتي .
اميلدا : ” تنظر إليها ” إنها شجيرة .
عشتار : شجيرة خضراء .
اميلدا : لكني أريد طفلاً أو ..
عشتار : خذيها وازرعيها .
اميلدا : ” تأخذ الشجيرة ” لا فائدة ، فالأرض هنا
، كرحمي قاحلة ، لا تنبت .
عشتار : ازرعيها هنا ، أمام الكوخ ، وارعيها
كما ترعى الأم طفلتها .
اميلدا : سأزرعها ، وأرعاها ، وأرويها كلّ يوم
بدموعي .
عشتار : لا ، ارويها بماء من البئر ، وستنمو
وتكبر وتثمر فرحاً .
اميلدا : أشكركِ .
عشتار : والآن سأذهب .
اميلدا : مولاتي ..
عشتار : : تختفي ” ….
اميلدا : ” تتلفت مذهولة ” اختفت ، أهو حلم ” تنظر إلى الشجيرة ” لكن ها هي أعطيتها ، شجيرة خضراء .
عشتار : ” من الخارج ” ازرعيها .. ازرعيها .. ازرعيها .
اميلدا : فلأزرعها ، أعطية الإلهة عشتار هذه ، وانتظر ، لعلها تثمر .
تحفر التربة بيديها ،
وتبدأ بزراعة الشجيرة
اميلدا : سأزرعها هنا ، كما قالت الإلهة عشتار ، وأرويها كلّ يوم بماء البئر ، من يدري ، قد تنمو مع الأيام ، وتكبر ، وتأتينا بالفرح .
أيلا : ” يدخل ويتوقف منصتاً ” ….
اميلدا : لقد حُرمنا من الأطفال ، ومعهم حُرمنا الفرح ” تثبت الشجيرة الخضراء ” سأسميها شجرة الفرح .
أيلا : اميلدا .
اميلدا : ” تلتفت إليه ” ….
أيلا : أنت تحدثين نفسك مرة أخرى .
اميلدا : أيلا ، كدت أفقد عقلي سابقاً ، حتى صرت أحدث نفسي ، الآن اطمئن ” تنظر إلى الشجيرة ” إنني أزرع الفرح .
أيلا : ” يقترب منها ” الشجيرة الخضراء هذه ، لن تنمو هنا .
اميلدا : بل ستنمو ، يا أيلا ..
أيلا : أنظري حولك ، هل ترين نبتة واحدة في هذا الخلاء ؟
اميلدا : مع هذا ستنبت ، ستنبت بالتأكيد ، وتثمر فرحاً .
أيلا : إنها شجيرة ..
اميلدا : أعرف .
أيلا : عبثاً تزرعينها هنا .
اميلدا : عشتار لا تخطىء .
أيلا : ” ينظر إليها متشككاً ” ….
اميلدا : ما تعطيه عشتار حياً يبقى حياً .
أيلا : اميلدا .
اميلدا : هذه الشجيرة أعطتني إياها الإلهة عشتار .
أيلا : عشتار !
اميلدا : قدمتها لي بنفسها ، وقالت .. ازرعيها ، وستأتيك بالفرح .
أيلا : ” ينظر إليها صامتاً ” …
اميلدا : سأرويها كلّ يوم بماء البئر ” يتهدج صوتها ” وستنمو .. وتكبر ..
أيلا : كفى يا زوجتي .
اميلدا : ” باكية ” وتأتينا بالفرح .
أيلا : ” يحضنها ” كفى ، يا اميلدا ، كفى .
اميلدا : أريدك معي .
أيلا : ” يربت على ظهرها ” أنا معك ، وسأبقى دوماً معك .
اميلدا : ” تكفكف دموعها ” سأرعاها ..
أيلا : وسأرعاها معك .
اميلدا : وأجلب لها الماء من البئر ..
أيلا : معاً سنجلب الماء .
اميلدا : ” يتهدج صوتها ” وستنمو ..
أيلا : ” يجاريها ” وتكبر .
اميلدا : وتأتينا بالفرح .
الزوج يهز رأسه ،
الزوجة تعانقه باكية
إظلام
المشهد الثاني
اميلدا تقف قرب
الشجرة ، وتنظف أوراقها
اميلدا : ها هي شجرتنا تنمو وتكبر ، تنمو وتكبر ، حتى تثمر ، آه ترى ما الفرح الذي ستثمره هذه الشجيرة ” تنادي ” أيلا..
أيلا : ” من الداخل ” ما الأمر ؟
اميلدا : تعال يا أيلا ، تعال ، تعال .
أيلا : ” يدخل ” إياكِ أن تقولي لي ، أريد ماء من البئر ، إنني متعب .
اميلدا : أعرف أنك متعب ، ولهذا أحضرت من البئر ما يكفي من الماء .
أيلا : هذا حسن ، تفضلي .
اميلدا : ناديتك لتنظر إلى شجيرتنا ، الشجيرة الخضراء .
أيلا : إنني ، وحسب طلبك ، أنظر إليها كلّ يوم مرات .. ومرات .
اميلدا : أنظر إلى أوراقها ، ما أجملها وأنظرها ، أليست هي كما توقعتها منذ البداية .
أيلا : أعترف إنها حية ، حتى الآن .
اميلدا : وستبقى حية .
أيلا : هذا ما أتمناه ، من أجلك على الأقل ” يهم بالعودة ” ها إني قد نظرت ، والآن هل أعود ؟
اميلدا : الخيار لك .
أيلا : ” يتجه إلى الكوخ ” سأعود إذن .
اميلدا : أشكرك .
أيلا : ” وهو يدخل الكوخ ” ناديني إذا أردت أن أنظر إلى الشجيرة مرة أخرى .
اميلدا : ” تضحك ” آه يا عشتار ، أعطيتني حبيباً من ذهب ، فقط لو تعطيني منه طفلاً أو طفلة .
تظهر عشتار فجأة ،
اميلدا تهب واقفة
اميلدا : عشتار !
عشتار : طاب صباحك .
اميلدا : صباحك الطيب ، يا إلهتي .
عشتار : ” تتأمل الشجيرة ” واضح أنك تعتنين بهذه الشجيرة .
اميلدا : هذه شجيرة مباركة ، يا إلهتي ..
عشتار : ” تبتسم ” ….
اميلدا : سأقدسها ، فهي هبتك لي ، ولزوجي الحبيب أيضاً .
عشتار : أنتما تستحقانها .
اميلدا : إلهتي ..
عشتار : تنظر إليها ” ….
اميلدا : أخشى الحسد إذا قلتُ ..
عشتار : ” تبتسم ” لا تخشي شيئاً ، تكلمي .
اميلدا : هبتك ، شجرتنا ، إنها تنمو وتكبر بسرعة غريبة .
عشتار : وستثمر أيضاً بهذه السرعة .
اميلدا : مولاتي .
عشتار : ستفرحان .
اميلدا : إلهتي ، إنني أنتظر .
عشتار : لن يطول انتظارك .
اميلدا : ليتني أعرف حقيقة ثمار هذه …
عشتار : ” تتطلع إلى الخارج ” آه جاء .. فلأذهب ” تختفي فجأة ” .
اميلدا : ” تتلفت حولها ” إلهتي ، عشتار ، يا للآلهة ، لقد اختفت ” تنصت ” جاء ! من تعني الإلهة عشتار ؟ ” تنصت ” نعم ، أحدهم قادم ، أسمع وقع حوافر حصان ” تنصت ” لقد توقف قريباً ، ترى من يكون هذا.. الجاء ؟
يدخل الأمير أفريم ، يرى
اميلدا ، فيتقدم منها
افريم : طاب صباحك .
اميلدا : ” تتأمله متوجسة ” وصباحك ، يا ..
افريم : ” مبتسماً ” يا .. ؟
اميلدا : ” مترددة ” الأمير ؟
افريم : ” يدور حول نفسه ” أنظري إليّ .
اميلدا : أنت الأمير .
افريم : لكن ملابسي ..
اميلدا : الأمير ليس بملابسه .
افريم : هذا كلام جميل .
اميلدا : أهلاً بالأمير .
افريم : ربما رأيتني من قبل .
اميلدا : لا يا مولاي ، هذه هي المرة الأولى ، التي أراك فيها .
افريم : ” يهز رأسه ” هناك سرُ َ .
اميلدا : ” تبقى صامتة ” ….
افريم : لن أسألك عنه ” يرى الشجيرة ” آه يا لها من شجيرة .
اميلدا : ” تبدو قلقة ” ….
افريم : السر ..
اميلدا : مولاي ، قلتَ لن أسألكِ .
افريم : ” يضحك ” بل سأسألكِ .
اميلدا : مولاي .
افريم : هذه الشجيرة ..
اميلدا : الشجيرة الخضراء .
افريم : يبدو أنها سر أيضاً .
اميلدا : مولاي ، إنها كما تراها ، مجرد شجيرة .. شجيرة خضراء .
افريم : هذا ما يبدو ، لكن ..
اميلدا : ” تلوذ بالصمت ” ….
افريم : الأرض التي حولكم ، أنظري ، كلها عاقر ..
اميلدا : تبدو مجروحة ” ….
افريم : لم تنبت نبتة واحدة ..
اميلدا : هذا صحيح ، يا مولاي .
افريم : عدا هذه الشجيرة الغريبة .
اميلدا : ربما هذا يعني ، أن الأرض ليست عاقراً تماماً ، وأنها قادرة على الإنبات .
افريم : أو أن هذه الشجيرة الغريبة لها مزاياها الخاصة ، مما يجعلها تنبت هنا .
اميلدا : من يدري .
افريم : لنترك السرّ جانباً .
اميلدا : ” تنتظر صامتة ” …
افريم : أنا ، كما خمنتِ ، الأمير فعلاً .
اميلدا : أهلاً بك .
افريم : ولي عليك حق الطاعة .
اميلدا : ” متوجسة ” أنت أميري .
افريم : إذن ستطيعينني .
اميلدا : بالطبع ، يا مولاي ، لكن ..
افريم : طاعتي بلا لكن .
اميلدا : ” تصمت حائرة ” ….
افريم : أريد هذه الشجيرة .
اميلدا : مولاي !
افريم : أريدها .
اميلدا : مولاي ..
افريم : لقد سمعتني .
اميلدا : لكنها ليست لي وحدي .
افريم : من يملكها معك ؟
اميلدا : زوجي .
افريم : ” يتلفت حوله ” ….
اميلدا : إنه داخل الكوخ .
افريم : ناديه .
اميلدا : مولاي .
افريم : إنني أنتظر ، ناديه .
اميلدا : حسن ، يا مولاي ” تنادي ” أيلا .
افريم : زوجك لا يرد .
اميلدا : ربما لم يسمعني .
افريم : ناديه بصوت أعلى .
اميلدا ” تنادي بصوت مرتفع ” أيلا .
أيلا : ” من الداخل ” دعيني الآن ، لقد رأيت شجيرتكِ قبل قليل .
افريم : ” بصوت هامس ” أرأيت ؟ شجيرتكِ ” بصوت أعلى ” ناديه مرة أخرى .
اميلدا : حسن ، يا مولاي ” تنادي بصوت مرتفع ” أيلا .. أيلا .
أيلا : ” من الداخل ” ما الأمر ؟
اميلدا : ” وكأنها تستغيث ” تعال .. تعال .
أيلا : ” من الداخل ” حسن ، إنني قادم .
أيلا يدخل ، ويُفاجأ
بالأمير قرب زوجته
أيلا : مولاي الأمير !
اميلدا : ” تقف مذهولة ” ….
افريم : ” للزوجة ” أترين ؟ لقد عرفني زوجك على الفور .
أيلا : مولاي ، لقد رأيتك في المدينة ، أكثر من مرة .
افريم : لكن ملابسي ، كما ترى ، ليست ملابس أمير .
أيلا : لا أهمية للملابس ، أنت الأمير .
اميلدا : ” تبتسم ” ….
أيلا : ” ينحني قليلاً ” أهلاً ومرحباً بك ، وجودك هنا شرف لنا .
افريم : أشكرك .
أيلا : ” ينظر إلى زوجته ” ….
اميلدا : ” تنظر إلى الأمير ” ….
أيلا : مرنا ، يا مولاي ، أنت أميرنا .
افريم : ” يشير إلى الشجيرة الخضراء ” أريد هذه الشجيرة .
أيلا : ” مذهولاً ” مولاي !
افريم : لا تقل لي ، إنها ملك زوجتك .
أيلا : زوجتي زرعتها ، لكننا نجلب لها الماء من البئر كلّ يوم ، ونرعاها معاً .
افريم : إنها شجيرة جميلة ، وغريبة ، أريدها في بستان قصري .
أيلا : ” ينظر إلى زوجته ” ….
اميلدا : ” لزوجها ” أنت تعرف ، إنني لا أستطيع فراقها لحظة واحدة .
أيلا : ” ينظر إلى الأمير ” …
افريم : لا عليكِ ، لن تفارقيها .
أيلا : مولاي ، أنت تريد أن تأخذها ، وتزرعها في بستان قصرك .
افريم : ومعها آخذكما ، وبدل هذا الكوخ ، سأبني لكما بيتاً جميلاً في البستان ، وأزرع هذه الشجرة أمام البيت .
اميلدا : مولاي .
أيلا : مولاي .
افريم : سأبني البيت أولاً ، ثم يأتي البستانيون ، وينقلون الشجيرة ، ويزرعونها أمام بيتكما الجديد .
أيلا : ” متردداً ” أمر مولاي .
اميلدا : ” تظل صامتة ” ….
افريم : ” للزوجة ” لم أسمع ردكِ .
اميلدا : ” تنظر إلى زوجها ” ….
أيلا : ” يشير لها بهزة من رأسه ” ….
اميلدا : ” تنظر للأمير ” مولاي .
افريم : أشكركما ، والآن سأعود إلى القصر ،
ونبدأ العمل منذ الغد ” يتجه إلى الخارج ”
تهيآ ، خلال أسابيع ستنتقلان كلاكما ،
وكذلك الشجيرة ، إلى بستان قصري .
الأمير يخرج ، أيلا واميلدا
ينظران إلى الشجيرة
إظلام
المشهد الثالث
غرفة الملكة ، الملكة تقف
قرب النافذة ، تدخل الوصيفة
الوصيفة : مولاتي .
الملكة : الأميرة ؟
الوصيفة : تلح في رؤيتك ، يا مولاتي .
الملكة : ” لنفسها ” إنني أتفهمها ” للوصيفة ” دعيها تدخل .
الوصيفة : ” تنحني ” مولاتي ” تخرج ” .
الملكة : كم أخشى أن لا يكون إلحاحها هذا ، في صالحها .
هيلما : ” تدخل متلهفة ” طاب صباحك ، يا مولاتي .
الملك : تعالي ، يا بنيتي .
هيلما : ” تعانقها ” مولاتي ، أخشى أن يكون الوقت مبكراً .
الملكة : لا بأس ، يا بنيتي ، تعالي واجلسي هنا ” تشير إلى مقعد بجوارها ” .
هيلما : ” تنتظر ” مولاتي .
الملكة : ” تجلس ” تفضلي ”
هيلما : ” تجلس ” مولاتي ..
الملكة : ” تنظر إليها صامتة ” ….
هيلما : أردتُ أن أحييك ، وأستزيد من نصائحك لي .
الملكة : بنيتي ، لا تتعجلي ، أنت ابنة عمه ، الأميرة ، أجمل الأميرات .
هيلما : لا أدري ، يا مولاتي ، لماذا أشعر بأنه يحب تلك الشجرة أكثر مني .
الملكة : ” مترددة ” هذه أوهام ، يا بنيتي ، لا يمكن أن يحب الأمير شجرة ، وإلى جانبه أميرة في جمالك .
هيلما : مولاتي ، إنه يزورها كلّ يوم ، ويبقى معها ، أكثر بكثير مما يبقى معي .
الملكة : لا عليكِ ، يا صغيرتي ، ثم إنها .. إنها مجرد شجرة .
هيلما : هذا ما يحيرني .
الملكة : مهلاً ..
هيلما : مولاتي ..
الملكة : سيأتي بعد قليل ، لقد أرسلت في طلبه ، سأحدثه ، ثم أتركك وحدك معه ، لتحدثيه كما تشائين .
هيلما : مولاتي ..
الملكة : ها هو قادم .
هيلما : ” تتلفت حائرة ” ….
الملكة ” ” تشير إلى غرفة قريبة ” أدخلي تلك الغرفة .
هيلما : ” تتجه إلى الغرفة ” ….
الملكة : أسرعي .. أسرعي .
هيلما : ” تدخل الغرفة ” ….
الأميرة تغلق باب الغرفة ،
يدخل الأمير والوصيفة
الوصيفة : مولاتي ، الأمير .
افريم : ” يقترب من الملكة ” ….
الملكة : ” للوصيفة ” اذهبي أنت .
الوصيفة : ” تنحني قليلاً ” مولاتي ” تخرج ” .
افريم : صباح الخير ، يا أمي .
الملكة : ” متجهمة ” جلالة الملكة .
افريم : آه ، يبدو أن أمي ليست راضية عني هذا اليوم .
الملكة : ” بحزم ” جلالة الملكة .
افريم : جلالة الملكة ” ينحني قليلاً ” أنا رهن إشارتك .
الملكة : الأميرة ..
افريم : آه .
الملكة : إنها ابنة عمك ..
افريم : ” يهز رأسه ” ….
الملكة : وأجمل أميرة في البلاد .
افريم : هذا صحيح .
الملكة : وإذن ..
افريم : يا جلالة الملك ..
الملكة : ” بصوت أمومي ” بنيّ ، أنا أمك .
افريم : ” ينظر إليها ” ….
الملكة : نعم ، يا بنيّ ، أنا أمك .
افريم : أمهليني .
الملكة : ” بصوت حازم ” كلا .
افريم : أمي ..
الملكة : ” تقاطعه بحزم ” جلالة الملكة .
الوصيفة : ” تدخل ” مولاتي ..
الملكة : ” تقاطعها ” ها إني قادمة .
الوصيفة : ” تفتح فاها مذهولة ” ….
الملكة : ” تتجه إلى الخارج ” أغلقي فمك الأبله ، واتبعيني ” عند الباب ” انتظرني هنا ، سأعود بعد قليل ” تخرج وفي أثرها الوصيفة ” .
افريم : لقد أشرقت الشمس ، وسأبقى رهين أمي .. جلالة الملكة .. حتى منتصف النهار ، لابدّ أن هذه مؤامرة على .. الشجرة الخضراء .
تدخل الأميرة ، الأمير
يلتفت ، وينظر إليها
هيلما : أحياناً ، يا أميري ، أتمنى لو أني شجرة .. مجرد شجرة .
افريم : لا يا أميرتي ، أنتِ ابنة عمي .
هيلما : هذا واضح .
افريم : يبدو لي ، يا أميرتي ، أن هناك عيوناً ترصدني ، وتتأثر خطاي .
هيلما : لا داعي للعيون ، فأنت صريح جداً في توجهاتك و مقاصدك .
افريم : لن ترى العيون ، مهما كانت ، غير شجرة ، شجرة خضراء .
هيلما : هذا ما أتمناه ، وإن كنت لا أريد أن أضع أمانيّ في مكان الحقيقة .
افريم : ” يقترب منها ” أميرتي .
هيلما : لو تعرف ، يا أميري ، كم أغار من هذه الشجرة .
افريم : ” ينظر إليها ” ….
هيلما : لعلي مجنونة .
افريم : أو أنا المجنون .
هيلما : لنعلن للآخرين أننا عاقلين .
افريم : ليس الآن .
هيلما : هذا ما أعرفه .
افريم : لنبق ِ هذا الأمر بيننا .
هيلما : ربما لا نستطيع ، حتى لو أردنا ذلك ، يا أميري .
افريم : أميرتي ..
هيلما : ” تبتعد عنه قليلاً ” جاءت الوصيفة .
افريم : ” يهز رأسه ” ….
الوصيفة : ” تدخل ” جلالة الملك والملكة .
افريم : آه .
تخرج الوصيفة ، يدخل
الملك والملكة متجهمين
الملكة : ” تنظر إلى الأميرة ” صغيرتي .
هيلما : مولاتي ، ما زلت ابنة عمه .
افريم : ” يقترب من الملكة ” أمي ..
الملكة : ” تعرض عنه ” ….
افريم : جلالة الملكة ..
الملكة : ” للملك ” يا جلالة الملك ، أنت تعرف واجبك بصفتك الملك ، كلمه .
الملك : ” بلهجة رسمية ” أيها الأمير .
افريم : ” ينحني قليلاً ” جلالة الملك .
الملك ” ” بلهجة رسمية ” اسمعني ، أيها الأمير .. الشاب .
افريم : رهن إشارتك ، جلالة الملك .
الملك : ” بنفس اللهجة الرسمية ” الوطن فوق كلّ شيء ..
الملكة : ” تتنهد يائسة ” ….
افريم : ” ينظر إلى الملك صامتا ” ….
الملك : سحقاً ، إنني لا أحب هذا الدور ، بنيّ ..
الملكة : ” تنبهه ” جلالة الملك .
الملك : إنه ابني .
الملكة : تذكر واجبك .
الملك : ” يصمت متهيئاً لتلبس الدور ” ….
الملكة : هيا جلالة الملك ، إن أجدادنا العظام ، وأحفاد أحفادنا الآتين ، يتطلعون إليك ، تكلم .
افريم : تكلم ، يا ..
الملكة : جلالة الملك .
افريم : إنني أسمع .
الملك : حسن ، سأتكلم ، أيها ..
الملكة : الأمير .
الملك : اسمع ، أيها الأمير ، أنظر إلى ..
افريم : جلالة الملك .
الملك : مهما يكن ، سأتكلم ، أصغ ِ ..
هيلما : ” تنظر إليه متلهفة ” …..
الملكة : ” تنظر إليه متضايقة ” ….
افريم : ” يطرق صامتاً ” ….
الملك : ارفع رأسك ، يا .. ، أنت أمير هذه البلاد العظيمة ، بلد الأجداد الأفذاذ ، والأحفاد .. الآتين ..
افريم : ” يرفع رأسه ” ….
الملك : أنظر إلى ” يشير إلى الملكة ” أيها الأمير ” بلهجة أبوية ” بنيّ ..
الملكة : ” تزفر متذمرة ” ….
الملك : أمك .. إنها ابنة عمي ..
الملكة : جلالة الملك .
الملك : وأبوها كان الملك ..
الملكة : جلالة الملك .
الملك : ولو لم نتزوج .. أنا وابنة عمي لضاع العرش .. لضاع الوطن .
الملكة : ” تتنهد ” ….
الملك : عليك أن تعرف ، أيها الأمير الشاب ، أن للوطن حقوقاً علينا .
افريم : ” يتجه إلى الخارج ” ….
الملك : أيها الأمير .
افريم : ” يخرج ” ….
هيلما : ليتني شجرة .
الملك : إنني متعب ” يتجه إلى الخارج ” أريد أن أرتاح قليلاً ، بعد هذا الخطاب الرسمي ” يخرج ”
هيلما : لا نحتاج إلى عيون ، لنعرف يا مولاتي ، أن الأمير ذهب إلى حبيبته الشجرة .
الملكة : لن يجد حبيبته في مكانها .
هيلما : مولاتي ؟
الملكة : عرفت أن أي خطاب ، من أيّ كان ، لا فائدة منه .
هيلما : مولاتي .
الملكة : صبراً ، ستعرفين الحقيقة .
هيلما : ” تنظر إلى الملكة صامتة ” ….
الوصيفة : ” تدخل وتنحني للملكة ” مولاتي .
الملكة : ” متلهفة ” نعم .
الوصيفة : الحطاب .
الملكة : دعيه يدخل .
الوصيفة : ” تنحني ” أمر مولاتي ” تخرج ”
هيلما : الحطاب !
الملكة : آخر العلاج الفأس .
هيلما : ” منتشية ” آه .
الحطاب : ” يدخل منهكاً ” مولاتي .
الملكة : أنت منهك جداً .
الحطاب : ” بصوت متعب ” مولاتي .
الملكة : أيها الحطاب القوي ، يبدو أنك ، وكما أمرتك ، لم تكتفِ بقطع الشجرة ، وإنما قطعتها إلى أجزاء صغيرة أيضاً .
الحطاب : عفو مولاتي .
الملكة : لم تقطعها إلى أجزاء ؟
الحطاب : بل لم أقطع الشجرة نفسها .
هيلما : أيها الجبان .
الملكة : ” للأميرة ” مهلاً ، أريد أن أفهم ما جرى .
الحطاب : مولاتي ، إنها ليست شجرة عادية .
الملكة : أيها الأحمق ، أنت أقوى وأشجع حطاب في المملكة .
الحطاب : مولاتي ..
الملكة : الشجرة شجرة ، منذ أن وجدت الغابة ، ووجد الفأس .
الحطاب : مولاتي ، لقد تحطمت ثلاث من أفضل الفؤوس ، دون أن تصاب الشجرة بخدش واحد .
هيلما : هذا لا يعني إلا شيئاً واحداً ..
الملكة : ” تصيح به ” اذهب .
الحطاب : ” يتراجع ” مولاتي .
الملكة : اذهب ، أيها الجبان الخائر ، وإلا جعلتك تتعفن في السجن .
الحطاب : يتراجع خائفاً ” لا يا مولاتي .. لا .. لا .. لا ” يخرج مسرعاً متعثراً ”
هيلما : مولاتي ، هذه شجرة غير عادية ” تتجه إلى الخارج ” ولن تقضي عليها أساليب عادية .
الأميرة تخرج مسرعة ،
الملكة تقف غاضبة حائرة
إظلام