قربَ اوراق الخريف الساقطة، اهتز القلب وبدا عارياً. ازدهرَالربيع، وراح يزهو كل شئ بلا توخٍ. و الآمال تكبر والخطوة تصغر قرب أوراق الريح . في فرح محفوف بالمخاطرتنتصر الأوراق وتتصدر الصباح ضحكة الملكة.
تجلس على عرشها وينجرف قلبها، في أول الحوار (زين لهم ذلك الحوار.. ) تنتبذ ركنها و الجسد الخوار يموء. وبدأ ينمو في حركة ناعمة الجنين، من الشيخ العقيم “يحيي العظام وهي رميم “.
وكان.. لم يأتها المخاض وتشكلت الروح (تسائل الذات) : تُراه حلماً ؟
: الد من شيخ عقيم ؟ وكان.. وقد أَلفَيتْه جَسَداً هامِداً !
خَفَتَ ساكناً والنَأْمَة تأخذها ! وصَمَّ صَدَاهُما في الموت الأخير. سكن منذ نَسيسه كل شئ، وخف النبض والحبض في عرشها. نظرت إليها –إلى بطنها- وقد انتفخت رفعت ثوبها في استحياء وهي مُسجية على السرير ملفوفة بقميصها الحلبي الحرير (وقد حملت).. حملت المرأة من حوار!
آهٍ : احملوا نعشي على آلتكم الحدباء
احملوا موتي وادرجوني في قبري مع الأنين.. مع الجنين
كيف ؟ تساءل : وانا العاقرة..تغلق قلبها
جاءت الملائكة كفنوها وادرجوا المسك الجسد الناصع في كفن من ورد اللوتس ومياسم الياسمين
انزلوها الحفرة والنسوة يرددن : ماكان ابوك امرء سوء ولاأمك بغيا ؟
أُرهِنَ رَمْسَها في لحدٍ يسعها، وسدوا التراب في الضريح
: اهيلوا على الحنين النحيب
: أألد وانا العقيم؟
لفوها بمئات الامتار من الكتان بتمائم وتعاويذ مبهمة ليس في ميسورها فهمها ، وجاءَ صف اخر من الملائكة ، دكوا عليها الثرى ووضعوا صدرها على صدر الجنين.. ونفضوا ماعلق فوق الاجنحة من تعاويذ وخدها على التراب مع الجنين، جففوا الجسد ورفعوا شعرها الطويل، عصبوا العيينين بخرقة ووضعوهما على منضدة وغطوها بالنطرون وملح من الصحراء المجاورة وسار الأول وكان يرتدي قناعا لحيوان ابن اوى بعد ان تبصرته ” انوبيس”
ارتهنت المضجع واضمرتها الأرض بعد ان غيبوها في حفرة ، في غربة الارض انطوى الحوار والجنين- وراحت تغرق في التراب والترانيم السحرية تملا المكان
: ايُّها الموت الابيض ايها العافية ايها الزُؤَاف (هل الساعة اتية؟ وفَشَا الموت سره !)
صمت القبر سوى توسل منها ان يتركوا قلبها داخل الجسد
والضجيج يعلو الارض بقربها (كاد الناس يتدافعون في عجل واخرين يغادرون) يتهامسون في ضجيج : عيني على الجنين الذي مضى برعما ..موتاً شاحباً سابقاً أجَلَهُ.
انفتحت الساق عن ترجل للمارين فوق قبرها
والتفت الساق بالساق إلى المساق
: ايُّها الرجلُ الجميل يامن احببت.. كان جنينا فَرَطا
سكنت في لحد غريب وغادرت الملائكة وتمتمت الالهة اصم صداهما وقطعت الأسباب
الميتة ثكلى بظل ذكرى الجنين
ايُّها النانو : أأحمل من حوار……….؟!
(خارج النص : اخبرت ان عمر الجنين ناهز الشهرين والنصف، قبل موتهما)
2009