صدر مؤخرا ً العدد الأوَّل من المجلة الفصلية ( أوراق تراثية ) من سنتها الرابعة ، والتي تعنى بالتراث والثقافة المعاصرة ، فأذكرتنِي بما صدر في الحلة قبلا ً ، وفي سنوات سابقة من صحفٍ ومجلات من لدن أفراد أو هيئات سياسية ، ممَّا يجعلها قصيرة العمر إذ سرعان ما تحتجب وينحسر وجودها ، إمَّا لضعف إمكاناتها الماديَّة بالنسبة للتوصيف الأوَّل ، وإما لمرهونيَّتها بمشيئة الفئات السياسيَّة التي تنطق بلسانها ، وامتثال الأخيرة وخضوعها للأوضاع والظروف العامة ، ونمثل لهذه التوصيفات كلها بمجلة ( الحكمة ) التي أصدرها المحامي رؤوف جَبُّوري لا الجبوري ، في حالة موافقة وتصديق الصحفي الراحل عبد القادر البرَّاك باكتناهه ، أنْ لا صلة لهذا الرجل المستنير الذي سبق عصره في تقدميته وتجديده ، بعشيرة الجبور الشهيرة ، ونسبه إلى عائلة الشوك المعروفة في الكرخ من بغداد ، فضلا ً عن شاعريته وريادته الصحفية وممارسته المحاماة في المحاكم ، وكذلك بجريدة ( الكمال ) لصاحبها السيد نوري كمال الدين الذي تخلى عن وظيفته في دائرة استهلاك قصبة الهندية ( طويريج ) ليعمل صحفيا ً عام 1949م .
ومع أنَّ العدد المذكور اشتمل على موضوعات أدبيَّة جمَّة الفائدة ، ومقتبسات ونقول من آثار السيد محسن الأمين العاملي عن الأعلام الحليينَ الذين أتى على أسمائهم في موسوعته المعروفة ، لنا على رئاسة تحرير مجلة ( أوراق تراثية ) بعض العتب ، فقد أعادَتْ نشر مقالة لكاتب السطور بخصوص الرسالة الأكاديمية للدكتور علي عباس علوان عن تطور الشعر العراقي الحديث ، دون إشارةٍ وتنويهٍ بمكان النشر الأوَّل وهو جريدة ( الزمان ) بطبعتيها الدولية والعراقية ، كما يقتضي العرف الصحفي ، وجرى على هذا التقليد أغلب الصحف التي صدرَتْ في العراق في الأزمان الماضية كما هو معروف ، كي لا يخيَّل للقارئ المدقق والمتابع أنَّ كاتبها يوافي بما يكتب أكثر من دوريَّة ، وفي هذا إساءة أترك للقراء تقدير أثرها المعنوي وتحديد حجمها ، وقد ينسحب هذا الاعتراض على مقالة الأستاذ شكيب كاظم عن ريادة الدكتور علي جواد الطاهر في ميدان النقد ، وأتصور أنـِّي قرأتها قبل سنين في عدد من جريدة ( الزمان ) أيضا ً ، وعلقتْ خاتمتها بذهني ، لا سيَّما إطنابه في امتداح طبعة ديوان الجواهري عن وزارة الإعلام العراقية سابقا ً .
وحصل مثل هذا النشر ، بلْ الإغارة على مقالات عديدة استباحتها بعض الصحف البغدادية ناقلة إيَّاها عن جريدة ( الزمان ) ، ومنها الدراسة الضافية بشأن ثقافة الدكتور نعمة رحيم العزاوي والتي كتبَتْ قبل نعيه ، ونشرت أولا ً في جريدة الزمان الطبعة اللندنية في يوم رحيله المفجع والمؤسف ، وهذا من المصادفات المشؤومات والغرائب ! .
والسلام .
مهدي شاكر العبيدي
بغداد
………………
MahdiShakerAlobadi@Yahoo.Com
MahdiShakerAlobadi@Hotmail.Com