حسين سرمك حسن : سعد محمّد رحيم : زهر اللوز.. زهر الإنتظار المديد المرّ (1)

saad mohammad raheem 4hussein sarmak 5(الحداثة وما تستتبعها من مصطلحات مثل ( التجاوز والمغايرة والإزاحة وكسر النمط وتفجير اللغة والزمن .. الخ ) صارت مظلة فضفاضة يصطف تحتها كثر من أنصاف الموهوبين وعديمي الموهبة، أولئك الذين لا يستطيعون كتابة جملة عربية صحيحة، وأولئك الذين يفتقرون إلى وضوح الرؤية، وأولئك الذين لا يملكون شيئاً في جعبتهم يمكن أن يقولوه، والعلة ليست في الحداثة ومصطلحاتها الحافة، بل في التصورات الخاطئة عنها، والتي كرستها تنظيرات نقدية لبعض النقاد من الذين يعانون من ارتباك الرؤية واضطراب المنهج وضبابية المفاهيم، والذين بدل أن يوجهوا القارئ إلى جماليات النص وأنساقه وقيمه ودلالاته فإنهم يلقون به في دوامة عمياء تجعل القارئ يشكك أحياناً في قدرته على الفهم والإدراك(

                                                     القاص
                                                سعد محمد رحيم
# تمهيد :
من سمات الواقع العراقي المؤكدة ، هي أن إنسانه هو اختصاصي فنّ الإنتظار المرّ .. إنتظار تأريخي مديد ومتطاول في انتظار ما لا يأتي ، وما يتصور أنه منقذ ومفرّج لشدائده الفاجعة ، وقد صار مستحيلا ، وانتظارُ راهنى ويومي صار مبتذلا لتكراره واستلاب دلالته الوجودية ، وقد صار مراوغا مذلاً . إنسان هذه الأرض معذّب ومحاصر بمحنة الإنتظار . ومن المتوقع أن غلاف سعد محمد رحيمتنعكس ابعاد هذه المعضلة المزمنة على النتاج الإبداعي لهذا الإنسان كمعبّر عن همومه ، ومجسّد لانهماماته وانشغالاته الجريحة . ولو راجعت المنجز الإبداعي العراقي في مختلف الأجناس لوجدت ما يسند ، وبقوة ، هذا الإستنتاج التأملّي والعملي . وعلى محوري الإنتظار الفاجع هذا تدور الغالبية المطلقة من نصوص مجموعة القاص والروائي “سعد محمد رحيم” “زهر اللوز” والتي افتتح تحليل نصوصها بقصة العنوان “زهر اللوز” ، وهي تتشارك مع قصة “الجحيم ثانيةً” في كونهما أفضل نصوص المجموعة .

# زهر اللوز المرّ :
ومن المهم أن نفهم ما يترتب على محنة الإنتظار حين تتحول من مشكلة إلى محنة من سلسلة ظواهر وجودية مؤرّقة . لابد أن تكون هناك ، أولا ، وبصورة مسبقة في تسلسل الوقائع ، دوافع تضع الإنسان الممتحن في مركز هذه المصيدة الشائكة . وفي الغالب تكون هذه الدوافع قاهرة خارجة عن دائرة الفعل الإرادي للفرد . ثم تأتي محنة الإنتظار كـ “عمليّة” تستنزف قدرات الفرد ، وتجعله موسوسا بالحل الذي لا يأتي ، وبالبحث عن مخرج .. أي اشتغال عجلة المصيدة ذاتها . تلي ذلك وملتحما به عملية “التوقّع” ، وما يثيره من هواجس وقلق ومخاوف . قد يكون الفرد مستكينا مشبوح النظرات معطل الإمكانات في عملية الإنتظار ، وهذا يحصل في النوع المزمن المتطاول . وقد يكون مستفزا لائباً ومستنفراً ، وهو ما يستولي على انفعالاته في النوع الحاد والقريب الذي يكون اكثر إرباكاً وسحقاً . ومعضلة انتظار شخصية قصة “زهر اللوز” الرئيسية من هذا النوع الذي يقوم بعملية إسقاط – PROJECTION مشاعره المربكة على ملامح المكان الذي وصل إليه الآن بعد غياب ، فتضاعف من فعل انحطاطه في روحه :
(الأضواء تتمدّد بكسل على الجدران، وعلى بلاطات الدرب المتشققة . أضواء تؤكد العتمة ؛ العتمة الحاضرة أبداً في عصب المكان؛ مكان متعرّج ، مريب كما لو أنه لم يدخله من قبل . أربك خطواته ؛ خطواته وقد استدرجتها الأضواء الشاحبة كي يوغل ولا يتردد . المكان العابق برائحة متخمرة تشي بالعتق والإهمال … لحظات وسيجد الباب . سيطرقه ، وسيخرج محمّد المصري . سيفتح فمه كالأبله ، إلا أنه ، في نهاية الأمر ، سيصيح :
–    مين … قاسم ؟ – ص 5 طباعياً ، وهي الصفحة الأولى من المجموعة سردياً).
ولابد لكي يكون الإنتظار مؤسسا بكامل ملامحه أن يمتزج ويتأسس على معضلة “غياب” . غياب الفرد الذي يواجه محنة الإنتظار الآن ، أو غياب مصدر الحل وأداته . وقد غاب قاسم ثلاث سنوات . ومع الغياب تنشأ حلقة “التوقّع” السوداء .. سلسلة من توقّعات سلبية تشمل الذات والآخر والعالم الخارجي . هل سيكون “الغائب” العائد هو نفسه أم تغيّر ؟ ما هي حدود ومظاهر ودرجة هذا التغيّر ؟ وكلّما كانت مدة الغياب أطول زمنيا وظروفها اشد قسوة / كلّما كانت تساؤلات “التغيّرات” أمضى وأكثر إثارة للقلق . وأكثر التساؤلات التي ستضني عقل العائد إلحاحا هو : هل سيعرفه أحباؤه وناسه الذين غاب عنهم ؟ هل سيتذكرون ملامحه ؟ :
(سيتذكره ، لا بدّ .. فهو لم يغب عنه أكثر من ثلاث سنين ؛ سنتين وثمانية أشهر (والصحيح شهور)  بالأحرى . لا شكّ أن هيئته اختلفت ، وأنّه فقد من وزنه ونضارته وحيويته ، ولا شكّ أن شعرات بيض كثيرة تسللت إلى رأسه ، إلا أن محمّد سيتذكره . لقد كان هناك – ص 6) .
ولا تشتعل هذه التساؤلات المقلقة ، بطبيعة الحال ، في نفس من “غاب” مهاجرا باختياره ووجد ملاذاً آمناً وعاد من منافيه السياحيّة . إنها تمزّق روح من غاب قسراً منقطعاً عن الحياة وحركة العالم الخارجي المنعشة . أي من يكون ضحية لطغيان اخيه الإنسان ممثلا في السلطة الباطشة المتوحّشة . وتتحقق هذه المعلومة على يدي القاص البارع بصورة نقلة هادئة وغير محسوسة وهو يجعل قاسماً يستذكر أن محمدا المصري “كان هناك” يشاهد اللحظة المريرة ، لحظة إلقاء القبض عليه :
(.. محمّد سيتذكره .. لقد كان هناك .
– هل أنت قاسم ؟
– أنا قاسم ؟
– تفضّل معنا ..
لم يكن ثمة داع ليسأل من أنتم – ص 6) .
.. إنه الغياب القسري المهين يفرضه الطغيان المستبد الذي خلع قاسماً من “الحضن” الأمومي الذي كان ينعم في دفئه : البيت . فالإعتقال في مضمونه النفسي العميق تجريد الفرد من الحماية الأمومية المنعمة . لقد غاب عنه وجه أبيه ووجه أخته ووجه صديقه محمد . والآن يعود ليتعرّف ، وكأنه نكص إلى مستوى طفلي من الناحية الذاكراتية : يذكر هذا المنعطف .. وهذه الشناشيل .. تلك النافذة لم تكن زرقاء .. ربما كذلك ، لكن ذلك الباب لم يتغيّر . البلاطات تآكلت (..) تذكّر مطرقة الباب القديمة .. كانت هنا . أحدهم انتزعها ، ولم يبق سوى القاعدة المعدنية الصدئة – ص 6 و7).
إنه هذا “النكوص” النفسي الطفلي في التعامل مع مفردات مكان اعتاد عليه الفرد طويلا ، هو الذي يخرّب “العودة” الصحّية ، ويجهض النزوعات التوافقية . فبعد أن تأسست أواصر إلفة راسخة ومحببة ومنطوية على الإطمئنان والإعتياد بين الكائن ومفردات المكان ، يعود الفرد (قاسم هنا) للتعامل مع تلك المفردات من موقع التحسّب والجفلة والتوقعات السلبية . فقط العلامات الحبّية التي مدّت جذورها عميقا في تربة الذاكرة تستطيع إثارة استجابة إيجابية أو محايدة . وهنا ، وبفضل هذا العامل تدخل أزهار اللوز ساحة متغيرات المكان :
(.. وعلى الحائط خطّ أحدهم هذه العبارة “أحبّك ميسون” ووقّعها باسم العاشق الولهان . كانت العبارة مكتوبة بالأزرق ، تلمع في مسقط ضوء لم يلتفت ليعرف مصدره ، وتحتها أشكال متناثرة بيض الزهور . فكر : إنها لا تشبه أزهار اللوز – ص 6) .
تلك العلامات والرموز تكتسب أهميتها التطمينية الفائقة من خلال ارتباطها بذكريات الطفولة الباهرة ، وبالتالي فهي تمظهر للحبل السري الذي كان يربط الفرد بالرحم الأمومي المنعم :
(إنفتح الباب . أطل وجه صغير وعينان جريئتان . لا يعرفها . قد تكون بنت عائلة جديدة سكنت الدار بعده . كانت في العاشرة ترتدي ثوبا أخضر بأزهار بيض . لم يتبيّنها في العتمة . فكّر إن كانت أزهار لوز . قال :
–    محمد المصري ؟ – ص 7) .
لم يعد قاسم متخفّفاً من تجربة اعتقاله ، بل قلقا مرعوباً مفزوعا . وفي ظل هذه الضغوط يكون البحث عن مساند نفسية معينة حاسماً . وأول هذه المساند وأكثرها تأثيرا هي ذكريات الطفولة . فالطغيان وأداته الوحشية : الإعتقال والعزلة والإنخلاع من العالم الخارجي إلى العوالم المظلمة المغلقة ، يعني حرباً على الذاكرة أولا . الذاكرة بنت المكان وأمّه .. وهي هويتنا ومجموع علاقاتنا في هذا العالم . الإعتقال والعزلة والحرمان تسبّب شحوب الذاكرة التدريجي ، وتآكل قرائنها بفعل أفظع عامل تعرية في حياة الكائن البشري وهو : الخوف المتواصل والإنرعاب الأليم . وعندما انتزعوه من الرحم .. من البيت .. صرخ المخبرون بمحمد المصري أن يخرس ، ولا يتدخل ، فجرّدوا قاسم من أقرب عون بشري . الإنهيار أمام الطغيان يبدأ من الوحدة . الإنسان حيوان اجتماعي يحتاج الشريك والرفيق والمعاون . لم يقل محمد سوى : (يا أخوانّا) ، وظلّ جامداً ، بعينين مبحلقتين أمام التنّور تتصاعد منه رائحة الخبز المحترق ، واقتادوه هو بلا رحمة :
(أحكموا شد العصابة على عينيه ، وحشروه بين اثنين في اللاند روفر ، وكان أعمى ، وانطلقت السيارة ورائحة الخبز المحترق تلاحقه . تناكده .. تلبث معه في لياليه المقبضة – ص 9) .
وظلت رائحة الخبز المحترق ونار التنّور تلاحقه في كوابيس المعتقل . حتى التنور الذي هو موروث أمومي أصبح معادياً وخاذلا :
(رائحة الخبز المحترق تلاحقه .. تلبث معه في لياليه المُقبضة .. في كابوسه الذي تكرّر مراراً ؛ يحملونه ليلقوه في التنور فيصرخ . يوقظه أحدهم في الزنزانة . حرارته مرتفعة وحلقه جاف ، والحارس ينظر من كوّة الباب العلوية ، ويشتم ببذاءة شاذة – ص 9و10) .
لقد بدأ التغيير في روح قاسم وتكوينه منذ لحظة اعتقاله وشعوره بأن كل شيء قد تخلّى عنه .. وحيدا كسيرا مخذولا . ولعلّ هذا الحلم الكابوسي الذي كان يتكرر في نومه في ليالي سجنه الموحشة ، هو المؤشر الأكبر ، وإشارة بدء هذا التغيّر الإستلابي . فأحلامنا هي المنفذ الذي تنسرب من خلاله صراعاتنا وأحباطاتنا ، والأداة الكاشفة لخيباتنا وآمالانا المجهضة . وقد تجسدت قوة هذا الحلم التعبيرية في قوة رمزية النار .. وفي تكراره .
وببراعة وحكمة لم يستدرجنا القاص في أي مسالك تتحدث عن التعذيب والحرمان والقهر في المعتقل . ترى ما الذي يراه الإنسان في معتقل سياسي غير التعذيب والمهانة ؟  لقد صوّر لنا مقدار وشدّة هذا القهر في مرحلة ما بعد الخلاص من المعتقل . ليس عبر استعادة العذاب والضيم ، ولكن من خلال تحوّلات المكان السلبية وانحطاطاته ، وتبدلات الشخوص ، وانكسار الذكريات الحميمة . وليس عبر تغيرات كبيرة كما يفعل بعض القصاصين الذين يغرمون بـ “حجوم” التحوّلات والسياط والهراوات والتعبير المفرط بالصراخ والشتائم . عبّر سعد عن خراب عالم بطله الداخلي من خلال تراكم التحوّلات الصغيرة الجارحة ، وما الطوفان الساحق إلا نتاج تجمع القطرات الصغيرة المهملة .
وفي العادة ، وبالقدر نفسه الذي يشعر فيه العائد بأنه قد تغيّر أو بالخشية من هذا التغيّر ، فإنه يتمنى ، وبحماسة ، أن لا يكون العالم الخارجي الذي تركه قد تغيّر بصورة مقابلة . فالعالم الخارجي هو مرآته أو أرشيف ذاكرته الخارجي التي سيحاول أن يستلّ منها قرائن المدد التي تعيد وصل شظايا الذاكرة التي هشمتها التجربة المرعبة . إن عدو المكان الأول هو الزمان . وهذا ما فعلته مخالبه في تمزيق الكثير من ملامح المكان خلال سنوات الغياب الثلاث . أمّا العدو الآخر فهو الحركة اليومية غير المقصودة والمحتومة للبشر . عاد قاسم إلى مكانه السابق بإحساس جديد غريب (كما لو أنه لم يدخله من قبل – ص 5) فواجهته (رائحة متخمّرة تشي بالعتق والإهمال) . عاد وفي نفسه يختلج أمل ملاقاة صديقه محمد المصري ، فلم يجده ووجد شخصا آخر بدلا منه . لقد رحل محمد إلى مصر .. ولن يعود . وقد يكون رحيله مرتبطا باعتقال قاسم ، وفي هذا مصدر تأثيم جديد (فكّر ، أين يمكن أن يكون محمد الآن ، وإن كان غادر بسببه هو ؟ – ص 11) . وقد ترك قبيل اعتقاله غرفة فيها فراشه وكتبه ، ليعود فيجد شخصا آخر قد سكن فيها ، واختفت حاجياته . وعندما وقف أمام الباب ، وعلى الرغم من شبه الإعياء الذي كان يعاني منه ، إلا أنه كان يحلم بفراش دافىء وبكأس شاي ثقيل . والآن تُحبط حتى هذه الرغبات البسيطة التي “افتتح” بها عالم عودته بعد الإعتقال :
(قال حنفي : إنه يتمنى لو كان معه في الغرفة فراش آخر ، إذن لاستبقاه – ص11).
(لم يكن الشاي الذي قدّمه له حنفي ساخنا كفاية كما اشتهى ، وقال : لا داعي . حين اقترح حنفي وضع إبريق الشاي على المدفأة) .
وكحلقة مكملة لسلسلة الخيبات الباهضة ، كانت بعض أفعال صغيرة تزيد قاسم تمزّقا وخيبة . فحنفي كان يتثائب تعبيرا عن حاجة مكررة ورتيبة بل بليدة للنوم ، بينما كان قاسم يكتوي برغبة الحصول على فراش دافىء فارقه ثلاث سنوات . وفي موقفين توغل إشارة كلامية واحدة في استثارة ندبة ملتهبة في روحه : البيت وما ترتبط به من معاني الصلات العائلية الحميمة وذكريات طفولة . فقد تساءل حنفي إن كان سيجد سيارة تاكسي في مثل هذه الساعة تقلّه إلى بيته ، مثلما قال له الرجل الكهل وهو ينزع العصابة السوداء عن عينيه وينزله من اللاند روفر : سيفرحون بك .. أهلك في البيت (ص 11) .
وهو توقّع تقليدي أن يكون لكل إنسان بيتا . لكنه توقّع لا ينطبق على حال قاسم : (البيت ؟ البيت حلم أزرق .. شيء ما خلف خطّ السراب – ص 11) .
وفي نقلة شديدة الأذى والمفارقة ، تنقطع تداعيات قاسم الموجعة عن فردوس البيت الضائع ، بسبب امتلاء مثانته ، وكأن الكاتب من شدّة تماهيه مع بطله يهربان سويّة من هذا الموقف الحلمي الساحق :
(البيت حلم أزرق .. مثانته ممتلئة .. بحث عن زاوية مظلمة مهجورة . أزعجه وشيش تبوّله ، والرجل الذي عبر تحت المصباح هناك ، وقف لحظات ناظراً إليه بإنكار قبل أن يواصل سيره .. سيأتي غدا من يكتب (البول هنا للحمير) .. أحسّ بقطرات ساخنة على أصابعه . مسحها بطابوق الحائط ، ومشى بخطوات متثاقلة .. ليس قطعاً إلى البيت – ص 12) .
إن احترافية “سعد محمد رحيم” السردية العالية التي ظهرت بقوة في مجموعته “ظل التوت الأحمر” ثم روايته “غسق الكراكي” ، منحته القدرة على التلاعب بمجساتنا الإستقبالية ، وباستقرارنا النفسي ، وصولا إلى أقصى مستويات التعاطف مع بطله المحطّم ، متزاوجة مع أشد درجات النقمة على من حطّموه سلطة وقدراً . بحركة بسيطة في الظاهر ولكن بأي بلاغة نفسية مدمرة حُمّلت ، وأي قدر من الإستفزاز حقّقت ؟! . فقد سارت حركة السرد منسابة ومتصلة من حلم البيت الأزرق المفجع البعيد إلى امتلاء المثانة بالبول الكريه والإدانة المبتذلة : البول للحمير ، ثم تلوّث اصابع اليد بالبول ومسحها بطابوق الحائط . يأتي العائد من الإعتقال محملا بحاجة طافحة لأن يتعاطف معه كل ما في الكون من بشر وحتى موجودات جامدة . وإذا به لا يجد ذرة من هذا التعاطف المحيي . ويُنظر إليه الآن كما يُنظر إلى هذا الإفرازات الملوثة باشمئزاز وغثيان . إن مقتل العائد من القهر السياسي هو عندما لا يحس أحد بما عاناه . عندما يعود مهملا مرميا بلا حساب ، كما تعكس هذا الشعور حركة امتلاء المثانة وتفريغها ، وإدانة رجل الشارع النمطية ؛ أن يتقلص عالمه المفقر والموحش ، ليُختصر بحركة مسح قطرات البول بطابوق الحائط . ثم السير المتثاقل اليائس بلا هدف ومن دون غاية (مشى بخطوات متثاقلة . ليس قطعاً إلى البيت) .
# سمات التركيب الحلقي الدائري :
وهنا تتأكّد واحدة من سمات سعد الأسلوبية ، ليس في هذا النص ولا في نصوص هذه المجموعة حسب ، بل في أغلب نصوص مجموعاته القصصية ، وتتمثل في البناء الحلقي الدائري ؛ بمعنى أن القصة تبنى عبر سلسلة حلقات متصلة تمتد على محيط دائرة تُغلق حين تعود حلقة لتذكّر وتطابق حلقة سابقة من مشهد أو فكرة أو صورة أو حوار ، ثم تأتي حلقة جديدة لتتصل بالحلقة السابقة فتتفرع سلسلة جديدة من محيط الدائرة الثانوية . وهكذا تتجاور مجموعة من الدوائر (السلاسل الحلقية) الموقفية ، وترتبط عبر وصلات تمشي عليها سكّة حدث سابق . لقد استهل القاص القصة متحدّثاً عن حاجة قاسم لفراش دافىء ، الحاجة إلى البيت .. دخل النزل الذي كان يسكن فيه مع محمد المصري .. سلسلة حلقات من التداعيات الخائبة .. لا غرفة ولا فراش ولا أمان (…) ثم سأل حنفي قاسما عن البيت .. استدعت هذه الحلقة سؤال رجل الأمن الكهل عن بيت قاسم أيضا ، وكيف سيفرح أهله بعودته . استعاد قاسم الشعور الفادح بخسارة البيت وفقدانه (شيء ما خلف السراب) . وهنا اكتملت دائرة حدثية صغيرة ، امتدت منها حلقة وصل مرتبطة بامتلاء مثانته وإحساسه الضاغط بحاجته للتفريغ .. وإدانة الرجل العابر واستهجانه .. ثم مسح قطرات البول العالقة بالأصابع .. فالمشي المتثاقل الخطو .. حيث تمتد حلقة (ليس قطعا إلى البيت) لتذكّر بفداحة الهجران والوحدة وضياع البيت ، ولتبدأ سلسلة تداعيات حلقية جديدة عن الفردوس المفقود .. وهكذا :
(يفصله عن بيته سنين من المرارة والتيه . أبوه ، هل مازال هناك ، حيّاً في تلك البلدة البعيدة المنسية ؟ وأخته ، ربّما تزوّجت . من يدري ، وقد غاب سنتين وثمانية اشهر . بيته الذي في المشهد الأثير : هو وأخته وتلك الصبيّة التي كلّما تذكّرها استعاد مشهد زهر اللوز – ص 12) .
# سمة “المعاودة” :
وهنا تتجلى سمة أخرى هي “المعاودة” . العودة المتكررة إلى الطرق على نفس الثيمة ، لكن من موقع أعلى من الخسارات الجسيمة المتخمة بالمرارة والحزن . الآن عدنا إلى زهر اللوز ، فعرفنا مصدره الطفلي العالق ، بقوة ، بوجدانه الهش . والموقع النفسي الأعلى يحقّقه سعد بهذه الإضافات الماحقة التي يصبّها في إناء السرد المحدود السعة في  القصة القصيرة ، فيتخمه بالعذاب ، ويملأ نفوسنا حد الإختناق بالإحساس الممزق بالإحباط والإنكسار . يضيف سعد الآن – ومن موقع نفسي أعلى حرقة ونزفا – الموضوعة المكمّلة لموضوعة الإنتظار والغياب في الحياة العراقية ، بل قد تكون هي المركزية من حيث تسلسل العلة والمعلول ، وهي موضوعة الحرب القادرة على إجهاض أي لحظة ذاكراتية مُسرّة ، لتحيلها إلى مصدر للألم والفجيعة حتى يصبح حضورها مستدعى بصورة آلية مرعبة تقفز بلا مقدمات بارتباط شرطي – conditioned حاكم :
(.. تلك الصبيّة التي كلّما تذكّرها استعاد مشهد زهر اللوز وقد رآه في أمسية دامية في جبهة الشمال من حرب قصيّة . بيته وأخته والصبيّة ، وفاصلة الحرب . أمّه ماتت وأخته لطمت خدّها والصبية غادرت ؛ جاءت سيارة لوري مرسيدس حمراء ذات ظهيرة وحملتهم ؛ هي بثوبها المرشوش بزهر اللوز ، مع أبيها وأمّها وأخوتها الثلاثة الصغار ، مع الأثاث ، وبقي هو وأخته يلوّحان والسيارة اللوري الحمراء تبتعد في وهج الظهيرة ، وحزنه الغامض وزهر اللوز يتساقط على ذرور الدم في مساء الحرب يذكّره بالصبيّة التي بثّت فيه حزناً عميقاً غامضاً ، وهي تنى إلى ما وراء سرّه – ص 12 ) .
# سمة الإنتقالات السلسة :
وهذه السمة تحيلنا إلى موضوعة “الإنتقالات” في القصة ؛ أي الإنتقال من موقف إلى آخر أو من فكرة إلى أخرى في مسار النص . ففي بعض النصوص القصصية ، وحين يحاول الكاتب معالجة موضوعة جديدة في القصة ، أو تحقيق “حركة” بين مشهدين ، نلاحظ حصول “فجوة” في مسار الإنتقال ، وتظهر عملية الإنتقال مقصودة واضحة . ومن شروط النص القصصي المحكم أن تأتي التحوّلات غير محسوسة ، وأن يسير القارىء مع أحداث النص منقادا بعفوية من دون أن “توقظه” أو “تنبّه” أحاسيسه خشونة الإنقطاعات . وقد حقق سعد كل انتقالاته – في هذا النص وغيره من نصوص المجموعة – بتلقائية ويسر . وقد أنجز هذه المهمة بخلق حلقات وصل تأتي كقواسم مشتركة بين الموقف والحركة السابق واللاحق ، بتشارك “فعل” أو “إسم” لشخصية أو “جملة” . ففي حركة الإنتقال من مشهد وقوف قاسم أمام باب النزل ، منتظرا فتح الباب ولقاء محمد المصري (في الزمن الحاضر) إلى استدعاء “الإرتجاع الفنّي – flashback ” ، لحظة اعتقال قاسم من قبل رجال الأمن (في الزمن الماضي) ، لم نشعر بقفزة العودة إلى الماضي لأن السؤال :
-هل أنت قاسم ؟
جاء وكأنه استمرار لصيحة البشرى الإستفهامية التي توقّع قاسم أن محمد المصري سيطلقها حالما يفتح الباب ويراه :
-مين … قاسم ؟
في موضع آخر تتحقق نفس النقلة من الزمن الحاضر (وهو في غرفته السابقة التي يسكنها الآن حنفي بدلا من محمد المصري) إلى الزمن الماضي (لحظة اعتقاله المرعبة) ، من خلال تواصل ذكر اسم “محمد المصري أبو العلا” بين الموقفين :
(لم يكن متأكداً إن كانت هذه صورة محمد غير أنه قال : نعم ، محمد المصري أبو العلا .
وظلّ محمد المصري أبو العلا أمام التنور جامداً في وقفنه وبعينيه المبحلقتين المرعوبتين. قالوا له : إخرس – ص 9) .
والتصميم السلس نفسه يحصل في استدعاء الذكرى المريرة لبيت العائلة المضيّع . وفي هذه الفقرة الطويلة نسبيا (صفحة كاملة من القصة) كانت حلقة الوصل التي عزّزت وحدة التداعيات عبر محوري الزمن من ناحية ، والإنتقالات من المكان الراهن إلى البيت ، وفقدان الصبيّة ودمويّة الحرب ، هو (زهر اللوز) الذي شدّ لحمة الذكريات في ثلاثة مواضع .
وقد تبدو هذه الوقفة لبعض القرّاء محمّلة بدلالات فائضة ، ولكنها في الحقيقة شديدة الأهمية ، لأن الحركة السردية الكلّية ينبغي أن تنساب بهدوء وبلا تحوّلات محسوسة حادّة . ولو عدنا إلى مثال من النص ذاته ، سندرك أهمية هذه الملاحظة : يسترجع قاسم (من الزمن الماضي) ذكرى إطلاق سراحه وورقة الدينار التي أعطاها إياه رجل الأمن الكهل ، ووصيته له بأن يبتعد عن السياسة ، ثم يعود بنا القاص إلى الزمن الحاضر حيث يدخل قاسم مطعما صغيرا . لاحظ الإنتقالة الشبه منقطعة :
(تحسّس في جيبه ورقة الدينار التي أعطاها له الكهل وهو يوصيه أن يبتعد عن السياسة وأولاد الحرام الذين يورّطون الطيبين من أمثاله .
دخل مطعما صغيرا يضجّ بأغنية لأحمد عدويّة . كان البائع مصرياً .. – ص 12 و13) .
لقد هبطت حرارة السرد التصاعدية السابقة وكأننا سنبدأ من جديد ، وبهتت أنفاسنا الملاحقة لمحنة قاسم، وسنكون بحاجة إلى عمل إستعداد “إحماء” نفسي تمهيدي ثان.
ولا يكتفي القاص بحلقات الوصل اللغوية – فعلية أو اسمية – أو الصورية لتحقيق وحدة نصّه وإحكام ارتباط أوصاله حسب ، بل هو يستثمر أي إشارة إلى اي مكوّن لا يدعه يفلت من دون توظيفه . فعندما أدخل حنفي قاسم إلى غرفته السابقة التي ترك فيها فراشه وكتبه ، وجد أن كل شيء قد تغيّر . مدفأة وسرير وفراش .. إلخ وصورة كبيرة لأحمد عدويّة . وبعد أن يخرج قاسم من البيت محطما يائسا ، يدخل مطعما يضج بأغنية لأحمد عدوية . وعندما يُواجه بإحباط صادم آخر في المطعم ، وينسل مختنقا بالخيبة ، يتلاشى صوت أحمد عدوية ويستوحش الشارع . هناك شاهد الصورة في عالم حنفي الصغير المكتفي والملموم على ذاته . أما هنا فقد حاصره ضجيج صوت “الصورة” . ثم صار تلاشيه إيذاناً بالضياع والوحشة القاتلين . وعلى المستوى الفني فقد عزّزت الإشارتان اللاحقتان وحدة النص وأحكمتها في ذهن متلقيه .
# لعنة الإنتظار .. لعنة الحرب :
وفي الغالبية المطلقة من نصوص سعد محمد رحيم ، تجد هذا الترابط الوثيق بل الإلتحام بين الإنتظار والحرب ، إلتحام يؤسّس الركيزة الأساسية لمسارات حيوات العراقيين منذ عقود .. بل قرون . ركيزة ثابتة وصلبة يُشاد عليها بنيان الخسارات العزوم تحت خيمة الخراب السوداء . ودخول كارثة الحرب كمتغير فاصل في حياة بطل هذه القصة “قاسم” ضاعف من اندفاعة التعاطف لدى المتلقي . وأروع ميزات الكاتب المبدع وعلامة اقتداره هي أن يحقق تعاطف المتلقي مع بطله حتى لو كان البطل هذا سايكوباثيا . فكيف بقاسم الضحيّة الذي لم يعرّفنا القاص حتى الآن عن سبب اعتقاله ، ورغم ذلك فقد منحه أقصى التعاطف في نفوسنا حتى أنه جعلنا نحتج بعنف في دواخلنا ، لأنّ محاربا طحنت روحه وآماله الحرب مثل قاسم ، ينبغي أن لا يُعامل بهذه الطريقة القسرية المذلّة من قبل السلطة ، ولا بتراكم مثل هذه الخسارات من قبل الله أو رمزه الجائر : القدر . والآن فقط ، وقبل أن نطوي الصفحة الأخيرة من القصة ، نعرف – بتخطيط من القاص طبعاً – أن قاسم قد اعتُقل ظلماً لأسباب سياسية :
(تحسّس في جيبه ورقة الدينار التي أعطاها له الكهل [ = رجل الأمن] وهو يوصيه أن يبتعد عن المشاكل ووجع الرأس والسياسة وأولاد الحرام الذين يورّطون الطيبين من أمثاله – ص 12 و13) .
ويأتي التعاطف شبه الأبوي مع قاسم المعتقل من قبل رجل الأمن الكهل في موقف من شقّين : الأول حين رفع العصابة عن عينيه ، وأنزله من اللاند روفر ، وقال له بأن أهله في البيت سيفرحون بعودته ، فغمز جرحا غائرا في نفسه ، والثانية عندما أعطاه ديناراً ، وأوصاه بأن يبتعد عن وجع الرأس والسياسة وأولاد الحرام الذين يشتغلون بها . وليس غريبا لا في الحياة العملية اليومية ولا في النتاجات الأدبية أن نشهد تعاطف رجل أمن مع سجين سياسي ، ولكن في حالة قاسم جاء التعاطف باعثا للمزيد من المرارات ، وموغلا في استثارة ذكريات الخراب واستعادتها . فلا بيت ولا ملتجأ ولا أهل ، كما أن وجع الرأس سوف لن ينتهي أبداً ، ليس من الشغل في السياسة أو من التوريط على ايدي أولاد الحرام المشتغلين بها ، لكن من هذا الجور الماحق الذي تعاونت عليه كل الجهات ومن كل جانب : السلطة والحياة والبشر والله والقدر . لقد كان قاسم – وهو يقف أمام باب النزل – يتحسّس ورقة الدينار في جيبه مطمئنا ، فهي مصدر أمان هذه الليلة حيث من الممكن ان يعود إلى عمله في المخبز أو غيره غدا . لكنه في غيبته ، لم يكن يعرف ما الذي حصل في الحياة خارج السجن وقفزة الأسعار واتساع دائرة الإنحطاط . لقد اشترى شطيرة بطاطا ، وأعطى البائع المصري الدينار ، وانتظر أن يسلمه بقية نقوده : (قال البائع : الشطيرة بدينار . قال : لا أدري . جئتُ من مكان بعيد – ص 13) .
وفي المطعم يضجّ صوت أحمد عدويّة ، وهي سمة أسلوبية أخرى ، حيث “لا ينسى” القاص أي متغيّر من متغيّرات قصته ، فيستخدمه للوصل بين الوقائع من ناحية ، وللتذكير بالمواقف الماضية منها من ناحية أخرى . لقد قال لنا القاص بأن قاسم تحسس ورقة الدينار في جيبه ، وهو يقف أمام باب النزل القديم . وقد يتساءل القارىء حتما عن مصدر النقود لسجين سياسي سابق ! . ولكن القاص يعود في موقف لاحق ، ليكشف لنا مصدر النقود ، فلا تحصل ثغرة في بناء نصّه . وهو يهيؤنا – في الوقت نفسه – للحركة الجارحة شبه الختامية التي تقضي على آمال الطمأنينة حين يدفع قاسم الدينار ثمنا لشطيرة في حين كان يعتقد أنه سيحتفظ ببقية من المبلغ تعينه في اليوم اللاحق . وقد كان تبريره أمام دهشة البائع هو أنه (جاء من مكان بعيد) . وفعلا يشكل المسجن – من الناحية النفسية والأنطولوجية – مكانا بعيدا .. وبعيدا جدا لا يستطيع فيه الإنسان “مشاهدة” اي شيء من تحوّلات الحياة خارجه ، تحوّلات تفاجئه ، وتشعره بالعجز والصدمة . ونعود إلى نفس الموقف الطفلي الإعتمادي والناكص حيث يكون على الفرد المسحوق بتجربة السجن الطويلة أن يعود لـ “يتعلّم” شؤون ومهارات الحياة اليومية من جديد . وفي العادة يتم التعلّم في الصغر على يدي الأم الكريمتين الحانيتين . لكن في هذه الطفولة الثانية المقحمة على نماء الإنسان الطبيعي ، والمستعادة كرهاً ، على أي أيدٍ ستتأسس الخبرة وتتأنسن ، وقد نُبذ قاسم من أي مكافىء للرحم الأمومي إلى الأبد ؟! :
(جلس على دكّة اسمنتيّة عند مدخل زقاق معتم ، شاعراً كم هو مقرور ونعسان ووحيد وغير مهم في ليل شارع الرشيد هذا – ص 14 – الصفحة الأخيرة ) .
وهذه السمات : الشعور بالبرد والنعاس والوحدة واللاإكتراث هي سمات الرضيع الذي يُنبذ بلا عون ولا ستر ولا حماية . وهذا الحال الإنتباذي هو خلاصة “فلسفة” الطغيان وبطش السلطة الطاغية التي تمزّق – وبلا رحمة – عبر القهر والسجن والحروب ، الأستار الحمايوية للإنسان من صلات عائلية وعلاقات إنسانية وطفولة آمنة وذكريات حميمة .. والأهم مستقبل مطمئن . وهو ما لن يراه قاسم حتى في مستقبله القريب .. والقريب جدا .. في ساعاته الحاضرة والمعدودة في ليلته مديدة الوحشة هذه . وخراب المستقبل لم ينبثق من حلكة الآن الأسود ، بل انغرزت نواه عميقا في تربة الحياة من اللحظة التي أُجهضت فيها معاني الإنتعاش النفسية لزهر اللوز التي مثلتها الصبيّة موضوع حب الطفولة حين حملتها السيارة بعيدا ، لتشوّش وإلى الأبد ، المعاني الرمزية للجمال في حياته كلّها ، حتى صار يتساءل عن أشكال الزهور التي تشبهها على الجدران ، ويتمنى لو أن كل زهرة تماثل ذلك الرمز الضائع . ثم تأتي غولة الحرب لترش دم زهر اللوز الذبيح على رؤوس تلال الآمال الشهيدة .

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. صادق المخزومي  : قصيدة الرصيف للشاعر صباح أمين – قراءة أنثروبولوجية.

مقدمة من مضمار مشروعنا ” انثروبولوجيا الأدب الشعبي في النجف: وجوه وأصوات في عوالم التراجيديا” …

| خالد جواد شبيل  : وقفة من داخل “إرسي” سلام إبراهيم.

منذ أن أسقط الدكتاتور وتنفس الشعب العراقي الصعداء، حدث أن اكتسح سيل من الروايات المكتبات …

2 تعليقان

  1. تحية لك ايها الاستاذ العظيم لاختيارك هذه الراوية العظيمة للروائى العظيم الفنان والمبدع _ الاستاذ سعد محمد رحيم_ حيث إنه يمتلك رؤية فنية خلاقة وانه خير من يجيد ادوات فنه الابداعية ويستطيع بقدرته ان يوجه تلك الادوات الفنيه نحو اهدافه بهندسة جمالية جذابة تشعر القارىء بمتعة ومؤانسة تحمل ظلال الزمان والمكان وتخرج ما فى اغوار النفس البشريه من الام وامال فهذا هو _سعد محمد رحيم _الذى نعرفه اكثر من ربع فرن من الزمان على ارض العراق ارض الشموخ والابداع والفن ……………………………..

    من اخيك حسن محمد فوده
    موجه اللغه العربية بمـــــــصــــــــــر……

  2. سعد محمد رحيم

    صديقي العزيز الأستاذ حسن محمد فودة
    سررت جداً بإطلالتك، بعد هذا الغياب المقلق حيث لم اتلق منك أي خبر بعد الأحداث الجارية في مصر.. وأشكرك على مشاعرك الصادقة ورأيك الذي أعتز به. وبخصوص الأستاذ حسين سرمك فهو غني عن التعريف ويقف في طليعة نقادنا.. وقراءته الذكية لقصة واحدة في المجموعة خير دليل على ما اقول.. أرجو أن تكون أنت والعائلة بألف خير.. تحياتي ومحبتي
    سعد محمد رحيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *