سلام إبراهيم : توضيح حول طباعة ديوان “وضوح أول” للراحل طارق ياسين

salam ibrahim 6إشارة : هذه المقالة من الروائي سلام ابراهيم هي الفيصل في السجال الذي دار حول مشروع طباعة ديوان الراحل الكبير “طارق ياسين”: “وضوح أول” . وقد بحثنا كثيرا عن صورة واحدة لطارق فلم نجد في كل مواقع الإنترنت . فجاءت من العزيز سلام هذه الصورة الرائعة والمؤثرة التي سيجدها القارىء في حقل الصورة النادرة. فشكرا لسلام ابراهيم . 

في عدد طريق الشعب 101 الخميس 10 كانون الثاني 2013 كتب الصديق الشاعر ريسان الخزعلي مقالا بعنوان ” هذه حقيقة نشر مجموعة “وضوح أول” للشاعر الراحل طارق ياسين” يوضح فيها االملابسات التي أثارها “كاظم غيلان” في مقالين نشرا في الصباح الرسمية صفحة أدب شعبي الأول يوم 12-12- 2012 بعنوان “استعادة طارق ياسين” والثاني يوم 26- 12 – 2012 بعنوان “الباب والريح”      يقول فيه بأن مازن لطيف صاحب دار نشر ميزوبوتيما كتب له رسالة يخبره فيها بإتلاف نسخ ديوان “وضوح أول”  بعد قراءته لمقالتي كاظم.
ولما كنتُ المعنى وصاحب المشروع أود أن أبين التالي:

أولا: عقب وفاة الشاعر طارق ياسين يوم 8-10-1975 قام كل من صديقيّ الشاعر – الشاعرين عزيز السماوي وعلي الشباني – بالتدقيق فيما تركه المرحوم من كتابات، وكانت حصة صديقي “علي الشباني” ما كتبه طارق من قصائد شعبية، قمنا أنا وعلي الشباني في تدقيق القصائد من الوريقات والدفاتر وتنسيقها وتكفل علي الشباني بنسخها مباشرة من أوراق طارق ياسين المبعثرة، في دفترين بخط يده أحتفظَ بواحد والأخر أودعه لدي من باب الاحتياط.
ثانيا: أودع لدي أيضا علي الشباني ديوانه – أيام الشمس – بنسخته الأصلية والتي منعت من النشر في نفس العام 1975.
ثالثاً: للمرحوم طارق كتابات نقدية أو مشروع كتاب عن الشعر الشعبي العراقي قسم منه ظهر كمقدمة لديوان – ايام الشمس – لعلي الشباني، ولا يعرف مصير مخطوطة الكتاب.
رابعاً: كما أن طارق ترك قصصا قصيرة ورواية تابعنا مصيرها كما سنبين لاحقاً.
خامساً: عند التحاقنا أنا وزوجتي السيدة “ناهده جابر جاسم” إلى الثوار في جبال كردستان 1982 أخذنا معنا “مخطوطة “أيام الشمس” و “وضوح اول”. وهناك بين الأنصار الشيوعيين أقمت العديد من الجلسات الشعرية قرأت فيها قصائدهم. ومثل وثائقي حافظت على الدفترين في تشردنا في معسكرات اللجوء التركية والإيرانية ثم دمشق إلى أن أستقر بنا المقام في الدنمارك 1992 ومن هنا بدأت محاولاتي في إلقاء الضوء على أشعار علي الشباني وعزيز السماوي وطارق ياسين. فيما يتعلق بالشاعر طارق ياسين قمت بما يلي:
1-    بمناسبة مرور عشرون سنة على رحيله أي في عام 1995 نشرت موضوعاً في جريدة المعارضة العراقية وقتها “الوفاق” العدد 185 في 12 تشرين أول 1995 عنوانه “تداعيات عن القصائد وأيام العراق” تناولت فيه ذكريات جلساتنا المشتركة مع طارق ممزوجة بأشعاره مع ثلاثة قصائد وهي: أعبر وحدك، الطير والصياد، وصورة. كما صدرّ المحرر الثقافي نداء تحت عنوان “أين رواية طارق ياسين”  ونص النداء:
( الشاعر الراحل طارق ياسين هو أحد رواد الشعر الشعبي الحديث، وله نصوص تجديدية لناحية اللغة والرؤية في الشعر الشعبي العراقي. لكنه ترك أيضا العديد من الأعمال الأدبية باللغة الفصحى، قصائد وقصص قصيرة، وله أيضا عمل روائي بعنوان “الكوميديا الوجودية” أكد العديد من أصدقائه المثقفين الذين أطلعوا على مخطوطة هذه الرواية أهميتها وجديتها. وكان من بينهم الشاعر سعدي يوسف الذي كتب عن المرحوم بعيد وفاته في 8/10/1975 في جريدة “الفكر الجديد” مشيداً بهذه الرواية ومؤكدا ضرورة طباعتها.
الآن وبعد مرور عشرين سنة، نجد من الضروري ومن باب الأمانة الثقافية أن نتساءل: أين أصبحت رواية طارق ياسين؟!. أليس من واجب أصدقائه وزملائه من المثقفين العراقيين البحث عنها وطباعتها، وفاءً لهذا المثقف النزيه والشاعر المبدع. المحرر الثقافي).
من جهتي تابعت الموضوع. فبعد سنوات ثلاث زار الشاعر “سعدي يوسف” كوبنهاجن وأقام ندوة فتحدث معه عن رواية “طارق ياسين” وضرورة إظهارها للنور فأخبرني أنها لدى المثقف المعروف والشاعر “عبد الرحمن طهمازي” الموجود في العراق الآن أتمنى من هذا المنبر أن يظهرها للنور علّ دار ما تقوم بطباعتها.
2- نشرت في مجلة الحزب الشيوعي العراقي الثقافة الجديدة العدد 273 ت2 – ك1 1996 دراسة تعريفية عن أشعار طارق وحياته بعنوان – الشاعر طارق ياسين عاش ومات في الظل – مع تسع قصائد ووجهت نداءً كي يبادر أحد إلى طباعة ديوانه أورد هنا صيغة النداء الذي ذيلت به نهاية المقالة كي تكون الصورة واضحة للقارئ والمتابع:
( أقدم من خلال الصفحات التالية نماذج تنشر لأول مرة مرتبةً وفق منهج التقديم ، راجياً من المؤسسات العراقية القادرة “دور نشر، مجلات” وأصدقاء الشاعر تبني طباعة المخطوطة المتوفرة لديّ والمنقولة أصلاً من قصاصاته المبعثرة التي عثر عليها أصدقاؤه في غرفته بعد وفاته، وسأقدمها عن طريق الثقافة الجديدة لكل من يبادر لتنفيذ هذا المشروع النبيل لمبدع عراقي عاش ومات في الظل).
3- بعد جهود مضنية شرحتها في مقالات سابقة تمكنا من طباعة ديوان “أيام الشمس” لعلي الشباني لدى دار نينوى 2001 وقمنا بدفع تكاليف الطباعة أنا وزوجتي.
4- مع تدهور وضع “علي الشباني” الصحي قمت بالتنقيب في أوراقه ونقلت أرشيفه ووضعته في أيدي أمينة في العراق وعثرت على العديد من القصائد التي من الممكن أن تشكل ديوان ثاني وطرحت الفكرة في أمسية كرم بها الشاعر باتحاد الأدباء في بغداد، فبادر الرفيق “جاسم الحلفي” متعهدا طباعة الديوان فقمنا بصفه وتدقيقه أنا والناقد “ثامر حاج أمين” وسلمته للرفيق وظهر – هذا التراب المر.. حبيبي – عن دار الرواد المزدهرة بغداد 2011.
5- أثناء تصفية أرشيف علي الشباني عثرت على نسخته من – وضوح أول – وهي بحوزتي الآن.
6- نشرت مقال في الحوار المتمدن العدد 3292 في 1/3/2011 عن ظروف طباعة – هذا التراب المر – وظهوره وأشرت في عنوان المقالة إلى أن ديوان طارق ينتظر النور منذ 1975.
7- في أربعينية الشاعر علي الشباني التي أقيمت في الديوانية وحضرها جمع من الأدباء كررت في شهادتي الدعوة إلى طباعة ديوان طارق ياسين وعندما نزلت من المنصة بادر الصديق الشاعر – ريسان الخزعلي – وقال بأنه سوف يبذل جهده لإيجاد ناشر للديوان.
8- بادرت زوجتي السيدة “ناهده جابر جاسم” بصف الديوان لدى محل ودفع الكلفة وأودعت القرص لدى صديقنا المناضل المعروف المرحوم – عبد الحسين داخل – فأوصله بدوره إلى الصديق “ريسان الخزعلي” الذي يبدو أنه نجح في أقناع مازن لطيف صاحب دار “ميزوبو تيميا” بطباعته.
هذه كل قصة ديوان “وضوح أول”
ديوان طارق ياسين متفرد شعرا وفكرا وفيه إضافة للشعر العراقي وللعقل العراقي أيضا وإذا فعلا سيتلف “مازن لطيف” الديوان أدعو دار الحزب الشيوعي العراقي – الرواد – أو دار – المدى – الحريصتين على إشاعة الثقافة الجادة والحقيقية والمتنورة إلى طباعة ديوان طارق ياسين المتوفرة مخطوطتها وقرصها لدينا، والبحث عن روايته وكتابة عن الشعر الشعبي الذي نوه له في مقدمته التي كتبها لديوان “أيام الشمس” كي نلقي الضوء على أفكار وقصائد ورواية لكاتب عراقي يساري قدم الكثير للفكر العراقي رغم رحيله المبكر.

15/1/2013

ملاحظة : في زاوية الصورة النادرة صورة رائعة ونادرة للراحلين الكبيرين طارق ياسين وعلي الشباني

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

3 تعليقات

  1. د. باسم الياسري

    الاستاذ سلام المحترم
    تحية ومودة
    وانا اقرأ مقالتك هذه دون ما سبقتها
    تذكرت محاولتي لطباعة قصائد صديقي الشاعر البصري عقيل سيد زيارة وهو ما زال على قيد الحياة امد اﻷه بعمره
    وانا المقيم خارج العراق وعندي دار ضفاف ﻷنشر للاتصال بعدد من اصدقائنا المشتركين لجمع قصائده بديوان فلم اوفق
    وسعيت فحصلت على تلفونه واتصلت به ولم ي سل ما طلبت وهو شاعر كبيﻵمن ايام الجامعة قبل ثلاثين عاما
    المهم اخي اذا كانت المخطوطة موجودة انا اتعهد بطباعتها
    فصاحب لا خبر في وحدان اجيال من العراقيين
    وسنصدر قريبا لشعراء من الناصرية كتابا
    شكرا لوفائك ونبلك
    وارجو ان تكتب مقدمة له ليحمل الكتاب اسمك
    تقديري لصديقي الاعز د حسين سرمك
    صاحب الحشور الابرز والنفس العراقي الاصيل
    وضفاف واحة لكل العراقيين وفاضت على غيرهم
    د باسمالياسي

  2. سلام إبراهيم

    الأستاذ د, باسم الياسري
    تسلم لموقفك الجميل
    في الديوان دراسة كتبتها كمقدمة
    قريبا سأبعثه لكم
    خالص التحية وطوبى لمن يشيع الأدب الجميل والثقافة الحرة

  3. د. باسم الياسري

    الاستاذ سلام المحترم
    تحية ومودة
    هذا اقل ما نقدمه لمن سبقونا لنؤسس لقيم قد يحتذى بها في الوفاء لا نكران الجميل وتجاهل المبدعين ومحبتي واكرر ثنائي لصديقنا د حسين سرمك على صبره على ادارة هذا الموقع ولو كانت حساباته مثل غيره لتوقف الموقع
    محبتي لكما وارجو ان نديم التعاون مع التقدير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *