شقاء
إنه لسان القدر ، يطرق على أيامه إشعارات غير محدودة . ذات مساء عبأ الأرق هاوية الفقر بغير استغراب ليترك دخاناً يغطي ركام كل هذه الحيرة . عندها كتب على جدرانه المقفرة بؤس العالم .
أحلام
صناديقه اليوم شهادات على رحلاته ، وسكائره المدفونة في فمه تتكلم عن إخفاق إثر إخفاق . بينما كان يشير إلى ما يحدث جيئة وذهاباً ، ينهض فجأة من نومه لير إن هذا المساء يهمس أيضاً في أحلام حزينة .
ديمومة
في تلك الأيام اغتصب الصمت الطويل تأملاته . أراد أن يخوض أحلامه الشاردة ثانية ، بيد ان الأسرار التي فتحت نوافذها نقلته من محنة الى خطوة غير متساوية ، وقتها أدرك ان براكينه كانت من نوع لا يسمعها أحد .
الآلة
قد يكون يريد تغيير ما يراه على شكل أسئلة تحشر الجوع في ساحات أيامه المزدحمة بالصدمات ، ويحاول التحصن إلى حد لا يمكن صيده أو كي لا تتجه إليه الجمرات وسهام الإفلاس . هكذا حاول أن يحفظ أحلامه من مخالب العالم المعروف باختياراته ، لكن صرخة الآلة ودورانها الملتهب لم تسمح له باللذة ، حيث تسللت بخفة دفعته للتسكع في موجات اخرى من الأرق .
عواء
دهشاته فتحت ثانية كل الأيام الطويلة الساكنة ، وتحت فوانيس تقذف نغماتها المشبوهة في هذا
المكان . يدرك فيما بعد ان الأيام المفقودة تعود بعواء ليس له أب .
حريق
أي مساء يعود لهدوئه اليتيم ، وأية أنفاس تتبعثر بعد أن تكون قد دفنت نيرانها ليلة إثر ليلة . في
مثل هذه المسافات تجعله السفرات العابرة باكياً ، تلقي فيه نبضات ومشاهد تتدلى من نوافذ
لا تنقصها الحرائق .