بعد ديوانيه اللذين أحدثا صدى كبيرا في الوسط الثقافي وقت صدورهما وبعده وهما ” حديقة الأحوبة ” الذي كتب مقدمته شيخنا الدكتور ” عناد غزوان ” ، و ” أهزوجة الليمون ” ، سيصدر قريبا جدا الديوان الثالث للشاعر المبدع ” حسين القاصد ” وعنوانه : ” تفاحة في يدي الثالثة ” وهي كما متوقع في العراق تفاحة الفاجعات والخسارات الجسيمة .. وكنا نعتقد أن الرثاء قد وقف عند الخنساء وهي ترثي أخاها صخر ولكن القاصد يقدم لنا في ديوانه هذا خمس قصائد في رثاء أخيه الشهيد ” حسن ” الذي قتله الأمريكان الغزاة .. هذه القصائد هي من عيون قصائد الرثاء في الشعر العربي المعاصر . في قصيدة ” ما تيسر من دموع الروح ” يخاطب القاصد أخاه الشهيد حسن :
اي ياحسنْ ..
كبر العراق فيتم الازهار اني صرت ابحث عن مروءة دمعة او قشة من بعض ذكرى اقتفيها , اجلد المرآة اني لااراني
فانا اراك مطوقا بي صورةً
هل تكذب المرآة كيف اراني
الان تؤلمني كثيرا مالذي تشكوه من وجع ٍ فرأسك صار يؤذيني .. شظايا وجهك المنقوش بالاحزان .. ترميني اليّ انا لست اقوى ان اكون (انا وانت) لانني انا لستُ انت ..
دبابة مرت .. ركضتُ الى المرايا سوف اجرح وجهها علـّي اراك .. ارجوك لاتحزن ..دموعك بللت وجه الزجاج فلم تعد تقوى المرايا كي تلمك من زواياها
حسـ …………………نْ دبابة ٌ اخرى اتت من يكسر المرآة في وجهي لتخرج من دمي اهزوجة ً مجروحة ً
(ثارك ماننساه اسمع حسوني ) 1
ممن سأثأر من تراه الجاني
وانا وحزني الان مختلفان
الاحتلالات القديمة والجديدة كلها تعنيك ..لكنّ الرصاص الجار يملأ غرفة الاطفال يوقظ طفلك(السجاد) مرعوبا
من الجيران ِ ..
وانا وحزني الان متفقان
ان احتراقك في دمي اغناني ..
عني …. عن المرآة
عن وجع التصاوير التي
تغفو على الجدران ِ
تشكو الاطار فكيف انت محدد بمساحة التذكار , قد اشكوك قربك فابتعد عني كثيرا واحتمل هذياني ..
عيناك رأس السطر والوعي المحنط دفتر الذكرى ساقرأ بسم جرحك هيبة المعنى ارتلُ ماتيسر من دموع الروح في سفِر المرايا علني القاك
او تلقاني
سأحب وجهي
1 اهزوجة هزج بها ابي في تشيع اخي حسن وهي باللهجة العراقية
—————————-
(صورة من الغلاف) – اضغط على الصورة لرؤيتها بالحجم الطبيعي
مبارك للوسط الثقافي صدور مجموعة القاصد الجديدة .. فالشاعر حسين يشكل علامة مضافة للشعرية العراقية ؛ و هو مبدع كبير يستحق الانتباه اليه نقديا وقرائيا ..