صدر عن دار ضفاف للنشر في الشارقة كتاب ( التغلغل البريطاني في شرق افريقيا – دراسة تاريخية في سكة حديد مومباسا- بحيرة فكتوريا 1888-1920) للباحث العراقي الدكتور علي صدام الساعدي
وتأتي أهمية هذه الكتاب من كونه يسلط الضوء على حقبة تاريخية مهمة من تاريخ الاستعمار البريطاني لجزء حيوي من القارة الافريقية . فمنذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر بدأت بعض الدول الأوربية الصناعية ، ومنها بريطانيا ، تكثف نشاطها الاستعماري بهدف فتح أسواق جديدة وربطها بالاقتصاد الإمبراطوري ، وتستحوذ على المواد الخام التي تم اكتشافها في الكثير من المستعمرات الافريقية ، مثل الذهب والماس والمعادن الأخرى ، إلى جانب الغلات الزراعية التصديرية مثل القطن والكاكاو والبن وزيت النخيل . فكان خط سكة حديد مومباسا – بحيرة فكتوريا، من الوسائل الحيوية التي تمكنت بوساطتها بريطانيا من مد نفوذها الاستعماري وتأسيسها المصالح السياسية والاقتصادية في شرق افريقيا ، فضلاً عن اهمية الخط في تأمين منابع نهر النيل ومن ثم تعزيز السيطرة البريطانية على مصر وقناة السويس .
تم الاعتراف بأهمية السكك الحديد في الاقتصاد السياسي لافريقيا التي خضعت للاستعمار الأوربي بشكل عام والاستعمار البريطاني بشكل خاص ، منذ انشاء السكك الحديد في تلك المستعمرات ، وتم التأكيد على أهميتها من لدن الاداريين والسياسيين المعاصرين لها وكذلك الباحثين.وعلى الرغم من اهتمام الباحثين في التاريخ الاستعماري الاقتصادي لافريقيا ، فاننا لم نجد دراسات مفصلة عن مراحل بناء سكة حديد مومباسا- بحيرة فكتوريا وعلاقتها بالاقتصاد البريطاني الإمبراطوري أو دورها في نشوء المصالح الاقتصادية والسياسية .
ملاحظة : الآراء الواردة في النصوص والمقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع