عايدة الربيعي : السينما تصوغ أكثر مما تصوغ أية قوة أخرى.

من خلال لقاء دام ساعتين تقريبا عبر السكايب مع صديق واخ مغترب يعيش في نيوزلاند في حوار ثر دار بيننا عن الفنون -الرسم والتشكيل والذي تطرقنا من خلاله الى حوار هام جدا في مجال تخصصه الاكاديمي – السينما والميديا – وموضوع بحث رسالته في الماجستير وكيف توصل إلى نقاط هامة وخطرة في الاعلام الموجه من الغرب الى العرب من خلال السينما وفاعليتها. فكرت في نشر مقال قديم لي كتبته من عام تقريبا ولم ينشر- دراسة بسيطة- في نفس موضوع الحوار.
يقول(إروين بانوفسكي) مؤرخ الفنون :
” إن السينما،سواء أحببنا أم لم نحب، هي القوة التي تصوغ أكثر مما تصوغ أية قوة أخرى – الآراء والأذواق، واللغة والزي والسلوك- وقد ازدادت شعبية السينما في السنين الأخيرة بإعتبارها نشاط يلقي هوىً في نفوس أنماط مختلفة من الناس. لذا نجد اليوم وفي أرجاء كثيرة من العالم فرقا سينمائية قوامها الهواة وشبه المحترفين. ولعل المدارس والجامعات هي أول من انتبه إلى ما يحتويه هذا الفن من طاقة هائلة في مضمار التربية والتعليم لاتتوفر في أي من الفنون الأخرى.
في السبعين سنة الأخيرة ونيف تطورت السينما من إدارة لهو بسيطة إلى صناعة ضخمة معقدة تشمل مئات الفنون والحرف، وتضم ملايين العاملين في ميادينها المختلفة، بما تقدمه من أهم المواضيع بطريقة مقبولة ومهضومة، وأصبح البعض يتفهم خطورتها، ولا تقاس خطورتها- السينما- الآن باعتبارها صناعة كبيرة أو بالثروات والأموال التي توظفها،وإنما خطرها الرئيسي يكمن في (التوجيه الفكري).
على اعتبار أن  السينما حققت أكثر نجاحا من بقية الوسائل التعبيرية في جذب الإنتباه على اعتبار أنها أكبر  وسيلة إعلامية تصادف نجاحا واستجابة لدى اكبر عدد من مستويات الإفهام المختلفة . واتخذت كأداة فعالة في ميادين التعليم والتدريب كونها طاقة لا يشق لها غبار في تقريب المسافات وإزالة الفوارق بين الشعوب لما لها من القدرة على تغيير الأفكار والطباع ، كما ثبت أن في استطاعتها أكثر من أي وسيلة أخرى أن تغير الطباع المتوارثة والأفكار التي نشأت مع مولد الإنسان، كذلك تغيير الانحرافات لدى الأشخاص ذوي السلوك المعوج، بل في استطاعتها أن تؤثر على المبادئ والعقائد عند بعض الناس والمجتمعات (وتلك مسألة خطرة للغاية ).. وفي توثيق الروابط الإنسانية والعلاقات الطيبة بين الشعوب في تبادل ثقافي لإرساء دعائم الألفة والمحبة لتحقيق هدفها النبيل؛ كونها من أهم وسائل تربية الذوق العام والإحساس بالجمال. مهمتها – السينما-  التعريف بموضوع خاص من خلال القدرة على ابراز الحقائق  بإنتقاء النقاط البارزة القوية وتسليط الضوء عليها من خلال ما يستبعد من التفاصيل والتوافه  بالتحكم بعامل الوقت وعامل الزمن، فمن الممكن أن ننتقل من خلالها (زمكانيا)  اذ صار بإمكاننا أن  نمد آفاق المعرفة والعلم إلى الماضي والحاضر والمستقبل من خلالها، وهي التي يمكن أن تكون سجلا للحوادث فتبعث إلينا التاريخ بكل ملابساته وطقوسه في ارض معينة.. ومن هذا المنطلق ومن خلال معرفة تأثيرها الكبير كان علينا أن نصنع تاريخنا بأنفسنا ذلك بدءً بإنتاجها  وأن بالإمكان أيضا أن نؤسس فكرة من خلال الاهتمام  بالتأسيس لإقامة المهرجانات السينمائية، أي بالاستطاعة استخدام السينما لتغيير واقع المجتمعات وطريقة تفكيرها إلى نمط حياتي جديد (عملية خلق) من خلال تأثيرها على التوجهات الفكرية لمجتمع ما.
إن العمل في المجال السينمائي يجب أن يكون في مدى واسع يعتمد على أهم الأسس لفهمه وإدراك معنى ضرورته الفكرية الثقافية في حركة نمو ورقي المجتمع من خلال ما تطرحه.وهذا ينطبق على  الفريق الذي يقود هذه العملية الفنية المهمة، فليس من الضروري أن يكون فريق العمل كبيرا ليكون ناجحا فان المفتاح الحقيقي للنجاح يكمن في اكتشافنا للمحدوديات الفنية والإبداعية والعمل ضمنها .. وعلى كل عضو في المجموعة في (العمل السينمائي الجماعي ) أن يعرف ما عليه أمام الكاميرا وورائها ،أن يمتلك الخبرة من مرحلة كتابة النصوص وحتى الإخراج..
وسوف يتبين لأي باحث في هذا المجال ان   الجمهور العربي يجهل تاريخ هذا العلم  والمراحل التي انتقل منها هذا الفن وماهي مصادفاته وتجاربه كمن يحتاج إلى حديث ممتع يشفي غلة المتعطش (وهذا يعتمد) على الكيفية في تحقيق ذلك وعلينا أن نكتشف بأنفسنا ما يمكن أن نحققه ليكون لدينا قاموسنا لخبرتنا السينمائية – وبهذا نستطيع هضم مدى واسع من الإمكانيات ضمن العمل السينمائي الجماعي وذلك باستخدام الدراما الإبداعية  الواقعية التي تستقي مواضيعها من واقعنا الحياتي وحياتنا الاجتماعية ضمن نتاجها الفني وبشكل ناضج يتماشى والتطورات لبناء المجتمع باستخدام هذا الجانب طبقا لحركة التطور في المجتمعات وتاريخها.  وستكون النشاطات حينها أكثر طموحا، متى ما بدأنا نعرف بأن السينما علما وان لكل علم لابد أن تكون له أصول وقواعد ونظريات. وبداية الإلمام بهذه الأصول والقواعد والنظريات ودراسة تاريخ ذلك العلم :
كيف نما ونشأ وتطور،كيف نشأة الكاميرا ونشأة آلة العرض، بهذا نستطيع أن نؤسس تظاهرة فنية وصناعة لا تحتاج إلى الاستيراد من الخارج ..ومن الطبيعي هذا لا يتأتى بيسر، علينا أولا أن نتفهم نشأة الكاميرا وآلة العرض وكيف بدأتا كآلتين قاصرا استخدامهما، كآلتين جامدتين، وكيف تفتحت إمكانياتهما وكيف تطورت السينما من عهد الآلة المجردة فأصبحت فنا يتميز بالإحساس والشعور والموهبة. إن (إديسون) قد نسق أفكار غيره من المخترعين فاهتدى في معمله إلى كل من آلة التصوير السينمائي وآلة العرض. علينا أن نعرف قواعد هذا العلم _علم السينما- وأصوله ونظرياته وان هذا العلم لا يقوم من تلقاء نفسه  وإنما يستقر بعد التجربة والخطأ لذا نحتاج إلى انقضاء زمن من الممارسة السينمائية -التجربة العملية – لها، (ربما نتفق)  على أن الفكرة السينمائية في انتشارها مجتمعيا ما تزال محدودة في مجتمعنا العربي الإسلامي حتى الآن ولكن نستطيع أن نعتمد على سياسة التشجيع لإشاعة أهميتها بين صفوف المجتمع،  وذلك يتم بتشجيع المجموعات الثقافية لاكتشاف مواهبهم و محدوديتهم من خلال تجريب محاولات سينمائية مختارة بعناية.. وبتطوير وتحسين أساليبهم من خلال ما يكنزونه من خبرة وإيجاد أكثر من طريقة واحدة لمعالجة قضية ما، ولابد أيضا من التهيئة وتدريس صناعة السينما منذ الطفولة ثم تتمرحل لتدريس مادة التكنيك (الفلم الوثائقي للمحترفين). وتستطيع الجهات المسؤولة أن تدعم البنى التحتية لهذا الحراك وهذا الفن الواسع لنمنع  الكثير من عراقيل الشباب التي تمنعهم من المواصلة والتخصصية السينمائية، وقد تصادفنا مشكلة وهي:
(أن كثيرا من هذه المشاريع هي مشاريع دراسية، تمنح صاحبها جواز العبور إلى خارج الدراسة والجامعة، ومن بعدها يختفي صاحب العدسة ولا يكون له من أثر) ويرجع ذلك إلى أن الفئة الشابة لم تستطع ضبط أبجديات العمل أصلا والانصياع لواقع حال السينما عندنا(وهذا يولد الإحباط وعدم الاستمرار ) ، الدراسة الهادفة للسينما المحترفة أمر مهم من خلال توفير المعلومات حول كيفية رؤية الأفلام الجديدة والقديمة ودراسة الأفلام الرئيسية فذلك امرذو قيمة كبيرة  والدراسة تتم بروح التعلم لا الخشية ..والتركيز على الكيفية والتكنيك المتبع في عمل الفيلم. وكان حريا الاهتمام بالمعاهد والمدارس والأكاديميات لفنون وعلوم السينمائية
بإصدار مجلة دورية أو أي مطبوع دوري يبحث في عمل الأفلام هذه مسألة، وربما الحصول على الأجهزة الأساسية الضرورية هي من المشاكل الرئيسية  أيضا.
أن يبتدئ المبتدئون بسلسة من الأفلام القصيرة وأكثر من هذا ،فان فلماً ذا سياق طويل ومعقد وربما ضعيف الفكرة ،يحكم على نفسه بالفشل منذ البداية أكثر وهذا يشكل شعورا بالإحباط مما هو الأمر مع الفيلم القصير،التنبه في هذه المرحلة الطليعية  إلى تبني الحقيقة بدلا من اختراع شئ خيالي تماما مع  دقة الملاحظة. الأمر الذي يجعل محاولة خلق التشويق أو التميز تتحول إلى أحداث سهلة يُمكن التنبؤ بها عند المشاهد الذي ينحو به في هدم المسافة بين المتخيل والواقعي من خلال شخصية الممثل أو طريقة الإخراج أو حتى اختيار الموضوع، لهذا نرى معظم الأفلام في المشاريع الطلابية لم تكن قريبة من المشاهد كون معالجتها الفنية كانت بعيدة عن واقعنا أو أحداثه غير مجسّد ة فيه بأسلوب يبعث الدهشة، وهذا أمر مهم لأن يبقى في ذاكرة الجمهور، وأحيانا السينوغرافيا تزيد من الإحساس بحالة تأزم للشخوص داخل الفلم نفسه وهذا ينعكس على الجمهور أيضا وعلى مستوى الإنتاج.أو يكون أن المخرج عالج مواضيع الأفلام بأسلوب بصري اعتمد على الصورة فقط مستغنياً عن الحوار بطرق فنية مسايرة لأحداث الفيلم،أو ربما يعتمد –المخرج-على أسلوب رمزي وقصة أراد بها التعبير عن موضوع ما كمادة دراسية .
لهذا حين تتميز هذه المهرجانات بعرض أفلام طلبة المعاهد المتخصصة في السينما، والمعاهد المتخصصة في مهن السينما غالبا لا تكون في مستوى الحدث على الرغم من الصعوبات التي يواجهها الفريق..وعادة ما يكون  البرنامج مكثفا بحيث يعرض كما من  الأفلام خلال حصة واحدة . وأن معظم هذه التجمعات الثقافية والاجتماعية انغمرت في (العمل السينمائي العملي )ركزوا إلى درجة كبيرة على إنتاج الرحلات المصورة والأفلام القصصية حيث تكون الحبكة السينمائية غير متطورة إلى درجة كافية أو اختيار ممثليين قليلي الخبرة وكل هذا  يرجع إلى أن الدارس يحتاج إلى نهج توضيحي للمراحل التي مرت بها الفنون السينمائية، هاويا كان أم محترفا عليه أن يفهم أن السينما ليس فنا فقط وإنما علما وفن قبل أن تكون علما ..فن له باب التجديد مفتوحا على مصراعيه لن يغلق أبدا وعلى المتعلم أن يلم بكل التفاصيل المهمة ليكون على بينة مما يقرأ وعليه أن يفهم ايضا أن السينما الة وفن .
ذلك أن الصور المتحركة وليدة الاختراع وذلك منطويا على كل من الآلة والفن. يقول فريدريك رافائيل (سوف لن يطول انتظار الوقت حتى تؤدي التغيرات الفنية إلى تغيير مجمل التوازن السينمائي) وعلى الهاوي أو المحترف أن يعي ذلك منذ نظرية اللعبة القديمة المعروفة باسم الفانوس السحري وحتى آلة عرض الشرائح الفلمية إلى آخر الآلات العرضية المتطورة والدقيقة. بدءا من تصوير الحركة والانتقال إلى إخراج الأفلام الصامتة التي أضيف إليها فيما بعد الصوت ثم جاء عهد الأفلام الناطقة تجمعها فكرة الاستفادة الجدية.
علينا أن نفهم أن عمل السينما ممكنا وليس بالضرورة  ان يكون خاضعا لمسارات السينما التجارية وإدراك (أن اتجاه الاحتراف الكاذب قد يحدث للبعض وينبغي تجنبه) ولا يكتفي بالدراسة والتحليل للأفلام التوضيحية بل يتطلب مشاهدة هذه الأفلام للوقوف على مادة الدراسة والاستعانة بالمشتغلين بالفن السينمائي في بلادنا وغيرها المستند إلى الخبرة العملية المستمدة من العمل السينمائي في المدارس والأكاديميات ونوادي الشباب وعلى مستوى شبه- محترف وأن نتناول الأفلام الرائدة في هذا المضمار ب – شكل تحليليلا- والعرض والنقد بالمقاييس النقدية في أيامنا، وفهم فن المونتاج وجميع القواعد الأخرى . ان هذا الفن لم يأخذ شكله إلا بعد تحسينات قامت على نظريات علمية في علوم الضوء والصوت والبصريات وغيرها ؛ كيف بدأ وكيف تطور وأصبح من اكبر فنون القرن،وان علينا إدراك إن الفرق بين الفن والآلة (الأجهزة الأساسية )هو الذي سيعين على حل بعض المشاكل المتصلة بالعلاقة بين السينما وتطورها وهذا الإدراك (هو الذي سيساعد بنوع خاص على الإجابة عن السؤال :  كيف نؤسس للمهرجانات؟
علينا أولا قبل التأسيس للمهرجانات أن نعي  دوافع العمل السينمائي .ولابد من المواكبة، ومن اقامة
المهرجانات لأنها ضرورة تكشف لنا نواح عدة منها:
معرفة التفاوت في الأفلام المشاركة في المهرجان نفسه، في مستواها الفني على الخصوص لأن الجانب التقني أصبح غير قابل للنقاش بالنسبة للأفلام المشاركة ضمن مسابقة أي مهرجان.
و كذلك من الناحية الجمالية للصورة، (الأمر الذي أصبحنا نفتقده في الأفلام القصيرة بعد أن كان حاضراً في الماضي لكن هاجس محاولة إرضاء المشاهد بكلِّ شرائحه وربح متابعته، نحا بالفيلم نحو التبسيطية، في حين سقط بعضها في فخّ تقليد أسلوب الإخراج الأوربي أو الأمريكي) ولأمور أخرى  تتعلق بقلة الوعي الأكاديمي عند المشتغل في المجال السينمائي :
على منتجينا في هذا المجال أن يتعاملوا مع الموضوع بدقة واختيار عاليين، مثلا : تناول المواضيع العصرية والقضايا التي تحقق علاجا ومادة غنية تقرأ مشاكل الفرد اجتماعيا وإيجاد الحلول أو الوصول إلى علاجها،  ويكون الطرح دون التنازل عن الأصالة وجذورنا الإسلامية، كذلك من خلال إمكانية كسر الحاجز بين حدود الخيال والواقع إخراجيا لتجعل المشاهد يتساءل عن حقيقة وجود الشخصيات وهل أنها ليست فقط سوى جزء من شخصية واقعية ؟ وهنا يتميز الطرح. علينا أن نتساءل ما هو الدافع لتصوير فلم ما، وهذا أمر مهم  جدا. وهل سوف نحقق في هذا المجال نوعا من الموازنة  بين الأفلام المكتملة التي تم إنتاجها وبين عدد المحاولات الاستكشافية الأصلية.. هل بقي التفكير بالطرق الممكنة للتصوير سينمائيا؟
لغة الفلم شئ يمكن تعلمه بالاكتشاف وليس بالحفظ عن ظهر قلب.
هل يتوجب تجنب الكاريكاتورية الدراما تيكية والمبالغة عند إعداد لنص الفلم؟ الصدق والأصالة بدلا من الاصطناع الدراماتيكي أو الابتذال هذه إشارة مهمة أيضا
وهل نحتاج إلى السخرية الدرامية؟  ذلك أن الجمهور يلتقط ،في أوقات مناسبة ،معاني ابعد من تلك التي تستطيع  شخصية الممثل أن تقدرها هذا مايجب الانتباه له عند صناعة الفلم (وبهذا يمكن لمثل هذه المهرجانات أن تؤسس حراكا سينمائيا) داخل مجتمعاتنا لو أخذنا بنظر الاعتبار تلك الملاحظات المهمة في تأسيس حراك سينمائي جدير بنا .
بعد قراءتي لبعض الدراسات توصلت إلى ان :
* إن أزمة ما بعد الحداثة (تفوق الكمبيوتر )ووسائل الإعلام الأخرى وقد  لعبت دوراً هاماً في توسيع مدى تأثير السينما في الثقافة الإنسانية على مدار الزمن ، انطلاقاً من الفلم البدائي ومروراً بالأجهزة الحديثة ووسائل الإعلام السمعبصرية ( المرئية والمسموعة) وصولاً إلى الوسائط المتعددة (الملتي ميديا)وغير ذلك .
*أن من وظائف وسائل الإعلام المدركة وكما تلعب السينما العصرية  في صنع النمط الاجتماعي الجديد حالة مهمة ، فللسينما قوة هائلة في صياغة المواقف ، كما أن الدراية السينمائية بقضايا الإنسان المعاصر وسيكولوجيته تكسبها قدرة إضافية على توجيه الإنسان (أو برمجته)، لتخلق منه النموذج الجديد( بخلط النمط الاجتماعي بالخيالي) وهذه برايي خطرة جدا ان عرفت دوافعها الحقيقية  .
* السينما وفلسفة أهدافها يجب أن تستخدم في التوجه للمستقبِل  (المشاهد) والسيطرة (أو التأثير) عليه. وكان للنخب الحديثة دورها في هذه العملية . إذ أنها تتحمس للتجريد واللامعقول في الأعمال الإبداعية  وذلك لأنها – النخبة- تستهوي الغموض وما يوازيها لدى المجتمعات التقليدية.( النخبة الحديثة يستهويها ذلك) .
*الفلسفات المعاصرة تريد نخبة تقدس الأصالة وطرح مواضيع تمس حاجة مجتمعنا. وهي(أي النخب الحديثة) عليها أن ترسم خط انفصالها عن العالم العادي. وبذلك فان النخبة تعبر عن شهوتها في الكشف عن معنى للعالم والوجود البشري.

*النخبة الثقافية تستخدم لغة فنية مغايرة غير مألوفة في معالجة الأعمال الإبداعية، وعليها-الأعمال الفنية- ان تكون مطعّمة بإشارات تهدف إلى النهوض مجتمعيا
أن يحلقوا في “الخلق الفني”، أن كان لديهم إدراك كامل بمدى الدوي الذي من الممكن أن يحدثه هذا الخلق الفني في الثقافة والمجتمع. طالما استفادت النخب الثقافية من أجهزة الإعلام في ذلك،  ففرض الإبداع الفني نفسه ليتعدى الأطر بفضل عقدة النقص عند العامة والسلطات الفنية الرسمية..
ان عدم استيعاب الخلق الفني الإبداعي يحدث ضجة ونتائج وخيمة على النقاد والجمهور والهواة، فتستطيع  هنا وسائل الإعلام بإنقاذ النخبة إذا روجت ودعمت لتأسيس حركة أكاديمية ، شبابية  تعمل  بشكل إبداعي أو خبرة فنية لا تمتثـل للسائد (من اجل الخلق والتغيير)، وذلك حتى لا تتعرض هذه الأعمال والخبرات للخنق والتشويه والإهمال والاندثار لاحقا.
بالخروج عن السائد والمألوف،لأننا نحيا في زمن
( صار اللامألوف سائداً، والغريب له الرواج بفعل وسائل السينما الأجنبية وهذا يدفعنا مرة أخرى للبحث في “قوة الإعلام” وقدرته على (النمذجة )، لوسائل الإعلام وكيف يمكن للمجتمع أن يبتعد عن الإيهام الذي تصنعه السينما مثلاً، كيف يكون بمقدور الجمهور التمييز بين الواقعي والخيالي، الحقيقي والوهمي، في ظل سطوة الأفلام .!
في ظل الهيمنة الكبرى لوسائل الإعلام على العقول والسيل العارم من المعلومات إنها أزمة ما بعد الحداثة).

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. صادق المخزومي  : قصيدة الرصيف للشاعر صباح أمين – قراءة أنثروبولوجية.

مقدمة من مضمار مشروعنا ” انثروبولوجيا الأدب الشعبي في النجف: وجوه وأصوات في عوالم التراجيديا” …

| خالد جواد شبيل  : وقفة من داخل “إرسي” سلام إبراهيم.

منذ أن أسقط الدكتاتور وتنفس الشعب العراقي الصعداء، حدث أن اكتسح سيل من الروايات المكتبات …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *