الشاعر أسعد الجبوري رغم ارتحاله و طوافه اللانهائي عبر دول المهجر العربي إلا أن لغة الوطن و شهامة الوجد في ذاته لا تنفك ، هو يستشرفُ عوالمه و أبعاده التي تترامى باتساع القصيدة و لكن يبقى مشروعه(الإمبراطور) الذي يُعنى باحتضان النصِّ العربي ذو النفسِ المغاير كما لو أنه يتقصى مكامن الجرح لا ليُضمِّده بل ليجعله أكثر قدرة في مواجهة الغموض و المستقبل و القدر الصعب حيثُ يعتملُ الندى في كلَّ صباح ، و يغلي الشاي العراقيُّ في صدره كمرجلٍ يتحسسُ جمرَ الوطن في لهيبٍ حادٍ لا يكادُ ينطفئ ، هكذا تعرَّفتُ على أسعد الجبوري عبر الفضاء السايبروني أو الالكتروني بالمجمل كانت صداقتي معه ممتدة و ذات احتواء ، و كان النصّ الكوني الذي جمعه و ضمَّ مئات الشعراء العالمين هو عتبة التفرُّسِ في عين المجهول ، كانَ يهمسُ لي بالكثير من أحلامه ، و كانت نزعة التمرد و حسّ التغيير الذي ينشده و يتأمله في الوطن العربي المغلوب على أمره هو رهانه الإنساني على شفرة النص ، فلا يمكن أن يقف الشاعر على حافةٍ غامضةٍ على الدوام و لكنه بالضرورة قادرٌ على الخلود و الصمود على مبضعِ القصيدة و شفرة التحدي التي تتباينُ من شاعرٍ لآخر …. هكذا وجدت أسعد و ما أذهلني في تجربته مغامرته الدؤوبة لاكتشاف نصه/نصه عصيُّ على الفضح تجده جريئاً وواضحا على درجةٍ ما من التأويل و الدهشة التي لا تتكرر عند غيره ، هو استمرارٌ للقصيدة العربية في الخارج و هو كائنٌ عربيُّ يلوِّحُ لنا من سماءِ ثلجيةٍ/من الدينمارك التي ألبسته جناحاً آخر/كي يسلبَ غفوتنا و يُداهمنا بصهوةِ أحلامه و جنون مشاعره و مكائدِ غوايته … الشاعر أسعد الجبوري هو نخلة الكلمات ، هو ربيع القصيدة الحرة ، هو كريستالة الغجر التي تلمعُ في زارِ القصيدةِ ، هو صديقُ الكون و حادي الذات !
محمّد الفوز* : أسعد الجبوري … صديقُ الكون و حادي الذات
تعليقات الفيسبوك