إشارة : تحتفي أسرة موقع الناقد العراقي بالشاعر العراقي المبدع “اسعد الجبوري” الذي طبع بصمته المميزة والباهرة على جسد الشعرية العراقية ، ومازال وبمثابرة عزوم يغذ الخطى على طريق العذاب الآسر هذا .. فتحية له .
* شاعر من السعودية
رجل يظهر في الطريق، تطلب منه الجلوس على كرسي في مكان مُظلم تماما؛ تمهيدا لالتقاط صورة فوتوغرافية له، تضبط إعدادات الكاميرا.. وتستعد، وقبل أن تضغط على زر التصوير، يندلع ضوء/ فلاش في وجهك، يقوم الرجل من مكانه، يضع في يدك صورة (سينيّة) لعظامك، ويختفي…
هذا هو أسعد الجبوري!
كولاج*
“كان يمكنه الضجر من الحياة قبل أن تداهمه الشياطين في محطة بنزين. يُلقي الدّلوَ في الدمعِ ليستخرج منه الخيالَ والكبريت والنهود. ومثلما نفعل أثناء طمر جثة الحزن في الثلاجة/ نُطارد الخوف بالكلاب، الضوءُ في نهاية النفق خفّاشٌ بثياب ريبة/ والرصاصُ يندفع لاستكمال رومانسيته في الجثة… يا لمتعة الخَرَفِ في الوحدة: النوافذُ تقع من الوجوهِ/ والزجاجُ يختلط بالأحلام بين شقوق النوم/ السماءُ ورقةٌ ستسقط ذات يوم/ والقتيلُ في كل مكانٍ يحاول سحب جثته من النسيان؛ ليُشير بإصبعه نحو الريش المتساقط من القمر. يستحقُّ النباحُ أن يدوّنَ كحنفيّةٍ ساخطة في وجه الرمل/ وإذا ما تساقطت الأرواحُ كالثلج بعيدا عن منازلها/ كسرَ في صدره السلالم ليذهب غريقا في الموسيقى. العاشقُ: ثيرانٌ تتمرّن، سمكةٌ في تجريب الذّوبان.. كانت وحدته في جسده/ تجلسُ خاملةً إلى طاولةٍ مرسومة بالفحم/ والكأسُ رصاصة يُطلقها على روحه/ ليرقد نائما كَـ باصٍ تعطّل ما بين الغيوم. ينظرُ النومُ إلى صورته البالية في المرآة/ الزجاج لا يعكسُ نفسَه/ يأكل المنومات فقط/ تاركًا قناني الأحلام تثرثر على السرير دون هوادة. الوقتُ: قنّينةٌ فارغة في نهاية قبر، وردٌ يتشرّد بعيدا عن ذكرياته في مدافن الجليد، والموتُ ليس غير زورق يمشي بطاقة السحاب. أنظرُ إلى: حصاني الميت تحت زجاج ساعتي، الفأسِ التي تنزل عميقا في كعكة الميلاد. يتعذَّرُ أن تتنفسَ الحريةُ برئة فأس/ غير أن تهيم كالزرافات في مجرى الحطام المُلتقَطِ من ساعة اليد، يحدثُ ذلك بجرأةِ مرآةٍ تحفظ بصمات العابرين؛ فقد أكلتْ حكمتي الثعالبُ في الدّجاج!. كحبّات زيتون سوداء/ تساقطت منه دموعه في مُنتهى العُزلة/ أرهقَ نفسَه طويلا/ ثم أكلَ الرسّامُ الزهورَ في اللوحة”
* مادة الكولاج الإبداعية مُقتطفات من ديوان الشاعر أسعد الجبوري- الأخير (على وشك الأسبرين).