صدر عن دار ضفاف للطباعة والنشر والتوزيع (بغداد- الشارقة) كتاب جديد بعنوان (نهاية العالم والتفوق الحضاري عند الكهنة السومريين) للدكتور أحمد جودة ، وتاتي أهمية هذا الكتاب كونه يمثل اول محاولة بحثية في دراسة التاريخ القديم بطريقة المقارنة التاريخية، وهو كتاب يجمع بين الإثارة والعلمية، حيث يتناول النبوءات بنهاية العالم، ولكن يحللها المؤلف بطريقة علمية، وكذلك عن حضارات غزت الأرض من السماء، واذا كان الموضوع ليس جديدا فإن الجديد هنا المعالجة العلمية والجهد الكبير الذي بذله الباحث لإنجاز هذا الكتاب.
يقول الدكتور أحمد جودة أنه رغم وجود العديد من اساتذة التاريخ القديم غير أنه لم يقدم لنا اي باحث عراقي او عربي بحثا تفصيلياً حول هذا الموضوع المهم الذي يخص الاسطورة السومرية القديمة التي تقول بان نهاية العالم او دمار الكرة الارضية سيكون بتاريخ 21/12/2012 وذلك لمرور كوكب نيبورو في اقرب نقطة من الارض. ان اهم الامور التي دفعتني للكتابة في التاريخ القديم هو الرغبة الكبيرة في مقارنة احداث الماضي مع المشاكل السياسية الاجتماعية في التاريخ الحديث والمعاصر، وتفسير بعض المصطلحات التي ظلت مبهمة على القارئ لفترة طويلة لان كتّاب التاريخ القديم تعودوا على الكتابة فيما يخص الماضي السحيق بدون ان يربطوا بعض الاحداث بما يحصل في العصر الحديث ، ولذلك اصبحت مادة التاريخ القديم مملة على الطالب والقاريء لان مؤلف الكتاب يبقى في القديم بدون ان يستطيع ارجاع القاريء الى عصره الحالي من خلال مقارنة احداث التاريخ القديم والحديث والمعاصر.
يقع الكتاب في سبعة فصول، تناولت اشهر المتنبئين والمنجمين في التاريخ وكيف اثروا على الرؤوساء والحكام من خلال توقعاتهم بسير الاحداث المستقبلية، وعن جنس الانوناكي الذي قدم من احدى الكواكب الفضائية ، واستعرضنا اراء زكريا سيتشن وترجمته الكتابات السومرية التي تحدثت عن نزول جنس الانوناكي الى بلاد سومر الذي قام بدوره بزرع البذرة الاولى لصناعة جنس بشري ذي مواصفات تختلف عن الاجناس البشرية السابقة التي كانت غير مكتملة او ما يطلق عليها بانسان جاوة او الاجناس التي تشبه القرد.
ثم يتحدث المؤلف عن تاريخ الانسان السومري وصراعه القديم الجديد مع الدول المجاورة ومحاولة اغلب الدول المتحضرة اعطاء الادلة التاريخية واللغوية في ان السومريين ينتمون اليها في الوقت الذي كان فيه الباحثون العراقيون يميلون في كتاباتهم الى ابعاد هذا الجنس السومري العراقي الاصيل عن البلد الام العراق ،
ويتحدث ايضاً عن تأثير الثقافة السومرية في مصر ووجود الاختام العراقية القديمة والعجلات والابنية المصرية التي تأثرت بالحضارة السومرية فضلاً عن الكتابة الهيروغليفية التي اخذت اصلاً من الكتابة السومرية ، وكانت الحضارة الايرانية قد اخذت الكثير من الثقافة السومرية وتم تشخيص ذلك التأثير من خلال الاثار القديمة التي وجدت في العراق وايران.
ثم يتحدث المؤلف عن انتشار الثقافة السومرية العراقية الى اغلب بلدان العالم عن طريق تواجد السومريين في هذه الدول ، ويناقش المؤلف نظرية زكريا سيتشن المختص بالتاريخ والحضارة السومرية حيث اكد بان هذا الجنس المتفوق ذو اصول فضائية قادمة منذ آلاف السنين من احدى الكواكب البعيدة عن الارض والذي اطلق عليه الكوكب (×) او الكوكب نيبورو ، سمي البشر الذين نزلوا في ارض سومر بالانوناكي اي القادمين من الفضاء. وناقش أيضا سبب تعدد الآلهة في تخريج جديد لم يسبقه اليه أحد.
ويوضح المؤلف في عناوين متنوعة شملت اكتشاف الكتابة المسمارية الذي غير مجرى التاريخ الانساني والذي تداولته اغلب دول المنطقة وهم الحيثيون والعيلاميون والسوريون والفرس وتحدث عن ملامح التراث الديني والاجتماعي للصابئة المندائيين في العراق وطريقة عباداتهم واصولهم وجذورهم وتواجدهم الموغل بالقدم في العراق.
وفي الفصل السابع والاخير تحدث عن الحضارات كحضارة الانكا او شعوب الهنود الحمر وحضارة المايا والازتك والاولمك وتطرقنا الى الحديث عن تاريخ الهندوس والسيخ في مسيرة التاريخ.
الكتاب جدير بالقراءة لموضوعه الفريد وللجهد المبذول في تأليفه، يقع الكتاب في 475 صفحة من المتوسط .
دار ضفاف تصدر كتابا للدكتور أحمد جودة عن نهاية العالم وتفوق الحضارة السومرية
تعليقات الفيسبوك