الذئابُ
تحتاجُ دائما ً لوقت ٍ إضافيًٍّ
كي تستطيعَ هضمَ المزيدْ
* * * * *
في هذا الشتاء ِ
( شتاء ِ أيتام ِ الجوع ِ والغضب )
رأيتُ الوعاءَ الذي حطمَ أغصانَ الصمت ِ
وفجّرَ ينابيعَ الروح ِ
رأيتُ طيورَ ( جواد ) تكسرُ قيودها
وتغرّدُ خارجَ قارورة ِ الملل ِ
وقيامة ِالذين يصطادون النجومَ
بحيلة ِالوقتْ
* * * * *
من ذا الذي تعثرَ بنفس ِالأخطاء ِ
وفكرَ أنْ ينهض َ ثانية ً
من دون أنْ يجعلَ منها
محجا ً وقبيلة ً
وصكَّ غفران ٍ
وكلما اشتدَّ عليه الخناقُ
تأسى بوداعة ِالتلال ِالبيضاء
وما حولها
* * * * *
هل ِالرموزُ لغة ٌ تنامُ
في صناديقَ مغلقة ٍ
تفتحُ وقتَ تشاءُ
أحجارَ سحرها الأسود . . ؟
هل ِالزمنُ شماعاتٌ ومشاجبُ ؟
أم هو أمواجٌ يركبونها في السرِّ
يحرقون في بهو ِهيكلها البخورْ
وينحرون على أعتابها النذورْ
حتى إذا ما بلغوا نشوة َالعدم ِ
أهالوا عليها الترابَ
يدفنونها في العلنْ
* * * * *
لماذا مع هبوب ِكلِّ عاصفة ٍ
تتكشفُ مقابرُ البلاد ِعن مجانينَ
يتوهمون أنفسهم أنصافَ آلهة ٍ
يتنزهون في حديقة ِأشباح ٍ
أشجارها بلا رؤوس ٍ . . .
أو كفنْ
* * * * *
بأصابعَ مرتبكة ٍ
وروح ٍ تضاهي خجلَ زهرة ٍ
وحنوَّ غيمة ٍ
بنفس ِالوفرة ِمن أسماء ِالموتى المجهولين
كان يمدُ يديه ِ
أعلى من كلِّ قمة ٍ
وأوسعَ من كلِّ بحر ٍ
طارقا ًعلى الأبواب ِ
كطائر ِفجر ٍ
كعاصفه .
طالب حسن : اللابثون بحيلة الوقت !
تعليقات الفيسبوك
هذا الشاعر لمن لايعرفه خارج عن اطار الزمان والمكان ، قد يكون توقيته جاء متقدما او متأخراً نوعاً ما عن زماننا هذا ، فهو يمتاز بلغته الشفافة المألوفة ، ولهجته الصريحة ، وبوحه الخاص ، وجمله القصيرة المركزة ، شاعر اشبه ما يكون يحسين مردان في تذمره من واقعه المزرى ، لكنه اقرب بالتأكيد الى سعدي يوسف برؤيته الى الغد الكامن خلف الباب الموارب ، شاعر مبخوس الحظ من النقاد ومتذوقي الشعر الصادق ، الذي تنفذه النفس البشرية كما تنفذ النار ، ادعوكم سادتي الى دخول خيمة هذا البدوي كيما تروا الى حلاوة شعره ، وجهره بكل رحابة صدر بما لا يباح ومن ثم ستعرفون جميعا انه كان الشخص المناسب ، في الزمان والمكان غير المناسبين . . . . . .