( وحده التراب يقهقه ) هي المجموعة الشعرية الأولى للشاعر المبدع ( حسام السراي ) الذي فاز مؤخرا – وزميله الشاعر ياس السعيدي – بجائزة الرئيس الإيطالي للشعر ، صدرت مؤخرا عن دار الفارابي ببيروت وضمت اثنتين وعشرين قصيدة نثر منها : انفجار ، هزيمة ذمم ، صراع الفصول ، جنائز الكتب ، مرثية قبل الأوان ، أنت وسواي وغيرها . ولعل أهم ما تتميز به هذه المجموعة هو ملاحقتها للهم الوطني وانحيازها المطلق للتراب المقدس . يثبت حسام من خلال مجموعته هذه إن قصيدة النثر العراقية يجب أن تهبط من سماوات اللعب اللغوي وتستقر على أرض الجحيم حيث الأهوال التي مزقت رحم بغداد الأم . إقرأ مثلا قصيدة ( كوة بلا شرفة ) : ( المارقون / أثقلوا ظهرها الأملس / وبعثروا عطرها / أحمر شفاهها / مسرّح شعرها / لم ينسوا كسر مرآتها / أصلها غير موجودة / وأبقوا اتساع كوتها بلا شرفة / مع حلمها المستدعي تحديده / قرب كهرمانة / نصب الحرية / الرصافي / صرخت : لتغادروا سرابكم / نعم إنني بغداد / جراحي لم تلتئم بعد ) .. وفي ” عتلات الأنثى ” يقول مخاطبا أنثاه : ( كنت وطنك / أعد لك عاصمة أو مدينة تسكنينها / وأجابه احتداماتي باحتضانك / ها أنذا .. أفتش وأفتش عن ذاتي / في بؤبؤ مجهول / ذاكرته اختزنت رؤيته لي / فبغداد تغريني / وأعاني فقدان العالم ) .. مازال بمقدور قصيدة النثر أن تتحول من اللعب الذهني إلى استثارة المشاعر واستفزاز الإنفعالات في ظلام العذاب .. تحية لابن بغداد الغيور الشاعر حسام السراي .
صورة الغلاف