مهدي شاكر العبيدي:من التراث القريب.. الشيخ عبد الله الشبراوي ورائعته في مخاطبة محبوبته

بينما كنتُ أتصفح كتاب الباحث السوري الدكتور عمر موسى باشا ، المكرَّس للتعريف بالأدب العربي إبَّان العصرين ِ : المملوكي والعثماني ، واستعراض ماجريات هاتين ِ المرحلتين ِ يعني في واقع الحال تحرِّي سماته وخصائصه التي انماز بها أيَّام سيرورته في البلاد المصرية دون سـواها من الأنحاء والديارات العربية ، فقد يكون في بعض جهاتها متلبِّسا ً بغير مواصفاته في أراضي النيل تبعا ً لما يتوالى عليها من الحوادث والتقلبات السياسية ، وتستمرُّ تحوُّلاتٌ وتبدُّلاتٌ في أوضاعها الاجتماعية ، وينزل ناسها على حكمه من ضرورات وأعراف ونواميس ليس بوسعهم مدافعتها والوقوف بوجهها ، فلا مندوحة لهم من مماشاتها والتكيُّف معها والأخذ بجانبٍ منها إنْ لم يصدعوا بالكثير ؛ تولانيَ الاستغراب من أنَّ مؤلفه الباشا غفل عن أعلام حقبة من العصر العثماني ، حتى أنـَّه لم يأتِ على ذكرهم وينوِّه بهم أسوة بآخرينَ سبقوهم في الظهور أو كانوا تلوا ً لهم أو عاشوا في نفس أيَّامهم وكانتْ فاعليَّتهم في إسداء الخدمات لمجتمعهم الذي نعرف ما نعرف عن تفريط أولياء الأمور وذوي الشأن وتقصيرهم بحقه وإهمال مرافقه ، فيعتزمونَ من جهتهم النهوض به وترقية حياته ما وجدوا الفرصة مواتية ، ومدِّ يد الإسعاف والإنجاد مجديا ً ، والناسُ يرنونَ صوبَ ما يشذب واقعهم الشائه الكريه من الأدران والعواسج بمعزل عن مرضاة حاكميهم الأغراب ومستنزفيهم ومخلينَ بوجائبهم نحوهم من ناحية إعمام الإصلاحات في المجالات : الصحية والتعليمية والثقافية ، ومن غير اكتراثٍ ومبالاةٍ باعتراضهم وسخطهم على أساس أنـَّهم ابتعدوا عنهم بمسافة ونفضوا أيديهم من كلِّ تأميل وأيقنوا أنَّ كلَّ صنيعة يقوم بها غريبٌ مجنـَّب عرَّس في كنفهم زمنا ً لا قيمة لها ولا شأن حتى وإنْ سوَّغ لبثه بينهم باسم مشاطرتهم في عقيدتهم الدينية .

عُنِي الدكتور عمر موسى باشا بتقصِّي سير الكثيرينَ من شعراء الشام في تلك السنين الدابرة ، وعرض لصلاتهم بالناس وروابطهم بالولاة المهيمنينَ والمتصرِّفينَ بشؤون البلاد ، سواء أ كانتْ هذه الروابط موسومة بالإيجابية والتوثق أو مزيد من الدنو والتقارب رغبة في جني منفعة وطمعا ً في تحقيق حلم بعيد المنال إلا بملازمتهم وكيل المدح والثناء لهم ، أم موصوفة بالسلبية والتباعد والتجافي واستمساكٍ بعصمة نفوسهم من الابتذال والترخـُّص والزهد في جدى الحُكـَّام ؟ ؛ كما التفتَ لهيام بعضهم بالطبيعة ومفاتنها ، فصوَّروا افتتانهم بمحاسنها وانخطافهم بمناظرها الخلابة غبَّ سقوط المطر ، وجاوزوها إلى محاسن الخمرة وخلافها من ابتغاء النشوة الأدبية وانغماس النفس واستغراقها في المحبَّة الإلاهية وتوقها إلى الاندماج بالوجود ونشدانها لمُخـَلـِّص ينجِّيها من هذا العذاب الكارب والتعب المضني ؛ فأتى في مباحثه ودراساته على تفاصيل حياة : ابن النقيب ، عبد الغني النابلسي ، ابن معتوق الموسوي ، ومنجك باشا اليوسفي ؛ وما مرَّ بهم من غِيَر ونائباتٍ وخطوبٍ أضرَّتْ بهم ، وأجبَلتْ عليهم ما يسوؤهم ويملأ حياتهم كدرا ً وتنغيصا ً ، وبعكسها من أحايين وأوقات تميَّزَتْ بانفراج الأزمات المستعصية وزوال المِحَن المُطبقة وإدلال الزمن الكالح بانبساطه وازدهائه وتيسير الأمر المُعضِل فيه على غاية ما يتمنى من المواتاة والسهولة واللين والدوام .

وكاد يقترب ويدنو من المرحلة التي حيي فيها الشيخ المصلح عبد الله الشبراوي أحد أبرز أعلام الشافعية في منتصف القرن الثامن الهجري ، بعد أنْ عرَّج على بعض الأعلام ممَّن عاشوا وامتدَّتْ بهم الحياة إلى تلك الفترة المولية أو شطر منها بالولادة أو الموت ؛ غير أنـَّه أحجم عن إنباهه أو حتى التنويه به وإشهار نبوغه الأدبي ، فضلا ً عن الإشادة بورعه وتقواه ، وما حفَّ بشخصه من إكبار وتمجيد ، وتطويق هامته بالتجلة والإعظام ، لا سِيَّما أنَّ معاصريه ومسامتيه في مكانته ومنزلته أجمعوا على ما حظي به طلاب المعرفة والعلم لعهده وأثناء تبوِّئه مشيخة الأزهر وارتقائه سُدَّته من رفعةٍ ومكانةٍ محترمةٍ ، وتهيُّب أنجاهم من اجتراء متخرِّص على النيل منهم وازدرائهم بالتهوين من شأنهم كما كان الأمر مألوفا ً والعادة جارية في عهود مَن سبقوه وتولوا المشيخة تلك قبله ، وما سِرُّ ذلك إلا لأنـَّه لم يكن زميتا ً منغلقا ً ، بل راض ذاته على الأخذ من الانفتاح حِيَال الآخر بقسطٍ كفيل بتجنيبهِ الزلل والشطط في تصرُّفه ، وبحيث لا يمتنع عن البوح بأشواقه إزاءَ مَن يصفيها عاطفته ويؤثرها بمودَّته ويخصُّها بحبِّه ، غير محتسبٍ أنَّ في ذلك استلالا ً من قدره وانتقاصا ً من شأنه في عيون الملأ ، على حين يخال هو العاطفة الوجدانية أمرا ً طبيعيا ً لا مناصَ من أنْ يعرو الإنسان المرهف الحسَّاس فيتفكر في مسألة تصريفه والتنفيس عنه بدلا ً من الانطواء عليه وكبته .

وشيخنا المُجَدِّد هذا ، هو : أبو محمد جمال الدين عبد الله بن محمد بن عامر بن شرف الدين الشبراوي الشافعي القاهري ، فهكذا وعلى هذا النحو يُتسمَّى الأفراد في زمنه ، إذ لا بُدَّ من أنْ يسبق الاسم الذي يتفق عليه ذووه وسائر أفراد عائلته من أهل الحكمة والحصافة بتسميةٍ أخرى عَلمِيَّة تعزَى إلى الدين وتلحق به كنية في سنوات الكِبَر ودخول مرحلة الإنجاب ، فـصـار لزاما ً أنْ يُدعى أبو محمد جمال الدين عبد الله ؛ وعندما طبَقتْ شهرته الآفاق وتميُّز فترة مشيخته الجامع الأزهر بالتجاوز عن الإحن والعصبيات مع التعاطف هو وأبناء الطوائف الدينية الأخرى ، وما شاع عنه من احترامه لشعائرهم وطقوسهم ، وحقهم في مزاولتها بدون حجر ومضايقةٍ ، فكلُّ فردٍ بما والى وما اعتقد ، هذا إلى أنَّ المعتقدات الدينية على توالي الأزمان وتعاقب الدهور غدَتْ من قبيل الموروثات ، وليس هناك مَن يتسع فراغه فيمحِّصها ويدققها ويتحرَّى الصوابَ والخطأ في أوامرها ونواهيها ؛ ومُنـِّي جرَّاء وقفته المشهودة هذه بعداوة مَن لم تعجبه فتواه ويرقه رأيه ، فافتعلوا احتجاجا ً وسُخطا ً بحقه ثبت لهما الشيخ بدون اضطرار لمصاولةٍ ومكايدةٍ وعِناد ، بالاستناد إلى خِلال وجبلات وسلائق يتقنـَّع بها سائر أبناء الشافعية ممَّا جسَّده الإمام الشافعي في شعره المبتكر في مبانيه ومعانيه كما هو معروف عن مراحه وانبساطه وطراوة نفسه ، فضلا ً عمَّا تداوله الكاتبونَ ومدوِّنو الأشعار أو متناقلوها بأطراف ألسنتهم عن ألمعيَّة الشبراوي وتناهيه في الابتكار والابتداع وإيفائه على الرقة وصدق الإحساس والصدور بوحي الطبع وتجافيه عن التصنع والتكلف وادِّعاء معاناة تجربةٍ شعوريةٍ ما ، ويسجِّلونَ كلَّ هذه الانطباعات في صحائفهم على أنـَّها من توثيقات التاريخ الأدبي الذي هو في الصميم من ممارسته وتأدية رسالته ، هذا إلى أنـَّه أوَّل قاهري يرقى إلى هذه المنزلة الرفيعة بعد أنْ ترادف قبله ستة من الفقهاء وحظوا باعتلاء مشيخة الأزهر ، وكلـَّهم متولدونَ في حواضرَ ومدن ٍ وقرى تقع خارج القاهرة ؛ وكان قد انخرط بين تلامذة هذا المعهد بعمر دون العشر سنوات ، وتلقى دروسه على يد أوَّل شيخ للأزهر تعيَّن بأمر من والي القاهرة العثماني وبتفويض السلطان الباسط سيطرته والنافذة كلمته في باقي ديار المسلمينَ وهو مقيم بعاصمة ملكه الأستانة ، وأستاذه هذا يُدعَى الشيخ محمد بن عبد الله الخراشي المالكي .

وتقدَّمَتْ بالشيخ الشبراوي سنوات العمر وتؤول إليه المشيخة سنة 1725م ــ 1137هـ ، بعد ممات سادس شيخ للأزهر وهو إبراهيم موسى الفيومي المالكي ، لتنتقل إلى الشافعية حيث أعقبه بعد انقضاء اثنتين وثلاثينَ سنة على توليته إيَّاها وتفانيه في التزام سننها وأحكامها ، شيخ ثان ٍ من الشافعية أيضا ً ، وهو : الشيخ نجم الدين أبو المكارم محمد بن سالم بن أحمد الحفني الشافعي الخلوتي .

لكن يبدو من اجتلاء هذه التفاصيل أنَّ مشيخة الجامع الأزهر استهلتْ منذ أو قرابة منتصف القرن السابع الميلادي ، وقبلها كان أمره مجهولا ً لم تتناوله الوثائق والأسانيد التاريخية بذكر ما أو تقف عنده ، فبعد هذا التاريخ بسنين غدا هذا الصرح العلمي قلعة تنطلق منها ثورات الشعب المصري بوجه الغزاة ، ولا تنسَ مقاومة رجاله للمحتلينَ الفرنسيينَ واشتداد بأسهم وحميَّتهم وعنفوانهم في مناداتهم بجلاء الإنجليز من أرض الوادي ، ومناهضتهم في فترات ومراحل للبغي والتعسُّف ، ورفضهم لسياسة الاستبداد ، عين الوقت الذي تورَّط فيه بعض شيوخه المتأخـِّرينَ ومالوا لمصانعة أرباب الحكم في أحيان ، وعَمُوا عن سوء استخدامهم للسلطة ، واستغلوا مقاماتهم ومراكزهم في الدعاوة للأفكار الرجعية المتخلفة ، ومعارضة المجدِّدينَ في الفكر والبيان ومنهج الدراسة .

غير أنَّ الأزهر اليوم استحال جامعة بعد أنْ كان جامعا ً ، يتصاعد فيه الدَويُّ وتتعالى في أنحائه وجنباته أصوات المرتلينَ والمقرئينَ ، ممَّن يلوذونَ بعمودٍ من أعمدته ويختلفونَ إلى ركن من أركانه يقتعد فيه أحد شيوخه من الفقهاء والمستوعبينَ لعلوم العربية ، بينما يلتقي طلاب اليوم ويجتمعونَ في قاعات عصرية ليسترفدوا العلوم الحديثة على يد محاضر نضا عنه الجلباب القديم واستبدل به ( الشياكة ) الحديثة ، على نحو ما صوَّره طه حسين غبَّ إلمامه بالأزهر وزيارته له وطوافه بين جهاته بعد انبتات صلته به سنواتٍ ، فريع وفزع من فرط ما طرأ على أصول الدراسة فيه من تغيُّرات واختلافات .

للشيخ الشبراوي منظومة في النحو أجمل فيها قواعد اللغة العربية في خمسينَ بيتا ً من النظم السهل غير المحوج لشرح وتفسير ، ومن أشعاره الممتلئة بالتضرُّع والتوسُّل والجهر بضعف الإنسان إزاء الظواهر الكونية الزاخرة بالتهاويل والمخاوف ، ما رصده للقطب الربَّاني السيد أحمد البدوي من نجوى ومناشدة أنْ تنقشع عنه الغمم وتزايله الأكدار ، وما برع في العبارة عنه من شجن القلب والتياعه تحت بابٍ أسماه هو أو مقيِّمو نتاجه ودارسو شعره ، بـ : ( أدب الطف ) ، حيث وصف فيه ما يكنـُّه فؤاده وتنطوي عليه جوانحه من حبٍّ ومودَّة لآل بيت النبي محمد ( ص ) ، وإلمامه بالمشهد الحسيني في القاهرة وإحساسه بالزهو وأنْ لا يشوب حياته كدرٌ وتنغيص بعد هذا الطواف والإلمام :

يَـا آلَ طـــه مـَــن أتـَى حُـبَّـكـُم       مُـؤَمـِّـلا ً إحسَـانـَكـُم لا يُـضَـام
لـُـذنـَا بـكـُم يَـا آلَ طــــه وَهـَلْ       يُـضَـامُ مَـن لاذ بـِقـَوم ٍ كِـرام ؟
تـَـزدَحِـمُ الـنـَاسُ بـِأعــتـَـابـِكـُم       وَالمَنهـَلُ العَـذبُ كـَثِـيرُ الزحَام
مَـن جاءَكم مُستمطِـرا ً فضلكم       فـَازَ مِـن الجُـودِ بأقـصَـى مَرَام
يَـا سَادَتِي يَا بضعَة المُصطـفى       يَا مَن لهُ فِي الفضل أعلى مَقام
أنـتـم مـَـلاذِي وَعِـمـَـادِي وَلِـي       قـَلـبٌ بـِكم يَا سَادَتِي مُـسـتـَهـَام
…………….

وكان مثله الأعلى في توشية شعره وتنميقه أستاذه الشيخ حسن البدري الذي عُدَّ شاعرا ً ممتازا ً في زمنه .

توفي الشيخ عبد الله الشبراوي سنة 1757م ــ 1171هـ ، بعد أنْ ترك مؤلفاتٍ عديدة / منها : ( مفاتيح الألطاف في مدائح الأشراف ) ، ( شرح الصدر في غزوة أهل بدر ) ، ( عروس الآداب وفرحة الألباب في تقويم الأخلاق ونصائح الحُكـَّام وتراجم الشعراء ) ، وغيرها ، منها ما طبع ومنها ما لا يزال نسخا ً خطية تحتفظ بها دور الكتب في القاهرة ولندن .

أذكرني بهذا الشاعر الذي سبق لي أنْ تدارسْتُ رائعته في مناجاة الحبيبة ، عبر دراسة نشرتها لي جريدة ( العراق ) ــ المحتجبة اليوم ــ في ثمانينيات القرن المنصرم ، والتي ضاعَتْ ولم أعثر بها بين أوراقي ، قلتُ : أذكرني بهذا الشاعر ولقيته قرفي من حياتنا الجافة المصوِّحة من كلِّ ما يؤنس ويُبهج ويشيع بين حنايا الفؤاد الاغتباط والفرح ، بعدما شُحِن عيشُنا بالكروب والمآسي ، وغدا سبيله وعرا ً لا يُشَقُّ ؛ فقد عاد إلى بغداد صديقٌ لي من مغتربه النائي البعيد ، ولم يمكث فيها غير بضعة أيَّام ، قفل منها عائدا ً من حيثُ أتى ولا أدري السبب ، أ هو خشيته من الموت بتفاهةٍ ــ لا سِيَّما أنْ لا علم لأحد بزمن التفجيرات الموقوتة ــ أم هو نفورٌ من أوضاعها وأحوالها استولى عليه ساعة خلطته بأدبائها ، فارتاع ممَّا ابتلوا به من المجادلة وانطلاق بعضهم في النفخ لصالح العارينَ من المؤهلات والمواهب ؟ .

فليقل المرجفونَ ما يعنٌّ لهم من رخيص القول عن ملازمتنا الأوراق العتيقة تماديا ً منهم في جحد تراث الأسلاف ، بما فيه من لقيات ونصوص كفيلةٍ بترهيف الطبع والوجدان ، وتزهيدهما في الغلظة والجفاوة والخشونة ، هم المتشدِّقونَ بحداثويةٍ مزعومةٍ ، وهم ليسوا من أهلها أو متبنيها ، ويحسنونَ بدلا منها ما هو أشنع وأملأ بالخزي من الإضرار بالآخرينَ وتنكيدهم ونهش أعشاشهم ، مستعينينَ بتبابعتهم وذيولهم من المدخولينَ على الثقافة والاستنارة والأدب ، لإدراك سؤلهم من هذه البغية المشودة .

فلنقرأ ما ترنمَتْ به كوكب الشرق السيدة أم كلثوم من شعر شيخ الأزهر الشبراوي في محبوبته ، والتي قد ينزع بعضهم لتفسيرها تفسيرا ً صوفيا ً :

بـِحَـقـِّكَ   أنتَ المُنـَى وَالـطـَـلـَب       وَأنـْـتَ الــمـُـرَادُ وَأنـْتَ الأرَب
وَلِـي فِـيْـكَ يَـا هـَاجـِري صَبــوَة ٌ       تـَحَـيَّـر فِي وَصْفِـهـَا كلُّ صَب
أبـِيْـتُ أسـَـامــِـر نـَجـْـم الـسـَـمـَـا       إذا لاحَ لِي فِي الدُجَى أو غرَب
وَأعرضُ عَن عـَاذِلِي فِي هـَوَاكَ        إذا نـَـمَّ يَـا مـُـنـْيـَتـِي أو عــَتـَب
أمــَـوْلايَ باللهِ رفـْـقــَـا ً بــِــمـَـن       إلـَـيْـكَ بـِذلِّ الغـَرام ِ انـْـتــَسـَـب
فــَإنـِّي حـَسِـيْـبُـكَ مِن ذا الجـَـفـَـا       وَيَا سَـيِّـدِي أنـتَ أهلُ الحـَسَـب
وَيَـا هـَاجـِري بَعـدَ ذاكَ الـرضَـا       بـِحَـقـِّـكَ قــُلْ لـِي لـِهـذا سَـبَــب
فـَإنـِّي مُحِـبُّ كـَمَـا قــد عَـهـِـدْتَ       وَلـــكِـنَّ حُبـَّكَ شـَـيءٌ عـَـجـَـب
مـَـتـَى يَـا جـَـمِـيـلُ المُحَـيـَّا أرَى       رضَـاكَ وَيَـذهـَبُ هذا الغـَضَب
أشـَـاع العـَـذولُ بـِأنـِّي سـَـلـَـوْتُ       وَحَـقـِّـكَ يَـا سـَـيـِّـدِي قـد كـَـذب
وَمـِثـلـُكَ مَـا يَـنـبَـغِـي أنْ يَـصُــدَّ       وَيـَـهـجُـر صَـبَّـا ًلـَهُ قــد أحـَـب
أشـَـاهِـدُ فِـيـكَ الجَـمـَـال الـبَـدِيـعَ       فـَيَـأخـُذنِي عِـنـد ذاكَ الـطـَـرَب
وَيُعجـِبُـنِي مِـنـكَ حُـسـنُ الـقـوَام        وَلـِيـْنُ الـــكـَـلام وَفـَرْط الادَب
وَحـَسْـبُـكَ أنـَّكَ أنتَ المَلِيحُ الكـَـ        ريـمُ الـجُـدُودِ الـعَـريقُ النـَسَـب
أمَـا وَالـذي زَانَ مِـنـكَ الـجَـبـِين        وَأودَع فِي الـلـحـظِ بنتَ العِنب
وَأنـبَتَ في الخدِّ روضَ الجَمَـال        وَلـِـكـِـن سَـقـَـاهُ بـِمَـاءِ الـلـهَـب
لئن جُدْتَ أو جُرْتَ أنتَ المُـرَاد        وَمَـا لـِي سِـوَاكَ مَـلِـيـحٌ يُـحِـب

********
MahdiShakerAlobadi@Yahoo.Com

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *