الى حسين سرمك ثانية
لاشيء ينقصك غير دار يفتح النوافذ كل يوم
ولاشيء يحزنك غير موت يضحك كل يوم .
ها هي الذئاب
تنصت طيلة الوقت
والبكاء لا يجفف ينابيع العيون
وأنت كما أنت
لم تبك
ولكن تلتمس لهذا الدار
الغفران.
وتغرد من زاوية قلبك
أعن مدينة تبايع عشاقها ترنو
أم عن طعم حسرات لا تميل الى صمت ؟
في خلواتك تصطفي الأنوار
ولا تندب المكان
وفي خلواتك لا يهدآن
الوجد والزمان .
يا صاحب الصباح
لأنك دائما تتطلع
لن تحيد عن كلك المحكم بنهر النهار
ولن ترتب سوى يقظة منسوجة
في أحشاء القرار
وعند زمان لا يطويه النسيان
تبقى تورق بألوان
وألوان
وتبقى تصغي لفصول تضمد الأشجار
فما من سفر لا يهدر
ولا من عام يمر
ولا يمسه تيار ،
إن الإقامة
والمواقد
والأشعار
هي بعض طقوس الديوان
وهي سر البقاء
حلوة لا تعرف النسيان ،
ويا صاحب الصباح
يبقى الحنين أعمق
والحنين لا يهرب بعيداً
عن الدار .