حسين سرمك حسن: قصّة صورة : كيف تدرّب الولابات المتحدة والكيان الصهيوني العالم على الإرهاب ؟

من الحقائق المفروغ منها والتي تتلاعب بها الآلة الدعائية الأميركية خصوصا والغربية عموما هي أن الولايات المتحدة الأميركية هي الدولة الإرهابية الأولى في العالم في العصر الحديث. فهي التي بدأت نشأتها باجتثاث شعب كامل في الأرض الجديدة كما أسموها تحت شعار “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” وكانت النتيجة قتل (120) مليون هندي أحمر، وأكرر (120) مليون هندي أحمر حسب المؤرخ الأميركي “نعوم تشومسكي” في كتابه ( القوة والإرهاب – جذورهما في عمق الثقافة الأمريكية ). وهي أول دولة تصنّع وتستخدم أسلحة الدمار الشامل. أول دولة تستخدم القنبلة الذرية ضد الأهداف المدنية (هيروشيما وناغازاكي) بلا مبرر بعد أن انتهت الحرب تقريبا.. أول دولة تستخدم الأسلحة الكيمياوية (العامل البرتقالي في فيتنام).. أول دولة .. أول دولة .. ويمكنك أن تعد مثات الأفعال الآثمة الإرهابية التي لم يكن يعرفها العالم ولكن السلوك الأميركي العدواني هو الذي علم البشر ودرّبهم على الإرهاب. والأهم فيه هو استخدام القوة تحت ذرائع قانونية زائفة أو سحق القانون بأحذيتها. أول دولة يجتمع رئيسها مع رئيس وزراء بريطانيا في جزيرة منعزلة وينذران (كذا ؟؟) الأمم المتحدة ويمنحانها 24 ساعة لتحزم أمرها وتحترم القانون الدولي (كذا!!) وتصادق على العدوان على العراق. والأكثر دلالة وخطورة هو أنها أول دولة في التاريخ المعاصر تدينها الجمعية العامة للأمم المتحدة بتهمة الإرهاب ولأول مرة يستخدم  مصطلح الإرهاب بحق دولة في العالم. فالزعيم الحالي ” للحرب على الإرهاب ” وهو الولايات المتحدة، وحسب تشومسكي أيضا، هو الدولة الوحيدة في العالم التي أدانتها المحكمة الدولية بالإرهاب والتي استخدمت الفيتو ضد قرار لمجلس الأمن يدعو جميع الدول إلى احترام القانون الدولي. أي أن أول سابقة في تاريخ السياسة الدولية لما يصطلح عليه بإرهاب الدولة كان مرتبطا بالسلوك السياسي والعسكري الإرهابي للولايات المتحدة. هذه الدولة هي التي أدخلت مفهوم إرهاب الدولة عمليا في الحياة السياسية العالمية، ولم تكن دول العالم تعرفها قبل ذلك ، كما أن الأمم المتحدة لم تتعاط معها إلا على أيدي أمريكا. (كان على الولايات المتحدة شن هجوم على نيكاراغوا لأن هذه الأخيرة لم تكن تملك جيشا ينفذ أعمال الإرهاب في شعبه كما فعلت بلدان أخرى. كان الهجوم الأمريكي على نيكاراغوا خطيرا جدا ؛ إذ أسفر عن مئات الآلاف من القتلى ، وتدمير البلاد تدميرا كاملا . فأصبحت نيكاراغوا الآن ثاني أفقر دولة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية ، ولن تنتعش بعد ذلك أبدا. وبما أن الولايات المتحدة في هذه الحالة، كانت تهاجم بلدا، وليس شعب ذلك البلد فحسب [ كما كان في السلفادور ، وغواتيمالا ، وهندوراس] ، كان ذلك البلد قادرا على إتباع وسائل الاستعانة المتاحة للدول. فكان رد فعلها بالطريقة التي من المفروض أن تتبعها أية دولة ملتزمة بالقانون في الرد على الإرهاب الدولي الجماعي: أي اللجوء إلى المؤسسات الدولية. فأول ما فعلته نيكارغوا، هو الذهاب إلى المحكمة الدولية التي أدانت الولايات المتحدة بالإرهاب الدولي (بسبب استخدامها اللاشرعي للقوة)، ولانتهاكها المعاهدات. فأمرت الولايات المتحدة أن تنهي الجرائم وتدفع تعويضات كبيرة).
هذه الدولة لاحظ أن مصالحها لدى العرب ولكن سيفها مع الكيان الصهيوني اللقيط لماذا؟ لأنهما متطابقان نفسيا وتاريخيا. فالكيان الصهيوني هو أول دولة تنشأ مثل أميركا بإبادة شعب فلسطين تحت نفس الشعار “أرض بلا شعب لشعب بلا أرض” .. أول دولة  في المنطقة تستخدم الأسلحة المحرمة: النابالم عام 1967 والقنابل العنقودية في جنوب لبنان واليورانيوم المنضب في غزة.. أول دولة تذبح الأطفال العزل (قتلت 800 طفل مصري في مدرسة بحر البقر) (بعدها أحرق الاميركان 800 طفل عراقي في ملجأ العامرية) .. أول دولة تستخدم الأطفال كدروع بشرية في المنطقة .. هاتان الدولتان الإرهابيتان تعلّمان العالم كل يوم السلوك الإرهابي أي أن تأخذ حقك بالسلاح وضد المدنيين وفوق القانون .. كل سلوك إرهابي تسمع عنه أوتراه الآن في العالم بدأته الولايات المتحدة, “إسرائيل”. شجبوا الفيتو الروسي لصالح سورية وهم استخدموا 600 فيتو لصالح الكيان الصهيوني اللقيط .
والآن انظروا إلى هذه الصورة التي بُثت يوم أمس لتتعلموا درسا جديدا من دروس الإرهاب على أيدي معلم الإرهاب الأول في المنطقة: الكيان الصهيوني. صورة مشهد مؤلم ومؤثر ومعبر يقوم فيه والد الشهيد الفلسطيني حافظ أبو زنط بتقبيل رأس ابنه الذي كان يتوقع عودته ورؤيته بعد إفراج العدو الصهيوني عن جثته بعد احتجازها لمدة 35 عاما، أكرر لمدة 35 عاما أيً.   أقل من التافه شاليط بعشرات المرات. ولا تؤكد الصورة التي بثتها وكالة رم للأنباء الفلسطينية حجم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الصهيوني حسب، بل تعلّم البشر أن من حقك أن تحتجز جثة وليس إنسانا حيّا لأكثر من 35 عاما. وإذا قمنا بذلك فهو إرهاب دولي.. أما إذا قاموا هم بذلك فهو دفاع عن المثل الديمقراطية والقيم الغربية المتحضرة.   إفعلوا مثلهم هؤلاء الكلاب المسعورة.. أقتلوا أطفالهم .. أحجزوا جثثهم وأسراهم .. واقتلوهم أينما ثقفتموهم. حينها ينتهي الإرهاب من الحياة الإنسانية.

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| د. زهير ياسين شليبه : الروائية المغربية زكية خيرهم تناقش في “نهاية سري الخطير” موضوعاتِ العذرية والشرف وختان الإناث.

رواية الكاتبة المغربية زكية خيرهم “نهاية سري الخطير”، مهمة جدا لكونها مكرسة لقضايا المرأة الشرقية، …

| نصير عواد : الاغنية “السبعينيّة” سيدة الشجن العراقيّ.

في تلك السبعينات انتشرت أغان شجن نديّة حاملة قيم ثقافيّة واجتماعيّة كانت ماثلة بالعراق. أغان …

تعليق واحد

  1. هشام القيسي

    كلاهما من الأوائل في مقاسات الرذيلة والسقوط القيمي وها هما يعربدان في السلوك السياسي
    ويغتصبان المواقف والسياسات على وفق المزاج ، فهل هناك أبشع منهما . أصبت في الرؤيا د . حسين وسلمت ناقدا كبيرا مع المودة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *