حسب الشيخ جعفر: يا صائداً وطواطَ حرف

تخضر، يا قلبي، البطاطسُ في الخزانة
وتشبُّ أو تتنعمُّ
فإلي الحديقةِ، علّنا نتبرعمُ
‎‎‎
الأرضُ، يا طفلاً مسيحا،
كالثور سيقَ لأيّ سوق
في مقلتيهِ السحبُ تومضُ بالبروق..
‎‎‎
لو أنّ ملء يديّ ممسحة الكري
لمحوتُ ما خطّ الوري
حرفاً فحرماً، في التماعِ نعاليا..
‎‎‎
سلمانُ لم تكن (المصافي)
لكَ غيرَ (قاع)
حيثُ المضافُ إليهِ قبعةُ المضافِ..
‎‎‎
أنا عائدٌ (والطُرقُ تُقعرُ كالعشايا
وبلا جوازٍ أو هدايا)
ضيفاً أدُقُ عليّ بيتي..
‎‎‎
الشيخُ كالليلِ اتكاءا
ومع انتصافِ الليلِ بالمطرِ اختباطا
سيلفُّ حبلاً أو رباطا..
‎‎‎
وأنا إلي قدحي أعودُ مُسارعا
وغطاءُ طاولتي البقايا من مقال
أتفحّصُ التاريخ سطراً مائعا..
‎‎‎
وكأنما انقضت الحياةُ
(تُفْلاً) إلي أوساخٍ حاويةٍ هناك..
قد أفلحَ البُلْهُ الصحاةُ..
‎‎‎
لمن الأنينُ
يا مولويُّ؟
للريحِ؟ أم للغابِ أيقظهُ الحنينُ؟
‎‎‎
الآنَ أعلمُ يا عَرَق
من أيةِ الطُرقِ الأرق..
الفجرُ خيرُ جليسِ كاس..
‎‎‎
من قال؟ أم أنا قلتُ قبلُ؟
الفرقُ بين الشعر والنثر اقتراحا
كالفرقِ بين الرومِ والجعةِ اصطباحا..
‎‎‎
خمّارُ، لم أكُ منصفا
مني الحدائدُ والتنك
صدئاً.. ومنكَ الصفوُ يعبقُ قرقفا..
‎‎‎
لا شيءَ في تلك (الليالي)
غيرُ اكتئابةِ شهريارَ، وقد رأي
في خِدرها عبداً جديداً، فأنتأي
‎‎‎
الثلجُ أولُ ثلجِ ليل
لكنما السككُ اتساخٌ واصفرار
والناسُ غيرُ الناسِ، يا شيخي الطُفيل..
‎‎‎
قيلَ: التقي الشعراءُ (موسكو)
في البار (جاريةً) تبيعُ قرنفُلا
أما الشفاهُ.. فلا تُباعُ تدلّلا..
‎‎‎
للخيلِ في الطُرقِ الحوافي
منها، ومن عرباتها
نقرٌ، كما يخلو العروضُ من القوافي..
‎‎‎
كم قد صحبتُ أبا نواس
(وأنا أحدّقُ في المرايا)
في القعر من كاسٍ لكاس..
‎‎‎
أصبحتُ كالحكماءِ (ملءُ فمي سقائي)
لا أمخضُ الكلماتِ إلا قلماً
متمهلاً.. متعلماً..
‎‎‎
أني مللتُ مجرّتي الألفَ ارتحالا
متنزهاً نجماً فنجماً
يا سُلم (القبوِ) انحداراً، وانفتالا..
‎‎‎
العالمُ الدامي كما يتفيأُ
جنرالهُ (حبراً) وصودا
الشمسُ في قفازهِ تتفيأُ..
‎‎‎
وضّاحُ، لم تبرحْ هناك
ملَّّ الحقيبةِ، في المحطة
والناسُ عنكَ إلي انفضاضٍ وانفكاك..
‎‎‎
(إلي المؤودة)
قالت: أبي (وهما إلي الأفقِ البعيد)
إن السماءَ خفيفةً كقميصِ عيد
والأرضَ ثقلي بالثري..
‎‎‎
يا ذائبَ الثلج التطاما
ما آنَ، بعدُ، أوانُ سيل
وعرائسُ الغابات ما أنفكت نياما..
‎‎‎
الليلُ خفَّ كما انزلق
طبقٌ عن القمح المخّمر، فائتلق..
النارُ، في التنور، تُوقدُ بعد حين..
‎‎‎
إني أعودُ إلي (البلد)
وبنصفِ ثوبٍ منهُ، يخفقُ باليا
للريح جيباً خاليا..
‎‎‎
عُديا امرأ القيسِ اغبرارا
(الرومُ) تلتفُّ اصفرارا
بفلولها وأُفولها..
‎‎‎
جلساءُ ليلي الصحفُ تبتلُّ امّحاءا
متزوّداً منها انتحاءا
نبأً عن الاسكندرِ بن فأرويه..
‎‎‎
ما كنتُ أدري أن ما كنت أدّخرتُ
للشيخ خمّار الأحد
سيزيدُ جيبَ الصيدليّ غداً وغد..
‎‎‎
هي ذي أخف (خريطةٍ)(1)
من وحشةِ المنفي إلي المأوي الخراب
يسعي بها أبنُ زُريقَ مُضيً،مستراب
‎‎‎
لم لمْ تهبك يدي (الإناء)
بعدَ احتساء (النصف) تحت الكستناء
ياكهلةً لم ترجُ، مني، غيرَ عشرةِ كوبيكات؟
‎‎‎
يا صائداً وطواطَ حرف
دع عنكَ أساداً عجافا
في (البهو) جلداً (لم تزل) ملقيً، مُعافا..
‎‎‎
الأرضُ عالقةٌ بخيط
وأنا، وفي يديَ المقصُّ
سأقِصُّ.. أو قد لا أقصُّ..
‎‎‎
للريح فضّه
في الفكّ من ذئبٍ عوي من ألفِ عام
فأستأنسَ الموتي بهِ (الموتي القيام)..
‎‎‎
من قالَ إني لا أروم
خُصّاً تحفُّ به الكروم
يا حبلَ داليةٍ بأطمارٍ تدلّي؟؟
‎‎‎
الطينُ، بين يديّ، كامرأةٍ تدور
رقصاً، وتهدأ بعد حين
فخّارَ آنيةٍ، بلا خمرٍ تفور..
‎‎‎
من خبّأ الباراتِ في منديلِ جيب
ورمي بها خرزاً إلي عتباتها
فجراً، وأبرقَ يا صُهيب؟
‎‎‎
تلك المدينةُ، باخضرارِ ثلوجها
ملءَ الصباح، وباصفرار مروجها
لم يبقَ منها غيرُ رائحةِ الكُرُنبِ مُخللاً
‎‎‎
هي، رُبّما،امرأةٌ تلوحُ ولا تُري
في الركنِ كالشبح الخبيء
علّ انقطاعَ الضوء يؤذنُ بالمجيء..
‎‎‎
إني أغصُّ بعظم أُغنيةٍ كما
غصّت (كلابُ الأُفقِ) فجراً نائحا..
من أين، يا لوركا البنفسجُ فائحا.؟
‎‎‎
إني ابتنيتُ عليّ بيت
نسْجَ الخدرنق َ(2) أو أرقا
يا فيلُ، مهلاً، إن مشيت
‎‎‎
لا ريبَ أني قائلٌ
ما لم يقُلْ أحدٌ سواي
تمحو يدي، وتخُطُّ مُمنعةً عصاي..
‎‎‎
تلك الجبالُ بعيدةٌ، وهناك ذيبه
بيضاءُ، تطرحُ لي الغراءَ غطاءَ ليل
فبأبّما رعدٍ نحمحمُ يا عُطيل؟
‎‎‎
في القهوةِ البيضاءٍ شمسٌ وائتناس
شمسٌ يفرُّ بها النعاس
عني دنانيراً إلي شرقٍ وغرب..
‎‎‎
أنا نبّهتني مرةً، بيدٍ، أنانا
فصحوتُ، وهي إلي جواري
فزاعةٌ تهفو احتضانا
‎‎‎
من قال إنك شاعرٌ؟
يا لاقطاً بعر الجآذرِ والحصي
متفننا بالوزن أو متخصصا
‎‎‎
إني اكتريتُ الريحَ تنتهبُ الصحاري
للشاعر العاري ادثارا
يختضُّ برداً في السويد..
‎‎‎
من أين كالضيف المعّري
كالطيف مرتدياً أكاليلَ الثلوج
والبنتُ، في الملهي تُطيل يدّ التعري؟
‎‎‎
في الصدرِ من خمّارتي، اليومَ، التقي
كالناس بيّاعو الخمور
من قال: إن البارَ كالمعني يبور؟
‎‎‎
أنا، ربما، ما قلتُ غير
حرفٍ وللشعراءِ في المقهي اصطخاب
أما المعاجمُ،،فهي كاللغوِ اقتضاب
‎‎‎
لو أنّ في المرآةِ للروحِ انطباعا
أو أن في الورقِ الصقيل لها اتساعا
أو في المغاسلِ واعتكارِ الماءِ لمحا.

(1) الخريطة: الكيس
(2) الخدرنق: العنكب

تعليقات الفيسبوك

شاهد أيضاً

| عدنان عبد النبي البلداوي : “ذكراك نور” مهداة الى روح الشريف الرضي في ذكراه الخالدة .

ذِكراكَ  نورٌ، تسامَتْ فيه دُنـيانا                             يا رائـداً  قــد مَلَكْـتَ القـلبَ أزمانا فكنتَ أصْدَقَ مَــن يَهوَى بناظِـره                           حتى …

حــصــــرياً بـمـوقـعــنــــا
| عبدالقادر رالة : الزعفرانة.

    لمحتها في المحطة تنتظر القطار …    الفتاة الوحيدة  التي تقرأ كاتباَ ؛ كتاب في  …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *