كما أنتَ ..
صنو الريحِ أسئلتُكْ
ممدودة فوق رحبِ الموجِ
… أشرعتُكْ
أ كلّما سافرت عيناك … من ظمأ
تعزّ في السفر المقدور أمتعتُكْ !
(((())))
في البدء كان الماءُ
و الرافدان ..
.. سبحاتُ وجهك ..
وفي كفيك بقية من طين خلقك
في البدء كنتَ
وهم بعض ما تلتقطه من حصى
و حكاية ..
رويتها لهمُ جميعا
خلقت بها لهم سمعهم ..
و فككت طوق الليل عن أعينهم
ليبصروك مزارا من النور
أيّهذا الناضحُ باللون
و الناسجُ من عباءة الأحرف أحلام الخفقات
منذ متى كنتَ تنزف في نهريك الأرواح !
و منذ متى يأكل من أقمارك ليل العاوين !
لم أرك يوما تفسح من خطاك ..
ليمرّ الطريق أمامك ..
ثم تلحقه .. متناثرةٌ أزرارُ قميصك
(((())))
تلتقي بذبولك مرّةً كل عام
ثم تزهر ألوانا ..و عناقيدَ
و عيوناً من لغةٍ فصحى
هو أنتَ ..
ذاك الموشومُ بآلاف القبلاتِ
ذاك الممزوج بظلّه في عراء الوردِ
في عراء الورد المرصوفِ على طول القلب ..
مراياً
تتقاسم طلّة وجهك…
(((())))
أرادوا أن يسخّروك لجوعهم
أن يطفئوا كلماتك في هراء الشوارعِ
و هذرمة الرصيف …
لكنّ شفتيك اللتين شققتَ بهما الأزلَ
و قبّلتك على بلاطهما الأزمنةُ
أبتا أن تكونا
رقعةً في فمهم
أن تتركا مرآة وجهك ..
و تهاجرا إلى الصمت
(((())))
طرقوك ليلا
يلفّون خلفهمُ دروب الوساوس
و يلقونها في فناء البيت
في البيت ..
كان الأهلون يرتّلون
دموعَهمُ
و يلقونها ..
للسماء
(((())))
حين كسرت القيد
و أرغمت دهرك أن يستجيب
دعوت الأقمار لتسقط في راحتيك
فما كان ممن قتلْتَهم حسراتٍ
إلا أن يلغطوا
أن يُقتَلوا مرتين
(((())))
آيات بقائك كًثرٌ
أوّلها :
إنك تذكّر الأحرف دوما بنقاطها
و ربما كان آخرَ ما ينحني للشعر
إنّ ثمانية آلاف لونٍ تسكن في قوسك
و من آياتك العابرة
أشلاؤك التي كلّما نثروها على قمم الجبال
تعود لتشكّل طيراً أزرقَ في السماء
(((())))
ها أنت الآن تلتقط عافيتك
حبةً حبة
جناحاك عامران برفيف القلب
و دفيف اليقين
و مبتّلان بضراعات عشّاقك الطيبين
الذين تعلّقوا بآخر رفّةٍ من أحلامهم
كي يروك …
تكبر في غدهم
تغمر بالعطر حدائقهم
وهم جميعا يبادلونك الشوق
قد يتخاصمون على خطوةِ زلفىً لديك
قد يجرح بعضهم بعضا بشوك الوردة التي طفقوا
يحملونها إليك
لكنهم حين يصلون … جميعا
تفرش وردةٌ بساطَ العتب
و تفرش أخرى اعتذارها
بكأس رحيق
(((())))
لما قرأت هذه القصيدة تهاوت أمامي تهم كثيرة كانت موجهة الى قصيدة النثر , كنت أؤمن ببعضها , منها ان هذا اللون من الشعر إنما التجأ اليه البعض لعجزه عن الابداع في العمود ، أما هذه القصيدة فيمكن القول إنها شاهد عدل على أن الشعر اوسع من الوزن والقافية وانها أستطاعت أن تفرض على المتلقي ايقاعا داخليا يستشعره أشد من شعوره بالوزن الخليلي … شكرا لك ايها الغالبي العراقي الكبير.