زرع أعضاء
حدث يوما أن جيء بالرجل الطيّب الحاج أبراهيم الى مستشفى المدينة بعد أن داهمه ألم الصدر الحاد..تمزقّت شرايين القلب عند الحاج وماتت خلاياه..فتوقّف القلب الدافيء عن الخفقان..وحدث أيضا أن كان هناك في المستشفى الرجل الشرّير..الذي يخافه الناس ولا يحبونه..كان الشريّر مصابا بسرطان الحنجرة..ولم يستطع الأطباء علاجه حيث أحتاج لزرع حنجرة صالحة..خالية من المرض..أنتبه الطبيب الحاذق لحالة الحاج أبراهيم ووفاته المفاجأة..فقرّر تحت ضغط الشريّر صاحب الأمر والنهي..أن يزرع حنجرة الحاج عنده..ويثبّت الحبل الصوتي بدقة متناهية تحت المجهر الجراحي العظيم..
بعد أيام ..أنتبه الناس في المدينة الى أن الشريّر يتكلم الحلو من الكلام..بصوت حاج طيب..في حين لم يزل هو بينهم يأتي الفواحش والشرور…!.
بوتوكس
تعوّدت أن تضع مكياجا خفيفا على وجهها كلَّ صباح قبل أن تذهب لعيادتها القريبة من مكان سكناها..تخصّصت بالتجميل قبل فترة قصيرة بعد أن أدركت أن الكثيرات اليوم يبحثن عن أزالة التجاعيد وتصغير الأنوف..وتكبير أو تصغير الأثداء..وما الى ذلك..قرّرت بعد أن فرغت من عملها، وزرقت وجوهَ خمسة من مريضاتها بحقنة البوتوكس، ذات التركيز القليل والفعالية المثيرة..قرّرت أن تجرّب هذا البوتوكس على نفسها، فالتجاعيد غزت جلدها، تحت العين وفوقها..وهي تنظر لوجهها في المرآة كلَّ يوم كما تنظر في وجوه مرضاها..
بعد أن زرقت نفسها بحقنةٍ واحدةٍ فقط، وأنتظرت لساعات قليلة، أرادت أن تنظر لوجهها ثانية قبل أن تترك عيادتها ذاهبة لبيتها حيث تعيش وحيدة..تفاجأت أن وجهها قد أنتفخ، فصار كوجه لبوة مستعدّة أن تنامَ على صدرِ أسدٍ هصور..!.
مربّع
وضع أمامي مربّعا على ورقة بيضاءَ كبيرة.. رسم تسعَ نجمات صغيرات على حدود المربّع ومنتصفه.. طلب مني أن أربط بين النجوم بخطوط أربعة وبقلم لا أرفعه عن الورقة أبدا.. حاولت وحاول صديقي.. حاول جاري وأقربائي.. كلنا لم ننجح.. وحدها أبنتي الصغيرة، خرجت بقلمِها خارج الصندوق المربّع، وربطت النجمات مع بعضها بدقة..!.
نخلة
يسأل المعلّمُ البسيط طالب المدرسة عن فوائد النخلة التي ترابط قرب حائط الصف الأول..يبكي الطالبُ وهو يتذكّر أن نخلته البصراوية قد فقدت سعفها وتمرها وجريدها بعد أن تصدّت قبل عام لصاروخ أميركي حاقد.
الطبّال
يقف أمامي الطبّال برَقبته الطويلة ووجهه الذي غادرته العافية..وهو يرّقص فتاة بعمر الزهور طلبا للمال..يتوقّف فجأة بعد أن أحّس أن لا طائل من تطبيله..أخرج دمية صلعاء صغيرة وأخذ يمسّد هو على رأسها ويشير الى رأسي..أحّمر وجهي حنقا..ومددت يدي لأخرج من جيبي دمية تمد لسانها الأحمر وتقذف من فمها دراهم مزوّرة..!.
شاعر
لوحة الحصان المنطلق زهو الأرض تزيّن القاعة..وضعها مدير الندوة قرب منصّة الشاعر..الكّل ينظر للوحة..في حين راح من يسّمي نفسه شاعرا..يصرخ في المايكروفون لجذب أنتباه الناس..
د. عامر هشام الصفّار: زرع أعضاء.. وقصص أخرى قصيرة جدا
تعليقات الفيسبوك