( ذكرت وسائل إعلامية عالمية أن العراق شهد أكبر عمليات السرقة والنهب للمال العام في التاريخ .. ومع ذلك فلم نشهد اللصوص في قفص العدالة !!)
إني أرى ـ فـيـمـا يـراهُ الـنـائـمُ الأعـمـى :
فـراشــاتٍ تُـكـبِّـرُ فـي الـحـدائـق ِ ..
قـال عـرّافُ الـمـديـنـةِ :
إنـهـا الأطـفـالُ
يـمـتـشـقـون أكـوابـا ً بلا لـبـنٍ
يـفـيضُ بـهـا الـشـحوبْ
يـتـقـدَّمـون الأمّـهـاتِ
وخـلـفـهـم سـيـلٌ مـن الـدَّم ِ والـدمـوع ِ
كأنـهُ الـطـوفـان ُ
سـدَّ عـلـى الـدّهـاقِـنـة ِ الـدروبْ
وأرى على سَـعَـةِ الـفـضـاءِ الـطّـلـق ِ لافـتـة ً
تـنـزُّ حـروفُـهـا
بـزلازلِ الحِـلـم ِ الـغـضـوبْ :
للهِ ما للهِ ..
لـكنْ
كـنـزُ ” قـيصـرَ ” لـلــشـعـوبْ
وأرى تـنـانـيـرَ الـجـيـاع ِ
تـكـرُّ
بـالـجـمـرِ الـجحيم عـلـى قـصـور الـمُـتـخـمـيـنَ ..
أرى الـذّئـابَ تـفـرُّ
تـسـتـجـدي الـسّـلام َ مـن الـظِـبـاءِ الـمُـسـتـضـامَـةِ ..
والحـمـائِـمَ بـعـدَ غـربـتِهـا تـؤوبْ
وأرى طواويسَ المدينةِ
تخلعُ الـرِّيشَ الـمُـلـوَّنَ ..
تستعـيرُ من القـنافـذِ جلدَها …
ولحى الذقون المستعارةِ في براميلِ القِـمامةْ
وأرى أبا ذرِّ الغفاري
شاهـرا ً سـيفا ً بوجهِ الأولياءِ الزور
تتبعهُ ملايينُ الجياع ِ ..
وعروةَ بن الوردِ ممتشقا ً حسامَهْ
أهي القيامة ُ ؟
قال عـرّافُ المدينةِ :
إنَّ للدنيا قيامتها التي تُفضي
إلى يوم القيامةْ