في اخر الليل ، كان المذيع يقف قريبا من قبر الامام الحسين ، في بث مباشر.. وهو يردد متهدجا يتحدث مع الزوار وهم يبتهلون بالدعاء الكبير للعراق بالعافية ، لكنه بعد قليل ترك الزوار وبدأ يتحدث عن ماحدث في البطحاء من تفجير ارهابي راح ضحيته العشرات ، لم اكن اسمع ماكان يقوله جيدا ، فرفعت صوت التلفاز ، سمعته يتحدث عن ضابط شاب امسك بالارهابي وسحبه بعيدا عن السائرين الى المرقد المقدس ، لكن يد الشر استطاعت ان تفجره عن بعد ومات الضابط وهو يحتضن الارهابي ، وطلب ممن يعرف اسم الضابط ان يتصل على الارقام المكتوبة اسفل الشاشة ، ولاني تصفحت موقع الناصرية نت ، سجلت اسم الضابط لكتابة مقالتي هذه ، فقد زولت الرقم واخبرتهم بالاسمين ، الاول الملازم نزهان صالح حسين الجبوري من محافظة كركوك وتحديدا قضاء الحويجة والثاني النائب العريف علي احمد سبع من محافظة ديالى , بعد قليل قال المذيع وصلتني الاسماء ، اسماء البطلين ، فسجل على ورقة بيضاء اسميهما وشفعهما بدعاء العراق والانسانية وهو يردد ( لبيك ياحسين ) ودس الورقة من فتحة في الضريح الشريف وهو يردد ـ يانزهان .. ياعلي ـ اسميكما كتبا على ورقة بيضاء هي الان قرب جسد الحسين ، حقا ايها الكبير نزهان ، اسمك وزميلك اقتربا من ذلك السيد الكبير للشهادة ، نزهان لم تفكر وانت تحضن القاتل وتدفعه بكل مالديك من قوة بعيدا عن الزوار في طائفة او مذهب كما هو مكرس اليوم في كل الفضائيات ، اذ تواجهنا افواه ساسة لم نعرفهم من قبل يطالعونا عبر الشاشات الفضائية ، متأنقون يبتسمون ابتسامات صفراء ويبثون تلك السموم التي تخلط الحابل بالنابل ، يصرحون بكلمات واصواتهم تشبه الصراخ ، يصرخون في وجوهنا يتحدثون عن حق هذه الطائفة او تلك هذا المكون او ذاك كما يسمونه ، لااعرف مالذي سيقولون وهم سمعوا ببطولتك التي داست بحذاء عراقي كل الترهات ، عزيزي الشهيد نزهان عزيزي الشهيد علي ، حقا كنتما العراق بجماله وسحره وجلاله وسعته ، العراق الذي نعرف ، وقدمتم درسا بالغ الاهمية لكل الساسة الطائفيين ، درسا لم تستطع كل مدارس العالم من اضافة سطر واحد الى ماقدمتاه ، نزهان شاب في الثلاثين من عمره ، عاد توا من الاجازة ، وكلم ابنته واهله قبل الموعد بساعة ، وحينما اقدم على احكام قبضته القوية على القنبلة البشرية الموقوتة لم يفكر بطائفة او مذهب ، ولم يجبره على هذه البطولة الا حب العراق .. العراق الواحد عراق كركوك والناصرية وديالى وكربلاء ……
عزيزي نزهان اكبر الاسماء تلك التي يحتضنها الحسين الان .
محمد علوان جبر : نزهان العراقي
تعليقات الفيسبوك